بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 كانون الثاني 2019 12:57ص ليبيا تمتنع عن المشاركة في القمة... واجتماع بعبدا يحتوي «عاصفة الدَّين»

هيل يبدأ محادثات رسمية اليوم.. والتظاهرات المطلبية تَعُمّ لبنان

حجم الخط
حفلت نهاية الأسبوع، بجملة من التطورات الميدانية عشية القمة العربية الاقتصادية الاجتماعية الرابعة التي أعلنت ليبيا رسمياً عدم المشاركة فيها، وسط تأكيد بعبدا ان القمة في موعدها، ورد من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على الرئيس نبيه برّي من زاوية ان فريقه يعترف فقط بـ6 شباط أي تفاهم مار مخايل 2006 (الذي وقّع مع حزب الله).
1- اجتماع مالي اقتصادي في بعبدا، ناقش الإجراءات الواجب اتخاذها، من زاوية ان الوضع المالي سليم، كما أكّد حاكم مصرف لبنان، وتوضيح وزير المال في حكومة تصريف الأعمال انه كان يقصد بـ«هيكلة الدين العام» كيفية معالجة الدين العام.. وأن الأسواق اطمأنت إلى التطمينات اللبنانية..
2- اقدام عناصر من حركة «أمل» على إنزال علم ليبيا من البيال، ووضع علم حركة «أمل» مكانه، وتنظيم مسيرة سيّارة امام فندق الفورسيزون (fourseason) احتجاجاً على عدم اتخاذ أي اجراء رسمي، وفي سياق الضغط لمنع وصول ممثّل ليبيا إلى بيروت للمشاركة في القمة..
3- اتساع دائرة التظاهرات في المناطق اللبنانية احتجاجاً على الأوضاع العامة، سواء لجهة البطالة وغياب الضمانات الاجتماعية والاستشفائية والاستمرار بنهب الدولة ومقدراتها، سواء في صيدا أو النبطية أو البقاع، وصولاً إلى ذوق مكايل وطرابلس.. تحضيراً للاحد المقبل.. ولرفع الصوت مع انعقاد القمة الاقتصادية العربية.
4- الحملة العنيفة التي شنّها النائب طلال ارسان والوزير السابق وئام وهّاب، اللذان شنا حملة على القضاء واشادا بالعهد.
5 - محادثات ملتبسة لوكيل الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل في بيروت، بدأت من كليمنصو، بلقاء النائب السابق وليد جنبلاط.. انتقدتها دوائر بعبدا باعتبار ان الزيارة من حيث بدأت، لا تصب في خدمة الأهداف التي تتحدث عنها واشنطن لجهة دعم سيادة لبنان واستقلاله واستقراره..
وهيل الذي وصل إلى بيروت بعد ظهر السبت يجري اليوم محادثات رسمية مع الرؤساء ميشال عون ونبيه برّي وسعد الحريري، حيث من المتوقع ان يتحدث عن نتائج زيارته في تصريحات بعد لقاء المسؤولين.
عواصف سياسية ومناخية ومالية
ومن معالم التصعيد السياسي ما كشفه هيل، الذي بكر بالوصول إلى بيروت ليصب زيتاً اميركياً على نار الخلافات السياسية، أو تلك الناشبة في الداخل، على خلفية الانقسام من موضوع القمة العربية الاقتصادية والتنموية التي ستعقد في بيروت يوم السبت المقبل، بسبب دعوة ليبيا إليها وتغييب سوريا عنها، فيما بات وضع تشكيل الحكومة في آخر الاهتمامات، حيث لم يعد أحد يتحدث عنه، حتى لمجرد التلميح.
وزاد في الطين بلة، دخول إسرائيل على خط التوتر جنوباً،  بحديثها عن اكتشاف نفق سادس قالت ان «حزب الله» أقامه من بلدة الرامية وصولاً إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وانها عازمة على تدميره لاحقاً، بالتزامن مع استكمال قوات الاحتلال إقامة الجدار الاسمنتي في مقابل العديسة، ضمن النقاط المتحفظ عليها لبنانياً على الخط الأزرق.
