بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 كانون الأول 2020 12:01ص الأزمة الاقتصادية تنعكس على قطاع التجميل وتضعه على المحك...

د. غندور: توقف المرأة عن حقن «البوتوكس» لن يغير شيئا في سيناريو حياتها

اليوم هناك أولويات.. من سيدفع نصف راتبه ثمن إبرة «بوتوكس»؟! اليوم هناك أولويات.. من سيدفع نصف راتبه ثمن إبرة «بوتوكس»؟!
حجم الخط
أصبحت ظاهرة الحقن التجميلية الحديثة مثل «البوتوكس» و«الفيلر» وغيرها... من أكثر العمليات التجميلية التي تلقى رواجاً واسعاً في لبنان، لا بل باتت الخيار الأسرع والأفضل عند المرأة، لما تتمتع به من قدرة سريعة على إخفاء التجاعيد، وإعطاء الوجه نضارة وشباباً، محاربة بها كابوس الشيخوخة الذي بات يطارد الكثيرات مع تقدم العمر. 

انعكست الأزمة الاقتصادية اليوم على قطاع التجميل، لتضعه على المحك، وذلك نتيجة انهيار سعر صرف الليرة في مقابل «الدولار» الذي جعل أسعار عمليات التجميل وكل ما يتعلق بها من «فيلر» و«بوتوكس» وحقن وشدّ، مرتفعة جداً.

قبل الأزمة كانت إبرة «الفيلر» أو «البوتوكس» متوفرة وبأسعار «مقبولة» في متناول الطبقات الغنية والوسطى، لأن سعر الحقنة كان 300 دولار أميركي، قد تزيد التكلفة أو تنخفض وفقاً لنوعية المادة المحقونة، وللطبيب المختص.

باختصار المبلغ كان معقولاً يومها لكن اليوم، فالوضع صعب جدا، الأمر الذي أدى إلى خلق نوع من الهلع لدى العديد من السيدات اللواتي اعتدن حقن وجههن بـ«البوتوكس» و«الفيلر»، ولا سيما مع اقتراب موسم الأعياد.

د. غندور


أخصائي جراحة التجميل د. طارق غندور



لمعرفة واقع هذه الأزمة التقت «اللواء» الأخصائي في جراحة التجميل د. طارق غندور الذي تحدث بكل إسهاب عن هذا الموضوع، فكان الحوار الآتي:

{ هناك من يتحدث عن أزمة «بوتوكس» و«فيلر» ؟

- الحقيقة أن المسألة لا تنحصر فقط بأزمة «البوتوكس» و«الفيلر» بل بكل شيء نستورده من الخارج، وهناك عدة أسباب لذلك.

إحدى هذه الأسباب تكمن في تدهور العملة اللبنانية وفرق سعر الدولار، فالتجار كانوا يستوردون كمية كبيرة من «البوتوكس» نتيجة توفر «الدولار» في السوق، أما الأن ونتيجة الطلب على «الدولار» باتت الكمية جدا محدودة.

من ناحية أخرى، أزمة «الكورونا» التي طرأت جعلت الخدمة تتراجع، بدءا من نقل هذه المواد إلى المطار ثم إلى المستودع وطريقة تخزينها، إضافة إلى اليد العاملة...

أضيفي إلى ذلك، واقع الحجر الصحي في كل بلدان العالم حيث تم إقفالها كافة، كل ذلك أنتج نوعا من تحديد الكمية.

{ هناك من يتحدث عن حقن «بوتوكس» و«فيلر» صنع كوريا والصين؟

«كوريا والصين كانتا متواجدتين دوما، لا بل أنهما كانتا من الأسواق المنافسة ومنتجاتهما كانت متوافرة في كافة الأوقات، منذ أن نشأت هذه الصناعة (حقن «البوتوكس» و«الفيلر»).

حاليا يتم إثارة الموضوع، إلا أن هذه الدول نحن نحترم صناعتها وهي دول موجودة لا بل منافسة أيضا وعلى مختلف المستويات».

- كما تعلم العديد من السيدات تتعرض في كثير من الأحيان إلى تشوهات في الوجه نتيجة «البوتوكس» المغشوش؟

«لهذه التشوهات عدة أسباب، وأنا أحمل السيدة المسؤولية لأنها عندما تتوجه لتقوم بـ«البوتوكس» في إحدى صالونات التجميل أو في أحد المنازل!!

