سكاف
لمعرفة المزيد عن واقع التلوّث، الذي نعايشه يومياً، التقت «اللـواء» العضو المراقب في الأمم المتحدة في البيئة سمير سكاف، الذي كشف خلال حوار أجريناه معه عن أبرز المناطق تلوّثاً في لبنان، فكان الآتي:
{ ما هي المناطق الأكثر تلوّثاً في لبنان؟
- «إنّ المنطقة الأكثر تلوّثاً في لبنان تتمثّل بالشاطئ اللبناني، بسبب المياه الآسنة ومصبّات الصرف الصحي على طول الشاطئ، (بين 60 و100 مجرور)، بالإضافة إلى تصدّر 20 مدينة وقرية ومنطقة في لبنان، لائحة المعاناة من التلوّث في الهواء والمياه والشاطئ والمزروعات، والتلوّث البصري والسمعي والعمراني والتصحّر، ومنها في منطقة شكا، حيث تعود إلى شركات الترابة والأنابيب والمقالع والكسّارات، مجارير، (عدم تشغيل محطة صرف صحي)، فقدان المساحات الخضراء، الموتورات.
وفي منطقة بر الياس حيث يوجد مكب بر الياس، صرف غير صحي (مجارير)، استعمال مبيدات، مقالع عين داره، فقدان المساحات الخضراء، والموتورات.
وفي بيروت مكب «الكوستا برافا»، صرف غير صحي (مجارير)، مصب الغدير، روائح المسالخ، حركة طائرات وسفن وسيارات (حرق محروقات وضجيج)، فقدان المساحات الخضراء، العمران العشوائي، والموتورات.
كذلك، في طرابلس حيث ينتشر جبل النفايات (بانتظار مكب جديد)، مجارير الصرف غير الصحي (عمل جزئي 20% فقط من محطة التكرير)، تلوّث نهر أبو علي، حركة سفن وسيارات (حرق محروقات وضجيج)، العمران العشوائي، فقدان المساحات الخضراء، الموتورات، دواخين معامل شكا. ?
أما في الشويفات حيث يوجد مكب «الكوستا برافا»، مصب نهر الغدير، فقدان المساحات الخضراء، اختلاط صرف صحي بشبكات توزيع المياه، نفايات وروائح المسالخ، غسل الرمول، مكبّات عشوائية في القرى المحيطة، حركة طائرات وسيارات (حرق محروقات وضجيج)، والموتورات.
وفي برج حمود، حيث يوجد مكب برج حمود، جبل نفايات ومكب لسنوات طويلة تتم معالجته، حركة سفن مرفأ بيروت وسيارات حرق محروقات وضجيج، سوء إدارة معامل معالجة النفايات، تشويه عمراني، فقدان المساحات الخضراء، كثافة اللوحات الإعلانية، بالإضافة إلى التلوّث الحاصل في مناطق انطلياس وذوق مصبح وقب الياس وسبلين والجية وبرجا وعين دارة وجونيه والهرمل وحلبا وقرى سهل البقاع والقرعون وقرى البحيرة وصور وزحلة وصيدا وبعلبك وتعود أسباب التلوّث المتعدّدة، ومنها تلوّث شاطئ البحر بسبب المجارير كثافة اللوحات الإعلانية، وفقدان المساحات الخضراء، وحركة السيارات من حرق محروقات وضجيج وتشويه عمراني ودواخين، الصادرة من مصانع الكهرباء في ذوق مصبح ومعمل الجية الحراري وغياب تكرير الصرف الصحي وتلوّث نهري العويك والأسطوان في سهر عكار، دون أنْ ننسى التلوّث الحاصل في بحيرة القرعون ومجرى نهر الليطاني في مختلف أقنيته ومساربه.
وأيضاً المعاناة الحاصلة لدى أهالي البلدات المطلة عليه، وهناك التلوّث الحاصل في نهر البردوني وانتشار الكسارات في جديتا وحزرتا وقاع الريم، وأخيراً معمل الإسمنت في عين دارة في قضاء عاليه».
