10 حزيران 2021 12:01ص خبير التواصل الإجتماعي أحمد شحادة: الإستعانة بخبراء لحماية معلوماتنا الشخصية ربّما يكون «الأكثر أماناً»

حجم الخط
اشار  خبير مواقع التواصل الإجتماعي أحمد شحادة لـ«اللواء» إلى أهمية تطوّير أساليبنا في التعامل مع مواقع التواصل الإجتماعي وذلك لحماية معلوماتنا الشخصية فأنظمة الإختراق «الهكر» تُنشئ أساليب عديدة بشكل يومي. 


خبير مواقع التواصل

وقد تطرق شحادة لقدرة الشركات الكُبرى على السيطرة على قراراتنا من خلال تحليل المعلومات التي نمدهم بها عبر تفاعلاتنا اليومية في شبكة الإنترنت فمن خلال عشرات التفاعلات التي يقوم بها الشخص يومياً تعمد هذه الشركات لتحليل المعلومات من خلال الإستعانة بإخصائيين  اجتماعيين لهم خبرة عالية في هذا المجال وعليه تقوم الشركات بأخذ هذه النتائج ووضعها في حساب أرشيفي مواز.

 مثلاً إذا قام أحد الأشخاص بالتفاعل مع مئة منشور على الفيس بوك خلال يومين أو ثلاثة أو حتّى اسبوع يقوم الخبراء بتحليل هذه التفاعلات لمعرفة الخفايا الشخصية لصاحب الحساب كأن يعرفو: عمره، حالته العاطفية، حالته الأسرية، وضعه المادي، تحصيله العلمي. 

كل هذه المعلومات تُوضع في حساب  موازي «بروفايل» لدى الشركة، طبعا الأمر لا ينتهي هنا فكل التفاعلات ستخضع للتحليل المستمر وسيبقى الحساب الموازي مفتوحاً لإصافة المعلومات إليه. 

يسوء الوضع أكثر عندما يسمح الأشخاص دون علمهم لهذه الشركات باستخدامهم لمعرفة المعلومات الشخصية لقائمة أصدقائهم وهذا اسلوب شائع عن طريق مئات الإختبارات الشخصية المُزيفة عبر فيس بوس أو تويتر كاختبار متّى ستتزوج أو اعرف شكل ابنك المستقبلي؛ فبضغط المستخدم لمعرفة هذه الإختبارات يكون قد سمح للتطبيق بالدخول لجهازه وأخذ المعلومات الشخصية الخاصة بأصدقائه وبذلك تكون الشركات العملاقة قد كوّنت صورة كاملة وواضحة عن مجتمع يعيش في مكان ما. 

وفي ردّه على سؤال هل هذه المعلومات تبقى سريّة أجاب شحادة: 

حسب القوانين الخاصة بهذه المواقع فإن معلومات المستخدمين سريّة لكن يصعب بشكلٍ عام أن نثق بهذه الشركات فربّما تُباع المعلومات المهمة الخاصة بشركة لبنانية مقابل مبلغ مادي يُدفع من شركة موازية أو ربّما يشتري رجل أعمال معلومات شخصية لرجل أعمال منافس له في مشروع معين  وهذه تُعتبر حالة بسيطة.

أمّا دولياً فدول العالم الكُبرى كروسيا وأمريكا مستعدة لدفع أموال طائلة لمعرفة المعلومات الشخصية الخاصة بالمقيمين في لبنان أو سوريا هذا إن لم يكونوا قد طوّروا أساليب لاختراق تلك الشركات أصلاً أو ربّما وقعوا اتفاقاً مُسبقا للحصول على معلومات معينة حال احتاجوا لها، وقد أشارت سابقاً بعض الوكالات الإعلامية لإمكانية اتفاق بين فيس بوك والمخابرات الأمريكية للحصول على المعلومات؛ شخصياً لا أستطيع أن أؤكد ذلك تماماً لكن بالطبع لن أنفيه.  

قبل ختام اللقاء شرح لنا شحادة بعض التجارب للاختراقات الكُبرى قائلاً: 

مثلاً: الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام منذ خمس سنوات عن اختراق روسيا للإنتخابات الأمريكية؛ ففي الواقع روسيا لم تخترق الإنتخابات بالمعنى التقليدي الذي نتوقعه بل كل ما قامت به هي صناعة الدعاية وبثها بطريقة مدروسة بالتوقيت والزمان والمكان عبر شركات فيسبوك وغوغل وتويتر؛ هذه الإعلانات أثرت بشكل مباشر بعد بثها على اختيار الناخب الأمريكي. اليوم ربّما أصبحت الطريقة قديمة ففي عالمنا الحالي تعتبر فترة الخمس سنوات فترة طويلة ولا شك أن الشركات تُطوّر إعلاناتها باستمرار لتؤثر على الأحداث السياسية أو تؤثر على الناس لشراء منتج ما دون غيره كتفضيل شراء «الببسي» دائماً رغم أنّهم لم يتذوقوا غيرها.

بشكلٍ عام فالموضوع معقد ويصعب شرحه كاملاً في حديث واحد أمّا عن الأمان لحماية معلوماتنا الشخصية تُعتبر طريقة تغير كلمة المرور بشكل دوري لا بأس بها بالنسبة لحسابٍ عادي مع الحرص الشديد أما الحسابات المهمة والمملوكة لأشخاص لهم اعتبارهم فالأفضل الإستعانة بمختصين في مجال التواصل الإجتماع لحماية معلوماتهم والحفاظ على حساباتهم الموّثقة فغالباً ما تترافق خسارة الحساب لهذه الشخصيات بخسائر أُخرى على المستوى الإجتماعي والإقتصادي.