بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 أيلول 2020 12:01ص الانتقال من الخاص إلى الرسمي.. كيف نحمي طلابنا من الآثار النفسية؟

حجم الخط
في ظل الظروف الاقتصادية غير المسبوقة التي يمرُّ بها الجميع في لبنان بات من المستحيل أن يتحمّل الأهل أعباء أقساط المدارس الخاصة ما دفعهم للّجوء إلى المدارس الرسمية ليستطيع أبناءهم استكمال تعليمهم.

فما هي المشاكل النفسية التي يتسبب بها هذا الانتقال عند الطلاب وما هو دور الأهل والإدارات المدرسية في التخفيف منها ومساعدتهم على التأقلم مع الوضعية الجديدة؟

أولاً: في المشاكل والأعراض التي يمكن أن تُلاحَظ على الطلاب المنتقلين:

١- القلق النفسي والأرق الليلي.

٢- التقيّؤ الصباحي وآلام في البطن و المعدة.

٣- مشاعر كره ورفض للمدرسة الرسمية.

٤- فقدان البيئة الآمنة التي اعتادوا عليها في المدرسة الخاصة.

٥- الحزن الشديد بسبب إبتعادهم عن معلّميهم ورفاقهم القدامى بالإضافة الى رفض بناء صداقات أخرى داخل المدرسة الجديدة.

٦- التمنّع عن الواجبات المدرسية وإهمالها المستمر.

٧- سلوكيات عدوانية في المنزل وفي المدرسة.

٨- عدم التركيز داخل الصف.

٩- إدّعاء المرض والتغيّب المستمر وربما أيضاً التسرُّب المدرسي.

١٠ - النفور من الأهل وتحميلهم مسؤولية ما حدث.

١١- المقارنة المستمرة بين مدرستهم الخاصة والرسميّة مع الإستهزاء بكادرها التعليمي والقدْح بقدراته.

١٢- الإنطوائية والإنسحاب الاجتماعي.

١٣- افتعال المشاكل وعدم احترام النظام الجديد كي يُطردوا ويعودوا الى مدرستهم السابقة.

ثانياً: دور الأهل في التحضير النفسي لأبنائهم قبل عملية الإنتقال:

١- مصارحة الأبناء بالسبب الحقيقي الذي أدّى الى نقلهم من مدرسة خاصة الى أخرى رسمية.

٢- التفسير لهم عن الوضع الإقتصادي المتأزّم في لبنان عموماً وكيف أثَّر ذلك على جميع الأهالي وبطريقة تتناسب مع مرحلتهم العمرية (من المهم جداً هنا أن يفهموا بأنّ الوضع الإقتصادي تأزّم في لبنان وليس في منزلهم فقط).

٣- عدم طرح الموضوع أمامهم وكأنه أمر سلبي وسيُفرَضْ عليهم بالقوة.

٤- إخبارهم بأن حالة الأسرة المادية سوف تتحسّن ويتمكنون من شراء ما كان يصعب عليهم تأمينه لهم في السابق.

٥- الإستعانة بأمثلة جيدة مثل كبار الأطباء والعلماء الذين تخرّجوا من مدارس رسمية.

٦- تجنّب استعمال عبارات مثل: «وضعنا المادي لم يعد كالسابق، نحن أصبحنا فقراء، لم نعد نملك المال لتعليمك كما يجب» و استبدالها بعبارات اخرى مثل:

«بسبب الأزمة الاقتصادية في البلد معظم الأهالي سيضطرون للجوء الى المدارس الرسمية والتخفيف من المصاريف الخاصة بالأسرة، أنت قوي وتحب العلم وأينما تعلمت ستجتهد، هذا الوضع مؤقت وربما عندما يتحسّن الوضع الاقتصادي في البلد سنعيدك الى مدرستك السابقة».

٧- التواصل مع أهل رفاقه السابقين ومحاولة نقله الى نفس المدرسة الرسمية التي سينتقلون إليها.

٨- دعم الأبناء والإصغاء لهم ومساندتهم إلى حين أن يتأقلموا مع هذا الوضع الجديد.

ثالثاً: دور المدرسة (الإدارة، النظّار والمعلمين):

١- على الإدارة أن تتواصل مع الأهل باستمرار وأن تهتم بشؤون الطلاب النفسية، الإجتماعية والصحية، وأن تقوم بتعديل قانون توجيه الإنذارات والطرد عند استمرار التغيّب عن المدرسة أو مخالفة نظامها.

٢-  ضرورة تواجد اخصائي نفسي مدرسي داخل كل المدارس الرسمية أو مرشد اجتماعي أو تفعيل مهام هذا الأخير إذا كان موجوداً لمساعدة الطلاب على التأقلم داخل المدرسة والإستماع الى مشاكلهم ومساعدتهم على حلّها.

٣- على النظّار أن يلتزموا بطريقة تعامل مع الطلاب مليئة بالحب والاحترام وتنسيق العلاقة بينهم وبين الإدارة وتسهيلها، مع استماعهم لشكاوى الطلاب وتجنّب معاقبتهم أو طردهم ومحاولة تقبّل كل السلوكيات العدائية التي سيظهروها في الفترة الأولى.

٤- متابعة النظّار لشؤون الطلاب ومشاكلهم والتنسيق المستمر بينهم وبين المرشد النفسي مع عدم إهمال أي حالة كي لا تتفاقم.

٥- تعديل نظام المدرسة وقوانينها منذ اليوم الأول مع غض النظر عن مخالفة الطلاب لها في الفترة الإولى ومحاولة تذكيرهم بها بمحبة واحترام وليس بالعنف والعقاب والصراخ، مثلا تجنّب فرض الالتزام باللباس المدرسي في الفترة الأولى والسماح لهم بالحضور الى المدرسة بثيابهم العادية.

٦- على الطلاب القُدامى أن يعبّروا عن محبّتهم وترحيبهم بالطلاب الجُدد ومحاولة بناء صداقات معهم وإخبارهم عن مدرستهم وتجنُّب إفتعال المشاكل معهم حتى إذا كانت ردّات فعلهم مليئة بالغضب والرّفض.

٧- تحمُّل الإنتقادات التي سيوجّهها الطلاب الجُدد ومقارناتهم بمدرستهم السابقة خصوصاً لجهة تقبُّلهم للأساتذة الجدد وطريقتهم في التعليم.

٨- تجنُّب إصدار الأحكام السريعة بحق الطلاب الجدد غير المتأقلمين ومحاولة استيعابهم ومخاطبتهم بهدوء وبإحترام سواء في الصف أم في الملعب.

٩- تفهُّم الحريّة التي اعتادوا عليها في مدرستهم السابقة وخصوصاً العلاقة بين الذكور والإناث مع عدم منع الذكور مثلاً من الجلوس إلى جانب الإناث أو العكس.

١٠- استدعاء أولياء الأمور كلما دعت الحاجة والتعاون معهم لمساعدة الطلاب على التأقلم داخل المدرسة.

لقد حاولنا من خلال هذه المقالة تقديم إرشادات نفسية للأهل خصوصاً وللقائمين على إدارات المدارس الرسمية عموماً من شأنها أن تساعد في احتواء المشكلات النفسية التي ستنشأ جرّاء عملية الإنتقال القسريّة للأبناء من المدارس الخاصّة إلى الرسميّة بفعل الضغوط الإقتصاديّة الهائلة التي يتعرّض لها المجتمع اللبناني.

ونشدّد على أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع من دون إستثناء الأمر الذي يتطلّب تعاوناً من الجميع من أجل تعزيز الصحة النفسية لأولادنا الطلاب.

سلام محمد الصغير
أخصائية نفسية