بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 آب 2019 12:33ص محادثات «صعبة» للحريري مع هيل ورئيس البنك الدولي حول العقوبات والتهديدات

رفض شمالي تحويل جبل تربل إلى مطمر.. وطعنان «قضائي» و«عسكري» بالموازنة

محتجون قطعوا طريق الضنية احتجاجاً على إعادة افتتاح مطمر تربل محتجون قطعوا طريق الضنية احتجاجاً على إعادة افتتاح مطمر تربل
حجم الخط
يجري الرئيس سعد الحريري اليوم سلسلة لقاءات أبرزها مع وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، وسط ترقب لبناني رسمي واقتصادي وسياسي، لجهة الانعكاسات المتوقعة للمحادثات اللبنانية - الأميركية لا سيما مع المسؤولين المعنيين مباشرة بالوضع في لبنان، سواء لجهة السياسات العامة، أو ترسيم الحدود البحرية، أو الوضع المالي، والتزام لبنان بكل ما له علاقة بمحاربة الإرهاب..

وليلاً، أفاد المكتب الإعلامي للرئيس الحريري أنه التقى عند الساعة الثالثة عصر أمس بتوقيت واشنطن، العاشرة ليلا بتوقيت بيروت في مقر إقامته بالعاصمة الأميركية، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، في حضور الوزير السابق الدكتور غطاس خوري، وعرض معه آخر المستجدات والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

ولاحقاً التقى الرئيس الحريري وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية ديفيد هيل للغاية ذاتها، على ان يلتقي اليوم أيضاً مع رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس للتداول في مرحلة ما بعد إقرار الموازنة، ونظرة البنك الدولي إلى سياسات القروض ونسب الفوائد، واطفاء الدين العام.

وترتبط الترقبات الأميركية، مع حدثين غداً، من شأنهما ان يمهدا لمرحلة ما بعد استئناف جلسات مجلس الوزراء، والرهانات على تفعيل العمل الحكومي: الأوّل يتعلق بالاجواء التي سترافق انتقال الرئيس ميشال عون إلى قصر بيت الدين، والثاني بما سيعلنه الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله في الذكرى 13 للانتصار في حرب تموز.

مهمة صعبة

وكان لافتاً للإنتباه، عشية اللقاء المنتظر بين الرئيس الحريري ووزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، قول القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي ان «حزب الله» اكتسب قدرات في سوريا تمكنه من القضاء على إسرائيل وحده في أي حرب محتملة، مبرزاً مرّة جديدة الارتباط العضوي بين الحزب وطهران التي تستثمر فيه وتراه ذراعاً قوية يمكن ان تستخدمها في معاركها الإقليمية متى اقتضت الحاجة.

وفي تقدير مصادر دبلوماسية غربية ان هذا الموقف الإيراني الجديد زاد من صعوبة المهمة التي يقوم بها الرئيس الحريري في العاصمة الأميركية، ولا سيما بالنسبة لموضوع العقوبات والمساعدات الخارجية.

إذ رجحت هذه المصادر ان يبلغ المسؤولون الأميركيون رئيس الحكومة اللبنانية انزعاجهم مما يصفوه تساهل الحكومة مع «حزب الله» وانه من غير المستبعد تغيير سياستهم تجاهه رأساً على عقب، أقله في الوقت الراهن.

وقالت هذه المصادر ان واشنطن ماضية في استراتيجية العقوبات تجاه مؤسسات تدعم حزب الله، وتوقعت ان تصيب حلفاء للحزب قد يكونوا من خارج الثنائي الشيعي، ولفتت الى انه ما من مؤشر يدل على نجاح الرئيس الحريري في تعديل الموقف الأميركي، بل لعله سمع من مساعد وزير الخزانة الأميركية كلاماً فيه نوع من التذمر حول أداء الحكومة تجاه حزب الله.