هي تعلم تماما أن من يقوم بذلك ليس بطبيب، وبالتالي سيتوجب عليها أن تتحمل النتائج.

حتى وإن كان المنتج (حقن «البوتوكس» أو «الفيلر») صحيحا لكن عندما تحقن المادة دون مراعاة شروط التعقيم والأماكن التشريحية التي يجب أن يتم الحقن فيها مع مراعاة طريقة الحقن تصبح المسألة عرضة للخطر، أضيفي إلى أهمية حفظ هذه المواد التي يجب أن تحفظ بدرجة حرارة معينة أي: -4 درجات.

كل هذه الأمور ممكن أن تتسبب بإلتهابات، وبالتالي هذا الأمر يمكن أن يؤدي للإصابة بعدة تشوهات.

طبعا، هنا نتحدث فيما إذا كان هذا المنتج صحيحا وليس مغشوشا، لأنه مع الأسف هناك العديد من المنتوجات التي تباع في السوق السوداء والتي لا تتوافر فيها الشروط المطلوبة سواء لجهة كيفية حفظها أو صلاحيتها.

كل هذه الأمور بدورها تساهم في أن تخلق لنا مشاكل طبية عديدة بينما في الأساس يجدر بنا أن نتجنبها.

لذلك هناك أهمية كبيرة لنوعية المنتج وصلاحيته أكثر من كيفية الحقن والتعقيم، فأهمية المنتج تبقى هي الأساس.

وهنا إسمحي لي ان أنبه من استعمال نوع من «المواد الدائمة» التي كان يتم إستخدامها في السابق كونها أرخص بكثير من غيرها، وقد تم توقف العمل بها منذ 8 أو 10 سنوات كونها أيضا تلعب دورا سلبيا في هذا الموضوع..

{ في حال توقفت المرأة عن حقن «البوتوكس» هل يؤثر ذلك على وجهها؟

- «نهائيا، واسمحي لي أن ألفت إلى أن «البوتوكس» لا يستعمل فقط في عملية التجميل كونه يستخدم في الكثير من الأمور العلاجية لأنه يرخي العضلات، أي أنه يقوم بشلل مؤقت للعضل، لذلك هو يستعمل في حالات التشنجات العضلية عموما...

انطلاقا من ذلك، فإن مقولة أنه يمكن أن يؤثر على الوجه غير صحيحة إطلاقا، فبإمكان السيدة أن تقوم بـ«البوتوكس» كما بإمكانها أن تتوقف عن ذلك دون أية مضاعفات، فهذا الأمر لا يغير شيئا في سيناريو حياتها».

{ كيف تقيم لنا واقع عدم الإقبال على عيادات التجميل؟

- «هذه المهنة هي مهنة كسائر القطاعات، فاليوم عندما يتدهور الوضع الإقتصادي ويحدد المدخول الفردي للإنسان يصبح هناك لدى كل منا نوع من الأولويات.

كما تعلمين «الدولار» شارف على الـ10 آلاف ليرة، لذلك يبقى المطلب الأساسي الطعام والمدارس قبل أي مسألة أخرى.

فيما مضى كان سعر إبرة «البوتوكس» 200 دولار أو 300 أي ما يوازي سعرها 500 ألف ل.ل أو 600 ألف ل.ل، أما اليوم فبات سعرها يعادل المليون ونصف أو المليونين ل.ل، وبالتالي عندما يكون المدخول الفردي بأحسن حالاته 4 مليون ل.ل، فمن سيدفع نصف راتبه ثمن إبرة «بوتوكس»؟!

{ ختاما هل من نصيحة معينة للسيدات؟

- أنصحهن بأن لا يرتدن الأماكن التي هي ليست بعيادات طبية بالدرجة الأولى، وأن يخففن من حالة الهلع التي تصيبهن، فهذه أزمة وسوف تمر..

ولتعلم المرأة جيدا بأنها إن لم تتمكن من حقن وجهها بـ«البوتوكس» فهذا لن يؤثر على جمالها.

لذلك، أتمنى على كل سيدة أن تبتعد عن الوصول إلى مرحلة الهوس أو الوسواس في هذا الموضوع، ولتعتبر هذه المرحلة بمثابة استراحة لها، ريثما تتغير هذه الظروف.