بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 حزيران 2020 12:00ص «استدعاء» السفيرة الأميركية إلى الخارجية يخرج بتأكيد حرية الإعلام

شيا: طوينا صفحة القرار المؤسف الهادف لتحييد الأنظار عن الأزمة الحقيقية

لقاء حتي - شيا في الخارجية (تصوير: محمود يوسف) لقاء حتي - شيا في الخارجية (تصوير: محمود يوسف)
حجم الخط
من الواضح ان الازمة المستجدة التي كادت تهدد العلاقة بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية، على خلفية القرار الذي اصدره قاضي الامور المستعجلة في صور محمد مازح والذي منع من خلاله الإعلام من نشر تصريحات السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، هذه الازمة انطوت امس دون اضرار، حيث اعلنت شيا «طي صفحة القرار القضائي المؤسف الذي صدر عن القاضي مازح، واعتبرت ان الهدف من هذا القرار هو تحييد الانظار عن الازمة الحقيقية في لبنان». 

كلام شيا جاء بعد استدعائها امس من قبل وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي، حيث زارته في قصر بسترس، بالتزامن مع اعتصام أمام وزارة الخارجية احتجاجًا على التدخل الاميركي في الشؤون الداخلية اللبنانية وسط انتشار أمني كثيف.

ووصلت شيا قبل موعدها المحدد، ودخلت من باب خلفي بعيدا من عدسات المصوروين الصحافيين، وتم التطرق الى القرار القضائي الذي صدر اخيرا.

وشدد الوزير حتّي خلال اللقاء على حرية الإعلام وحق التعبير، اللذين هما حقان مقدسان. وكان نقاش صريح في المستجدات الحالية على الساحة المحلية تم خلاله التطرق الى العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين والشعبين اللبناني والأميركي، وشددا على اهمية التعاون بين الحكومتين في المجالات كافة وذلك دعما للبنان للخروج من الازمة الاقتصادية التي يعاني منها.

بعد اللقاء قالت شيا: لقد كان لقائي مع الوزير حتي ايجابيا حيث شددنا على ضرورة تقوية العلاقات الثنائية، والمسألة الابرز التي بحثناها كانت القرار القضائي، وقد طوينا الصفحة على القرار المؤسف الذي ارى فيه تحييدا للانظار عن الازمة الحقيقية المتمثلة بتدهور الوضع الاقتصادي في لبنان. 

وقالت: الولايات المتحدة مستعدة وستواصل مساعدة اللبناني طالما تتخذ الحكومة الخطوات اللازمة لمعالجة اسباب الازمة.

ولفتت الى ان بلادها تقدر التعاون لتعزيز المصالح المشتركة العديدة والأهداف المتبادلة في هذه الاوقات العصيبة خصوصا، وقالت: علاقتنا الثنائية قوية وسنواصل تقديم كل ما يعود بالنفع على شعبي بلدينا.

استدعاء مازح 

وفي حين أفيد أن مجلس القضاء الأعلى استدعى القاضي مازح للاستماع إليه في الحادية عشرة قبل ظهر اليوم، والذي سارع الى الاعلان انه لن يلبي الاستدعاء وسيتقدم باستقالته في التوقيت نفسه، عاد لاحقا، وقرر تلبية الاستدعاء، بعدما تبين له «ان استدعاءه من مجلس القضاء الاعلى هو للاستماع لرأيه بقضية تصريحاته الاعلامية لا بشأن قراره القضائي».

مواقف سياسية

وفي سياق متصل، غرد رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط عبر حسابه على «تويتر»: «السياسة فن الممكن وليس فن المستحيل. ان المواجهة الايرانية - الاميركية ستظهر نتائجها ربما بعد حزيران ٢٠٢١. هل ننتظر في لبنان ونغرق اكثر فاكثر امام الحائط المسدود ام نسلك طريق التلاقي حيث امكن لتفادي الانهيار. الواقعية السياسية تملي علينا إيجاد مخارج وهذا مطلوب من الجميع دون استثناء».

وغرّدت عضو كتلة «المستقبل» النائب ديما جمالي عبر «تويتر» «التململ والضياع اللذين تعيشهما الحكومة على خلفية قرار القاضي مازح بحق السفيرة الاميركية يجزم بأن حكومة الاختصاصيين تملك آلية في كل الملفات. ساعة اعتذرت من شيا، وساعة لم تفعل، بعد قليل ربما قدمت ايضاحات. الحكم «مش لعبة بيت بيوت»، وبعض المهنية لتجنيبنا «الجرصة» لا تشكي من شيء».

بدورها، استنكرت جمعية «إعلاميون ضد العنف» القرار الصادر عن مازح، معتبرة أنه «يشكل انتهاكا صارخا لحرية الإعلام والتعبير ومقدمة الدستور»، لافتة إلى أنه «أساء إلى القضاء اللبناني وسمعته وصورته في زمن لم تصدر فيه بعد التشكيلات القضائية، وكأن هناك من يريد القضاء على القضاء في لبنان».

ورأت الجمعية انه «لا يمكن فصل قرار القاضي المازح عن الواقع السياسي والثقافي، لجهة محاولات عزل لبنان عن محيطه الطبيعي وعلاقته بالغرب»، مشددة على «ضرورة إطلاق مقاومة ثقافية والعمل على تنظيمها حفاظا على وجه لبنان الحضاري والتاريخي».

وشددت على أهمية «التزام معاهدة فيينا للعلاقات الديبلوماسية»، وذكرت ان لبنان «عضو مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية وملتزم مواثيقها، كما هو عضو مؤسس وعامل في منظمة الأمم المتحدة وملتزم مواثيقها والإعلان العالمي لحقوق الإنسان».

{ في المقابل، رأى الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان، أن «المواقف الأخيرة لسفيرة الولايات المتحدة الأميركية بما تضمنته من تحريض فتنوي على شرائح لبنانية، ومن تدخل سافر في شؤون لبنان الداخلية، هي مواقف مدانة بكل المعايير السياسية والدبلوماسية والأخلاقية، وتشكل انتهاكا صارخا للقوانين والإتفاقيات الدولية التي تحكم العمل الدبلوماسي».

واعتبر أن «قاضيا يقف هذا الموقف لا بد أن يهنأ ويكافأ، بدلا من دفعه إلى أن يستقيل».

شيا تزور العبسي

على صعيد اخر، وفي سياق جولتها على المرجعيات الدينية، واصلت شيا زياراتها دون ان يعرقل القرار حركتها، وزارت امس بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي في المقر البطريركي في الربوة، في حضور رئيس الديوان البطريركي الاب رامي واكيم والمستشارة في السفارة اني الجردي في زيارة تعارف بروتوكولية.