معيار المخاطر
{ هل هذا يعني أنّ لبنان ملوّث بشكل مخيف؟
- «لبنان بمدنه وبلداته ومناطقه وبحره وأنهاره وينابيعه وهوائه وترابه وجباله وسهوله، كلّها ملوّثة بشكل مخيف ومرعب، ومع الأسف لم يُعمل من أجل الحد من ازدياد التلوث فيه. لذلك، لا بد من الإشارة إلى أنّ التقرير لم يستعمل معايير تلوّث المياه والهواء، بل اعتمد معيار المخاطر التي تهدّد لبنان كله، التي هي مرتفعة وعالية جداً.
والسؤال المطروح كيف تمّت إدارة تلوّث معمل الكهرباء في ذوق مكايل، وأيضاً إدارة معمل النفايات في منطقة الكفور، في محافظة النبطية، وكيف تمت إدارة معمل النفايات في مدينة طرابلس؟
في المقابل، نرى الفضيحة الكبرى في إدارة محطة تكرير الصرف الصحي (المجارير) في طرابلس، التي أنشئت في العام 2009، وتعمل بـ20% من طاقتها الاستيعابية، وكلّفت 100 مليون دولار، وأنّ صيانتها تبلغ ما بين مليون و3 ملايين دولار سنوياً».
المحارق ليست حلاً
{ هل تشكّل المحارق حلاً لأزمة النفايات؟
- «إنّ المحارق ليست حلاً لأزمة النفايات الحاصلة في البلاد، والتي تتراكم من منطقة إلى أخرى، فالحاجة ملحّة لإدارة شفافة لهذه المحارق والخطط، على الطريقة الأوروبية التي نفتقدها في لبنان. وتجدر الإشارة إلى أنّ المادة الأولى من قانون النفايات، تُفيد في 3 أسطر، بضرورة التخلّص من النفايات 3 مرّات، فيما المطلوب هو فرزها ومعالجتها وليس التخلص منها، خصوصاً أنّ 55% من نفايات لبنان عضوية، والحل السليم الحقيقي يكون العمل على تسميدها في سهل البقاع وتحديداً في الأراضي الزراعية التي تحتاج الى وضع مغذيات ومقويات فيها، أو تسميدها في الأراضي الصحراوية في البقاع الشمالي، مما يساعد الى تحويل التراب الصحراوي الى آخر زراعي، علماً بأنّ عملية فرز النفايات من المصدر، هي الخطوة الإلزامية لأي من الخطط، خصوصاً أنّ 25 إلى 30% بالمئة من النفايات، بالإمكان تدويرها لأنها مؤلفة من الورق والكرتون والزجاج والبلاستيك، أما الباقي فهي عوادم (الثياب البالية، الغبارة نفايات الحمامات)، إما يصار الى طمرها أو حرقها، أو إعادة تصنيعها من جديد».
المكبات والمطامر
{ ماذا عن المكبّات ومطامر النفايات؟
- «يبلغ عدد مكبات ومطامر النفايات العملاقة على الشاطئ اللبناني ثمانية، (رأس العين في صور، صيدا، النورماندي، الكوستابرافا في خلدة، برج حمود، طرابلس (1)، طرابلس (2)، البوشرية)، وعدد المجارير التي تصب على طول الشاطئ اللبناني، يبلغ 55 مجروراً، والتي تجعل المواطن يسبح في مياه ملوّثة، بالإضافة الى عدم القدرة على معرفة عدد الجور الصحية في لبنان، التي تلوّث المياه الجوفية والينابيع والأنهر، دون أن ننسى أن عدد محطات تكرير المياه المبتذلة يبلغ 40، منها 16 محطة تعمل بشكل جزئي، وفقط محطتان البترون وشكا تعملان بكامل طاقتهما الاستيعابية».