واللافت ان الإعلان الإسرائيلي جاء بالتزامن مع بيان للسفارة الأميركية في بيروت، أوضح بشكل لا لبس فيه ان زيارة هيل للعاصمة اللبنانية هي للتحريض على «حزب الله» ودعم الإجراءات العسكرية للكيان الإسرائيلي المحتل، عند الحدود، حيث قالت السفارة ان «هيل سيشدد على قلق الولايات المتحدة من أنشطة «حزب الله» المزعزعة للاستقرار في لبنان والمنطقة، بما في ذلك الاكتشافات الأخيرة لانفاق الحزب العابرة للحدود»، والتي اعتبرها البيان بأنها «تتحدى قرار مجلس الأمن رقم 1701 وتعرض أمن الشعب اللبناني للخطر وتقوض شرعية مؤسسات الدولة».
وأفادت مصادر جهات سياسية التقت هيل انه أبلغ من التقاهم السبت والاحد، الموقف ذاته الذي تضمنه بيان السفارة في بيروت، لكن المصادر قللت من إمكانية زيادة التوتر الداخلي لأن كل طرف متمسك بموقفه المعروف، ولا توجد توقعات بتغييرات ما بل ستبقى الأمور تراوح مكانها من الجمود.
وسيلتقي هيل اليوم الرؤساء عون في الثامنة والنصف صباحا، ثم يزور الرئيس برّي ثم الرئيس الحريري، وعند الواحدة بعد الظهر ووزيري الخارجية جبران باسيل والمال علي حسن خليل، بعد ان كان زار السبت جنبلاط في كليمنصو ترافقه السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد، ثم التقى أمس، كلا من قائد الجيش العماد جوزاف عون في اليزرة والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، حيث تركز البحث، بحسب معلومات الأمن العام على التطورات على الحدود اللبنانية الجنوبية والتوتر الناجم عن استئناف العدو الإسرائيلي بناء الجدار العازل في مناطق حدودية متنازع عليها مع لبنان، وتطرق الجانبان إلى موضوع الحدود البحرية بين لبنان والكيان الإسرائيلي، وإلى تطورات الاوضاع في المنطقة.
وفي تقدير مرجع سياسي كبير، ان الساحة اللبنانية مفتوحة الآن، والوضع متأزم على كل المستويات، نتيجة التصعيد الأميركي ضد إيران وحلفائها في المنطقة، والذي يقابله استنفار «محور المقاومة» الذي تمثله إيران مع النظام السوري و«حزب الله»، ما يخلق فرصة لتسجيل المواقف العالية السقف، مثل الكلام الناري الذي صدر عن الوزير طلال أرسلان ورئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهّاب في ذكرى أربعين مرافق وهّاب محمّد أبو ذياب، وفي حضور ممثل «حزب الله» محمود قماطي.
لكن المرجع ذاته أكّد لـ «اللواء» انه بمجرد ان تنتهي العاصفة السياسية في المنطقة، ستنعكس على لبنان تهدئة سياسية وتتشكل الحكومة، فسرعان ما تهدأ العاصفة الداخلية والمواقف النارية، ويبقى المهم الاتفاق على خطوات بعد تشكيل الحكومة.
تمثيل ليبيا في القمة
اما بالنسبة لمشكلة تمثيل ليبيا في القمة والدعوات لتأجيلها، فقد أوضحت مصادر رسمية ان القمة في موعدها، واعمالها تبدأ بعد أربعة أيام ولا إمكانية لتأجيلها نظراً للتأثيرات السلبية على لبنان سياسياً ومعنوياً واقتصادياً، كاشفة عن اتصالات تجري بالنسبة لتمثيل ليبيا، ومن ضمن الأفكار المطروحة تخفيض مستوى الوفد الذي سيمثل الحكومة الليبية، لأن الدعوة الرسمية وجهت للدولة الليبية ولا إمكانية لسحبها.
وليلاً، طرأ تطوّر من شأنه تهدئة ساحة رفض تمثيل ليبيا في القمة، إذ أعلن «وزير الخارجية في حكومة الوفاق الليبيّة محمد سيالة عدم مشاركة الوفد الليبي في القمة الاقتصادية العربية المزمع عقدها في بيروت».
وأضاف سيالة أن «عدم مشاركة الوفد الرسمي الليبي جاءت بسبب منع سلطات الأمن في مطار بيروت رجال الأعمال الليبيين المشاركين في المنتدى الاقتصادي من الدخول، واحتجاجا على إهانة العلم الليبي».