والتقى الحريري مساء أمس بتوقيت بيروت مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد هيل، بعدما كان التقى مع ديفيد شينكر الذي خلف السفير ديفيد ساترفيلد في ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية مع إسرائيل، والتي تضغط على الإدارة الأميركية لتخفيض عديد قوات «اليونيفل» في الجنوب، عشية التمديد لها من قبل مجلس الأمن سنة جديدة، أو إعطاء هذه القوات قواعد اشتباك جديدة تخالف مندرجات القرار 1701.

عون في بيت الدين غداً

في هذا الوقت، دخل لبنان الرسمي في عطلة جديدة، هي عطلة انتقال السيدة العذراء، بعد عطلة الأضحى، ولا يتوقع ان يكون هناك في يومي الجمعة والسبت، وفي نهاية الأسبوع، أي نشاط رسمي ذي طابع سياسي، سوى انتقال رئيس الجمهورية ميشال عون إلى المقر الصيفي في قصر بيت الدين غداً الجمعة، حيث من المقرّر ان يمضي هناك نحو أسبوعين.

فيما علمت «اللواء» ان عضوي «كتلة اللقاء الديموقراطي» النيابي الوزير وائل ابو فاعور والنائب هادي ابو الحسن وامين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر وقياديين في الحزب، يتولون اجراءات ترتيب مراسم استقبال وزيارة الرئيس عون في الشوف، ولكن صادف ان رئيس الحزب وليد جنبلاط ورئيس كتلة الحزب النائب تيمور جنبلاط سيكونان خارج البلاد خلال هذين اليومين، حيث سافرا امس في زيارة خاصة مقررة سابقا. لكن مصادر الحزب اكدت انهما سيزوران الرئيس عون فور عودتهما من الخارج.

وعلمت «اللواء» أيضاً ان ترتيبات الحزب تشمل تشكيل وفد كبير يقوم بزيارة ترحيبية بالرئيس عون يوم السبت، ومن ضمنه السيدة داليا وليد جنبلاط، ويضم نوابا وقياديين من الحزب الى جانب رجال دين وفعاليات المنطقة ورؤساء اتحادات بلديات وبلديات ومخاتير، فيما تولت وكالة داخلية الحزب في الشوف رفع لافتات الترحيب بالرئيس عند التقاطعات المهمة ومنها في بعقلين وبيت الدين.

واستبعدت مصادر مطلعة، بسبب وجود جنبلاط خارج البلاد، احتمال قيام رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بزيارة المختارة يوم الأحد المقبل، لاحياء ذكرى مصالحة الجبل، بحسب ما تردّد أمس، فضلاً عن ان هذه الزيارة يمكن ان تحدث «نقزة» لدى فريق رئيس الجمهورية، الذي يمكن ان يقرأ فيها نوعاً من رسالة مفهومة التوجهات. في وقت يريده الرئيس عون ومعه جنبلاط أيضاً ان يكون لارساء التهدئة مجدداً في الجبل وتطويق ذيول حادث قبرشمون بشكل نهائي، وبهذا المعنى كانت  تغريدة جنبلاط منتصف ليل أمس الأوّل والتي دعا فيها إلى «الابتعاد عن التحدي والسجال بعد لقاء المصالحة والمصارحة»، مضيفاً «التحية لشهداء 13 آب ولكل الشهداء الذين صنعوا الطائف»، في إشارة إلى ما أوردته مقدمة نشرة اخبار محطة O.T.V، التي أعادت فيها الى الأذهان ذكرى معركة سوق الغرب في 13 آب 1989.

الى ذلك اكدت مصادر الحزب التقدمي لـ«اللواء» ان رئيس مجلس النواب نبيه بري سيتولى من مطلع الاسبوع المقبل اتصالاته من اجل ترتيب لقاء يجمع قيادة الحزب التقدمي بقيادة «حزب الله»، من اجل تهدئة الاجواء بين الطرفين، وان الحزب التقدمي تلقى دعوة من «حزب الله» للمشاركة في مهرجان الانتصار في حرب تموز الذي سيقام يوم غد الجمعة في بنت جبيل ويتحدث فيه الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، وان الحزب سيلبي الدعوة بوفد يرأسه امين السر ظافر ناصر. 

