بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 تشرين الأول 2018 12:07ص ماذا تعلم عن «صدمة الحساسية»؟

حجم الخط
«لسعة دبور» أودت مؤخّراً بحياة الطفلة جوليا الرياشي، إبنة الـ 8 سنوات.. اللسعة جاءت على مقربة من فمها، وفي ثوان بدأ لونها يتحوّل إلى الأزرق، وسقطت أرضاً، وبالرغم من نقلها مباشرة إلى المستشفى، إلا أنّ قلبها توقف نتيجة إصابتها بـ«صدمة حساسية» ناتجة عن لسعة الدبور.
لتسليط الضوء ومعرفة المزيد عن هذا الموضوع، التقت «اللواء» الأخصائي في أمراض طب الأطفال الدكتور محمد حسن عيتاني، فكان الحوار التالي: 
{ ماذا نعني بصدمة الحساسية وما هي أعراضها؟
- «صدمة الحساسية» أو «الصدمة الاستهدافية» هي حالة فرط حساسية حادّة من النوع الأول، تُصيب عدّة أجهزة حيوية في الجسم، وتنتج عنها ردّة فعل تحسّسية شديدة بعد التعرّض لمثيرات معيّنة في المحيط الذي يوجد فيه الشخص المعرض «خلقياً» لردات فعل مناعية مفرطة وحادة تشكل خطراً على حياة ذلك الشخص عند تعرضه لتلك المثيرات.
 ويمكن التعرّض للمثيرات إما عن طريق البلع أو اللمس أو الحقن أو عبر الإستنشاق في بعض الأحيان، ويؤدي هذا التعرّض إلى حدوث تطوّرات حادة وسريعة تؤدي الى الوفاة مالم تعالج بسرعة بالشكل المناسب.
تجدر الإشارة إلى أنّ شخصاً واحداً من كل ستة أشخاص في العالم معرّض للإصابة بصدمة الحساسية، التي تصيب 0.05-2% من سكان العالم، وأغلب من يتعرضون لها هم صغار السن، وخاصةً البنات.. ومن أكثر المثيرات للحساسية شيوعا عقار «البنسلين» ولدغة الحشرات، حيث يؤدي حدوث هذه الصدمة الى الوفاة خلال وقت قصير، إذا لم يتم التعاطي معها بسرعة وبالطريقة الصحيحة، ورغم ذلك تحدث الوفاة في 1% من الحالات نتيجة المضاعفات الحادة المصاحبة لهذه الصدمة.
الأعراض
{  ما هي أبرز أعراض «صدمة الحساسية»؟
- «هناك مجموعة من الأعراض أهمها: طفح جلدي مع حكاك، تورّم في اللسان أو الحنجرة، وانسداد مجرى النفس، ضيق التنفس، التقيؤ، الدوخة، هبوط حاد في ضغط الدم، وفقدان الوعي»، حيث تظهر الأعراض خلال ساعات قليلة إذا كان التعرض للمثير عن طريق اللمس أو الفم، وخلال 5 دقائق الى 30 دقيقة إن كان التعرض للمثير عبر الوريد.
كما تظهر الأعراض في الأماكن التالية على الشكل التالي: طفح جلدي عام (80-90 % من الحالات) صعوبة في التنفس (70% من الحالات)، تقيؤ وإسهال (30-45% من الحالات)، إختلال في دقات القلب وهبوط في ضغط الدم (10-45% من الحالات)، غيبوبة وفقدان الوعي (10-15% من الحالات). وعادة تظهر الأعراض في جهازين من الجسم أو أكثر.
وتشمل الأعراض الجلدية ظهور الشري (أحد أنواع الطفح الجلدي)، الحكاك أو التورد (ميل لون الجسم إلى اللون الوردي) والتورم. وقد يصف المصابون إحساسهم بحرقة في الجلد أكثر منه بالحكاك.
أما في الجهاز التنفسي فيحدث تورّم في اللسان أو الحنجرة. فيشعر المريض بأعراض مثل الرشح وصعوبة في التنفس عبر الأنف، بالإضافة الى التنفس مع صفير، فيتغير لون الجلد الى الأزرق بسبب نقص «الاوكسيجين».
وتحدث هذه الأعراض كلها بسرعة وخلال فترة زمنية قصيرة، وغالبا، يكون الأزيز بسبب تشنجات في عضلات الشعب الهوائية، بينما يرتبط الصرير بانسداد الجزء العلوي من المجرى الهوائي نتيجة مع صعوبة في عملية البلع. وقد يحدث أيضًا بحة في الصوت أو ألم عند البلع أو الكحة.
وفي ما يختص بالقلب، فيحدث تشنج الشريان التاجي، ينتج عنه ضعف في عضلة القلب مما يؤدي الى اضطراب في ضربات القلب أو حدوث نوبة قلبية. وترتفع نسبة حدوث الآثار القلبية بسبب فرط الحساسية عند الذين لديهم أمراض الشريان التاجي سابقاً. وتنتج التغيرات في الشريان التاجي بالخلايا المُطلِقة للهستامين في القلب الذي يؤدي الى انخفاض ضغط الدم وزيادة في سرعة ضربات القلب. كما يؤدي انخفاض ضغط الدم الى الشعور بالدوار أو فقدان الوعي. ونادراً ما يكون الانخفاض الشديد في ضغط الدم هو العلامة الوحيدة لفرط الحساسية».
العلاج
{ ماذا عن العلاج؟
- «العلاج الأساسي لصدمة فرط الحساسية هو حقن المريض بعقار «إبينيفرين» في العضل، ويأتي هذا المستحضر على شكل قلم «Epipen» يقوم المريض بحقنه بنفسه عند تعرّضه للمادة التي تثير الحساسية لديه. وينصح كل شخص معرض للإصابة بصدمة الحساسية بالإحتفاظ بهذا العقار في جيبه على الدوام، بالإضافة الى حقنة الإبينفرين قد يتطلب العلاج تحويل المريض الى المستشفى إذا لم يتحسّن حاله نتيجة الحقنة، حيث يتم تزويده بالسوائل عن طريق الوريد، ووضع الشخص بشكل مستوٍ.  وقد يتطلب جرعات إضافية من «إبينيفرين»، وإجراءات أخرى مكملة للعلاج الأساسي مثل: مضاد «الهيستامين»، و«الستيرود»، وهنا، يوصى بحمل قلم «إبينيفرين» للحقن الذاتي، بالإضافة الى ملصق أو إسوارة يحملها الشخص المعرض للحساية المفرطة تحتوي على تعريف حول الحالة، وخاصة إن كان هذا الشخص قد تعرض سابقاً إلى فرط الحساسية».