وبالنسبة إلى دعوة سوريا، أوضح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، قبل مغادرته بيروت أمس الأوّل عائداً إلى القاهرة، على ان يعود إليها الأربعاء، ان «لا خطط لمناقشة دعوة سوريا لحضور القمة العربية المقرّر عقدها في تونس في آذار المقبل خلال القمة الاقتصادية في بيروت، والتي لم تدع إليها دمشق ايضاً».
غير ان المصادر تخوفت من ان تؤثر الحملة القائمة حول القمة على مستوى الوفود العربية التي ستحضر، لا سيما الوفد السعودي، موضحة ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكّد حضوره الشخصي لكن لا أحد يعرف ما إذا كان سيعيد النظر بقراره إذا كان التمثيل السعودي أو العربي سيكون مدنياً، علماً ان الاستعدادات الرسمية جارية على قدم وساق، حيث نفذت قبل ظهر السبت، وفي إطار التحضيرات الخاصة بالقمة، مناورة ميدانية للاجراءات والترتيبات المعتمدة ابتداءً من وصول الرؤساء والقادة العرب إلى مطار رفيق الحريري الدولي، وصولاً إلى الواجهة البحرية لبيروت المعروفة بـ«sea side Arena» - «البيال» سابقاً، حيث ستعقد القمة.
عاصفة «أمل» و«التيار»
في هذا الوقت، تفاعل التصعيد بين «التيار الوطني الحر» وحركة «أمل» على خلفية دعوة ليبيا إلى القمة واستبعاد سوريا منها، الا ان اتصالات عاجلة جرت، عبر وسطاء، للتخفيف من حدة التوتر في الشارع، ولا سيما بعد الاشكال الذي حصل في منطقة سن الفيل في بيروت، بين مناصرين من الطرفين، أدى إلى سقوط جرحى.
وتزامنت هذه الاتصالات مع خلوة ثلاثية جمعت الرئيسين عون والحريري مع الوزير علي حسن خليل في قصر بعبدا، بعد انتهاء الاجتماع المالي، ركزت على الموقف اللبناني الرسمي من دعوة ليبيا، في محاولة لاحتواء التشنج السياسي، في ضوء ما جرى في الشارع، حيث سجل قيام مناصري حركة «أمل» بتسيير مسيرات سيّارة مع دراجات نارية في محيط مكان انعقاد القمة عند الواجهة البحرية لبيروت، وتمزيق العلم الليبي ورفع علم «أمل» مكانه، بالتزامن مع صدور تحذير من «ألوية الصدر» موجهة إلى من يمثل ليبيا بالحضور إلى لبنان، مع مقدمة نارية لنشرة اخبار قناة N.B.N الناطقة بلسان «أمل»، وصفت بأنها رسالة من الرئيس برّي، الذي خضع أمس لعملية بسيطة دون جراحة في أحد مستشفيات بيروت لاستئصال بحصتين في مجرى المرارة، غادر بعدها المستشفى، وحذرت المقدمة من انعقاد القمة في حضور ليبيا، بدأت بالقول: «قولوا ما تشاؤون... إفعلوا ما تريدون... أكملوا ما تعدون... ولكن إعلموا ألا ليبيا في القمة.
مع نبيه بري لا تجربوا... هو واضح كعين الشمس ومستعد لإحياء 6 شباط في عز كانون اذا كان الأمر يتعلق بتحرير الإمام السيد موسى الصدر ونقطة عند أول سطر القمة الاقتصادية».
باسيل: لا نعرف 6 شباط
وكان التوتر بين «التيار» و«أمل» بلغ ذروته في ردّ الوزير باسيل على الرئيس برّي، الذي سبق وألمح استعداده لأن يقوم بـ6 شباط سياسية وغير سياسية لإحباط تمثيل ليبيا في القمة على غرار ما فعل لإحباط اتفاق 17 أيّار 1984، فقال باسيل في ختام خلوة غير معلنة للتيار في المون لاسال - عين سعادة: «بالنسبة إلينا لا نعرف إلا 6 شباط في مار مخايل، و6 شباط الأوّل لم نكن فيه، وقمنا بتفاهم 6 شباط 2006 (مع حزب الله) حتى لا يكون بين اللبنانيين الا الوحدة والتلاقي»، مشدداً على انه «مع الرئيس ميشال عون لا 6 شباط الا 6 شباط مار مخايل حتى لا يكون الا التفاهم بين اللبنانيين».
