دفتر ديونه ود أن يحترق، دفتر ديونه يصرخ لست أنا السبب، دفتر ديونه سيلعنكم الى الأبد أيها المسؤولين. في وطني يموت أب بسبب عجزه عن توفير علاج لزوجته المصابة بالسرطان، بسبب دفتر ديون لمحل بقالة بلغت قيمتها 460 دولار تقريباً، ثمن ماذا؟ ثمن زيت، رز، خبز... أساسيات أي منزل، بسبب عدم حيازته على الف ليرة يعطيها لابنته لشراء منقوشة بزعتر في المدرسة... يا لفجوركم، يا لعاركم، قاتلكم الله.
وفي تفاصيل الفاجعة، فقد أقدم ناجي ديب الفليطي (40 عاماً) وهو أب لطفلين شنق نفسه، في بلدة عرسال ، لانه لم يقو على توفير تكاليف علاج زوجته المصابة بالسرطان، أو تسديد فواتير للمحال التجارية، وما فجر المصيبة عجزه عن تلبية طلب ابنته رنيم منه الف ليرة لشراء منقوشة بزعتر، فلم يتمكن من القول لها «ليس لديّ ما تطلبين»، فتجاهلها وانتظر خروجهما من المنزل ليعمد إلى شنق نفسه داخل احدى الغرف، وحين عادا وجداه قد فارق الحياة.
وما إن وصل والده إلى البيت، ولم يجده فيه، وراح يبحث عنه ومضى إلى الخلاء باحثا عنه هناك، فعثر عليه مشنوقا.. صرخ وأسرع لى المطبخ وأحضر سكينا قطع به الحبل المعلق، آملا أن يجد بابنه البالغ 40 سنة شيئا من الحياة بعد، لكنه لم يجد سوى جثة بلا حراك.
وأشارت شقيقة ناجي إلى انه «لم يمت إلا حسرة وشهيداً للقمة عيش لم يجدها، والغلاء الذي وصلنا اليه ساهم في ضيق المعيشة، ودفع بأخي لينتحر هارباً من أن يكون تحت رحمة حكام لا يعرفون سوى النهب والظلم».
وكشفت ان شقيقها ناجي لم يجد عملاً بعد تركه المؤسسة العسكرية، ثم عمل بمنشار للأحجار لفترة قصيرة، غير أن العمل توقّف مع الأحداث التي مرت بها البلدة خلال السنوات الأخيرة، مع ضيق فرص العمل وتراجع معظم مقالع الأحجار وإقفالها، مما أوقعه في عجز مالي كبير، فترتبت عليه أعباء مالية لم يعد بمقدوره سدادها، إن كان من الأقرباء او المحال التجارية في الحي أو تأمين لقمة العيش.