ومن شأن مشاركة وفد التقدمي في الاحتفال ترطيب الاجواء اكثر بين الطرفين وكسر الجليد، ما يمهد لحوار يفضي الى «تنظيم الخلاف» بين الحزبين.

وتوقعت مصادر ان يعلن نصر الله في كلمته في الاحتفال اسم مرشّح الحزب للانتخابات الفرعية التي ستجري في دائرة صور يوم الأحد في 15 أيلول المقبل، خلفاً للنائب المستقيل نواف الموسوي، والترجيحات محصورة بين شخصين: مسؤول العلاقات العربية حسن عز الدين ومسؤول الإعلام الالكتروني الدكتور حسين رحال، وربما يكون هناك مرشّح ثالث يخبئه الحزب للحظة الأخيرة.

تفاهمات بعبدا

على صعيد آخر، أوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان التفاهمات التي تمّ ارساؤها في «لقاء المصارحة والمصالحة» وفي الاجتماع المالي الاقتصادي برئاسة الرئيس عون في بعبدا، سيكونان محور متابعة دقيقة من دوائر القصر لكي لا يصيبها أي انتكاسة، ولذلك فإن الجهد سينصب على مواكبتها لتحصين الساحة السياسية بعد المصالحة والمصارحة، ووضع نقاط الاجتماع المالي على سكة التنفيذ.

وقالت هذه المصادر ان المبادئ أو النقاط التي جرى الاتفاق عليها في الاجتماع المالي تستدعي تنفيذاً مثلث الاضلاع قوامه مجلس النواب ومجلس الوزراء والمنظمات الدولية المعنية، مشيرة إلى أن هذا يعني قيام تكامل مع الرئيسين برّي والحريري ووزراء الاختصاص. وكذلك مع ممثلي المنظمات الدولية أي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي من خلال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والجهات المختصة.

وأقرت بأن ما خلص إليه هذا الإجتماع يساهم في وضع لبنان على السكة الصحيحة على ان خطة «ماكنزي» وتوصيات مؤتمر سيدر يشكلان محط التركيز خلال المرحلة المقبلة فضلاً عن موضوع ضبط الإنفاق والمشاريع الجاهزة والتي تتطلب مراسيم تنظيمية.

وكشفت ان رئيس الجمهورية أصرّ على إنجاز موازنة العام 2020 ضمن المهلة الدستورية كي يتسنى لمجلس النواب مناقشتها من دون أن يشكل عامل الوقت عنصراً ضاغطاً على هذه العملية.

وفهم ان الرئيسين برّي والحريري أيداه في هذا الصدد، وأفيد ان رئيس الجمهورية يريد تطبيقاً دقيقاً لموازنة العام 2019 واجراءاتها وتوصيات لجنة المال.

أزمة نفايات الشمال

وفيما أعلنت الحركة الاعتراضية في زغرتا عن تأجيل التحرّك الذي كانت هددت بتنفيذه أمس، بعد ان تبدّلت الأمور، في إشارة إلى توافق وزارتي البيئة والداخلية، على البدء بنقل نفايات الأقضية الأربعة إلى المكب المستحدث في جبل تربل، شاكرة رئيس الحكومة على اهتمامه المباشر والوزراء المعنيين والنواب الذين واكبوا الحلول مع قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي، شهدت منطقة جبل تربل المتاخمة لحدود قضائي زغرتا والمنية - الضنية، ما يشبه بالانتفاضة الشعبية ضد تحويل تربل إلى مطمر للنفايات، حيث قطع مواطنون طريق المنية - العبدة، وكذلك طريق الضنية الرئيسية التي تربطها بمدينة طرابلس في كفرشلان والبياض، فيما تجمع عدد من أهالي بلدة علما في قضاء زغرتا على الطريق العام عند مفترق البلدة، وعمد بعضهم إلى رمي الشاحنات المحملة بالنفايات بالحجارة احتجاجاً على إعادة فتح المطمر، علماً أن تجمعات شعبية توزعت بين امام سراي طرابلس، ومرياطة في قضاء الضنية، حيث ارتفعت صيحات التكبير ضد المطمر الجديد.