وأضاف موجهاً كلامه إلى مناصري التيار: «لا تخافوا على العهد، فالعهد هو الدولة والحكومة ومجلس النواب، وكلما كثر من يريدون النيل منا وكلما قوى الهجوم علينا نقوى اكثر»، وارف قائلاً: «المتاريس والديون والفساد لم توجد على أيام التيار، بل التيار عمل لإزالة هذه المتاريس وتكريس التفاهم ومكافحة الفساد».
وسرعان ما استدعى كلام باسيل رداً فورياً من نائب كتلة التنمية والتحرير علي خريس الذي قال: «ان الوزير (باسيل) لا يعرف حتماً 6 شباط 1984، هذا التاريخ الذي نقل لبنان إلى عصر المقاومة والتحرير، عصر قوة لبنان وعزته وكرامته وصون حدوده».
اضاف: «نحن لا نلوم معاليه لأنه لا ينتمي إلى مدرسة المقاومة مدرسة العطاء والتضحية التي اسسها الامام موسى الصدر وحمل امانتها الرئيس نبيه برّي».
لا جدولة الديون
إلى ذلك، أوضحت مصادر رسمية مواكبة للاجتماع المالي - الاقتصادي الذي انعقد مساء أمس في بعبدا وجمع الرئيسين عون والحريري في حضور الوزيرين خليل والاقتصاد رائد خوري، ورئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ورئيس جمعية المصارف جوزيف طربيه، في ضوء الالتباس الذي نجم عن تصريحات الوزير خليل بالنسبة لإعادة جدولة الديون اللبنانية، مما أدى إلى هبوط سندات لبنان بالدولار، ان الرئيس عون هو من بادر إلى طلب الاجتماع كي يُصار إلى تحمل المسؤولية بشكل جماعي والتأكيد على التزامات الدولة اللبنانية من خلال مؤسساتها بعيدا عن اي تفرد ومنعا لإستغلال اي ثغرة من خلال الأزمة السياسية الراهنة. ولفتت الى ان رئيس الجمهورية كان حريصا على ان تتوضح الصورة لدى الأسواق المالية بعد الفهم الخاطئ لما ذكره وزير المال عن اعادة هيكلة الدين العام. واكدت ان الرئيس عون شدد على ان هناك حاجة الى عدم خلق الشك لدى الأسواق والمواطنين.
وكشفت ان حاكم مصرف لبنان والمرجعيات المالية اكدوا سلامة الوضع المالي وعدم وجود اي خيار سواء بهيكلة او جدولة الدين. واوضحت ان الوزير خليل لم يقصد بعبارة هيكلة الدين العام المعنى المستخدم الدولي لجهة جدولة الدين والتي تفهمها الدول انما كان يقصد كيفية معالجة الدين العام.
وقال وزبر الاقتصاد والتجارة رائد خوري ل اللواء ان ما من مخاوف محددة وان الاسواق المالية دخلت في تخمينات واصيبت بالهرع جراء امر غير موجود. ولفت الى ان انه تم توضيح الموضوع بعد البلبلة التي أحدثت. وفهم من المصادر نفسها ان نقاط البيان التي اذاعها خليل كانت واضحة، لجهة التأكيد على ان إعادة هيكلة الدين العام غير مطروحة على الإطلاق، وان ما هو مطروح هو تنفيذ الإصلاحات التي اقترنت بها موازنة العام 2018، وما التزمت به الدولة اللبنانية في مؤتمر «سيدر» وان المطلوب كان نقل الصورة إلى هذه الاسواق».
العاصفة
على صعيد الطقس، بدأت العاصفة «ميريام» نشاطها المناخي بعد ظهر أمس، وبدأت الثلوج تتراكم على الجبال، على ان تحتدم العاصفة ليل الاثنين - الثلاثاء.
وفي تدبير احترازي، قرّر وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال مروان حمادة ترك الحرية لمدراء المدارس والثانويات الرسمية تقرير ما يتعين عمله في المناطق الجبلية بالنسبة لفتح المدارس أو اقفالها.