أمام ضنك العيش الذي يمر به المواطن، وفي ظل تردي الأوضاع المعيشية المتوالية، من تقنين الكهرباء القاسي والماء والغلاء والفقر وحرب الدولار، وما إلى هنالك من تبعات وتداعيات، لم يعد أمام المواطن إلا الشارع، لأنّ لا صوت يعلو على صوت الشارع، خصوصاً مع تركيز «العهد» وأربابه الأذن الطرشاء للمواطنين.
بيروت
وعليه فقد أقدم بعد ظهر أمس، محتجون على قطع طريق قصقص – شاتيلا، وباتجاه البربير بمستوعبات النفايات المشتعلة، بحيث وصلت زحمة السير الى منطقة رأس النبع وبشارة الخوري، بعدما علق المواطنون في سياراتهم بطوابير طويلة.
\
مستوعبات النفايات المشتعلة قطعت أوصال قصقص وحجزت المواطنين (تصوير: محمود يوسف)
والمشهد نفسه تكرّر في فردان أمام مبنى التفتيش المركزي بالمستوعبات المشتعلة، كذلك عند تقاطع فردان - دار الطائفة الدرزية باتجاه قريطم، وفي محلة عائشة بكار، وصولاً إلى محلة كورنيش المزرعة، حيث قطعت الطريق بالاتجاهين قرب جامع عبد الناصر، وعمل عناصر قوى الأمن الداخلي على تحويل السير باتجاه الشوارع المحيطة وإطفاء المستوعبات المشتعلة.
الجيش يُعيد فتح الطريق أمام دار الطائفة الدرزية – فردان
شمالاً
أما في طرابلس، فقد نفّذ محتجون اعتصاما عند مدخل سرايا طرابلس وعمدوا إلى إغلاقه، مطالبين الدولة بالإلتفات إلى أوضاعهم السيئة، ومنددين بـ»أداء المسؤولين المحليين والفساد، وما آلت إليه الأوضاع المعيشية والمالية».
أوتوستراد البداوي كما بدا فجر أمس
بالتزامن، نفّذ محتجون اعتصاما أمام مرفأ طرابلس، وأوقفوا الشاحنات ومنعوا العمال والموظفين من دخول حرمه لبعض الوقت، مردّدين هتافات داعية إلى «محاسبة الفاسدين واسترداد الاموال المنهوبة، ووضع حد لتفلت سعر صرف الدولار الاميركي»، وسط انتشار عناصر الجيش، وما لبثت أن عادت الامور الى طبيعتها. كما عمد عدد آخر الى إقفال مالية طرابلس، ما تسبب بزحمة سير خانقة.
ونبقى في طرابلس، حيث خرج عدد كبير من المواطنين في تظاهرة راجلة جابت شوارع منطقة القبة في طرابلس احتجاجا على الغلاء وإرتفاع سعر صرف الدولار والأوضاع المعيشية الصعبة. ورددوا هتافات نددت بالسياسات التي أوصلت البلاد على ما هي عليه ونهج الفساد الذي انهك المواطنين.
في حين قطع عدد آخر من المحتجين مسارب ساحة عبد الحميد كرامي ومستديرة نهر ابو علي في التبانة بحاويات النفايات والحجارة والاطارات وسط انتشار لوحدات من الجيش وعناصر قوى الامن الداخلي، بالتزامن مع قطع محتجون طريق عام حلبا - مفرق بلدة كوشا بالإطارات، احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية وخصوصا ارتفاع سعر صرف الدولار.
من الاعتصام امام مالية طرابلس
وبعد مرور ليل عاصف بالتحركات، أعاد الجيش فتح أوتوستراد البداوي الدولي بالإتجاهين، بعدما قطعه محتجون منذ مساء أمس الأول، حيث أزيلت من وسط مسربي الأوتوستراد الأتربة وحاويات النفايات والحجارة وإطارات السيارات التي وضعها المحتجون، ما أعاد التواصل وانتقال المواطنين والبضائع بين مدينة طرابلس باتجاه المنية وعكار، وبالعكس، باعتباره شرياناً حيوياً رئيسياً.