وكانت الشاحنات بدأت منذ منتصف الليلة الماضية بنقل نفايات الأقضية الاربعة: زغرتا والكورة والضنية والمنية إلى تربل وهو المكان الذي اختاره وزير البيئة فادي جريصاتي بعد التفاهم مع نواب هذه الأقضية واتحادات البلديات، لكن هذا الخيار اصطدم برفض أهالي المنطقة حيث ارتدى هذا الرفض طابعاً طائفياً ومناطقياً في اكياس النفايات، وتحركت هذه الشاحنات بمؤازرة من الجيش وقوى الأمن، وعملت على فتح الطرقات المغلقة، ولم يخل الأمر من صدامات وردت تفاصيلها على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل ان يتضح لاحقاً ان الدركي الذي صفع امرأة في علما - زغرتا، كان شقيقها.

جدير بالذكر ان مطمر تربل يقع أسفل الهضبة التي يقع فيها منزل نائب طرابلس جان عبيد الذي رفض في البداية ان يكون في طليعة المعركة ضد المطمر، لكي لا يفهم من الأمر انه شخصي، لكن المكتب الإعلامي للنائب عبيد أعلن أمس انه لا يرضى ولا يقبل بإقامة مطمر يؤدي إلى تلويث ثروة المياه الجوفية في تربل، وهو أجرى اتصالات ببلدية علما، حيث اتخذ قرار بإقفال عبور البلدة امام شاحنات النفايات، لأنه من غير المسموح ان تكون علما ممراً لما يتسبب بضرر النّاس وتهديد سلامتهم.

ولفت الانتباه بيان أصدره أمين عام تيّار «المستقبل» أحمد الحريري أعلن رفضه ان يتحوّل جبل تربل إلى مطمر خبيث للنفايات على حساب ناسنا وأهلنا في الشمال، مؤكداً أن أهل المنية أدرى بشعابها وجبالها ولا كلمة تعلو فوق كلمتهم المحقة والرافضة لإقامة المطمر.

وقالت مصادر متابعة ان بيان الحريري يعني ان الرئيس الحريري سحب موافقته على مطمر تربل.

من جهته دعا الوزير جريصاتي في مؤتمر صحافي عقده ظهر أمس إلى عدم «تسييس البيئة لأن كلنا سندفع الثمن ولا لإعطائها ديناً أو طائفة».

وقال: «نحن قريبون من بداية الحلول في الشمال وعلى الجميع ان يتقبل فكرة ان الحل لن يرضي الجميع».

وأعلن انه «تم التواصل مع صاحب مشروع ميرادور والأرض قدمت مجاناً وهناك أربعة بدائل بين المنية والضنية». وقال نواجه معارضة عند اللجوء إلى أي موقع نريد إنشاء مطمر فيه لكن علينا ان نلجأ إلى الحل الأقل ضرراً لأن لا حل بيئياً من دون ضرر».

الطعن بالموازنة

على صعيد آخر، وقع 11 نائباً على الطعن الذي اعده نادي قضاة لبنان ببعض المواد التي تطال القضاة في الموازنة امام المجلس الدستوري والنواب الذين وقعوا على الطعن هم: رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل، نديم الجميّل، الياس حنكش، بولا يعقوبيان، ادي دمرجيان، فؤاد مخزومي، جميل السيد، جان طالوزيان، أسامة سعد، عدنان طرابلسي، شامل روكز الذي أعلن مساء أمس انه وقع ايضاً على طعن العسكريين المتقاعدين، الا ان هؤلاء لم يتمكنوا حتى مساء أمس من تأمين توقيع النواب العشرة، لكن اتصالات جرت مع المجلس الدستوري اتفق خلالها على تمديد مهلة تقديم الطعن إلى ظهر يوم الجمعة، على اعتبار ان المهلة تنتهي اليوم، وهو يوم عطلة رسمية.