كما هو معلوم فإن «المختار» هو جزء لا يتجزأ من النسيج الإجتماعي اللبناني، ففيه تجتمع الكثير من الصفات والخصال الحميدة، التي تجسّد واقع المجتمع الذي نعيش فيه.
ومن أهم وظائفه إيجاد الحلول للناس، وبناء العلاقات المتينة مع المسؤولين، وذلك ليتمكن من خدمة منطقته وأهلها.
إنطلاقا من هذا الواقع، وكون «المختار» يمثل العين الساهرة على مصالح أبناء مدينته، كان لا بد من إجراء عدد من اللقاءات مع مخاتير منطقة عين المريسة، للوقوف على آرائهم فيما يخص تنفيذ مشروع «تبليط البحر»، وذلك في إطار «الملف» الذي كنا قد بدأناه بهدف تسليط الضوء على خلفيات وأضرار هذا «المشروع».
شقير
{ المختار عارف شقير أكد أنه ضد مشروع «تبليط البحر» في منطقة عين المريسة، يقول: «بداية إن هذا الشاطئ هو آخر الشواطئ الصخرية في بيروت بدءا من «السان جورج» وصولا إلى منطقة الرملة البيضاء.
أضيفي إلى ذلك، الخسائر البيئية والسمكية التي ممكن أن تنتج عن ذلك.
ربما لا أحد يعلم أن هذا الكورنيش خلال فصل الشتاء ولدى هطول الأمطار يتسبّب أحيانا ولشدّة العاصفة بأن «يطيّر زلمة».
هذا عدا عن منطقة الميناء التي لا أعلم كيف يمكن أن تتم معالجتها في حال تم تنفيذ «المشروع»، علما أن هناك مشروعا مشابها له خلف منطقة «البيال» وهو جاهز وبإمكانهم أن يشرعوا أبوابه للمشاة وللدراجات الهوائية... لكن لِمَ الإصرار على إقامته في هذه المنطقة، فأنا لا أعلم؟!
والمستغرب أنه في العادة عندما يود أحد القيام بأي «مشروع»، يتمُّ دراسته لمعرفة ما إذا كان سيفيد أهل المنطقة أم لا، لكن نحن دوما نسير «عكس التيار».
وهنا، إن ننسى فنحن لا نستطيع أن ننسى «مجرور» عين المريسة الذي بات عمره يناهز الـ 100 سنة ولم نتمكن لغاية الآن من إيجاد حل له، حتى عندما تم القيام ببعض التحسينات في الكورنيش تم نسيان أمره.
واليوم يأتي مشروع «تبليط البحر» ونحن لا نعلم إن كانت ستتم معالجة هذا المجرور أم لا؟! لدرجة أننا بتنا نقلق لأننا تعوّدنا عليه.
مع الأسف، أننا كيفما أردنا أن نفكر بمشروع «تبليط البحر» فإن الأمر غير مقبول على كافة الصعد».
وعما إذا كان سيصار لتحرّك ما لإيقاف تنفيذ «المشروع»، يقول شقير: «لقد أجرينا منذ شهرين تحرّكا في سبيل إيقاف هذا «المشروع»، كما أن الجمعيات القائمة في منطقة عين المريسة حاولت جاهدة إجراء الإتصالات اللازمة لإيقاف العمل فيه لكن دون الوصول لأية نتيجة.
وهنا لا بد من أشير إلى أنه انضمّت لنا خبيرة من الجامعة الأميركية في بيروت حيث قدّمت لنا شرحا عن الأضرار البيئية لهذا المشروع. وقد أرسلنا بدورنا هذه الدراسة التي هي عبارة عن 12 صفحة لكافة المسؤولين على مختلف الأصعدة، لكننا لم نلمس أي تجاوبا حتى الساعة لا من رئيس البلدية ولا من مجلس الوزراء ولا من أحد... مع الأسف ليس هناك من آذان صاغية».
وبالنسبة لاحتياجات المنطقة، يقول: «كما هو معروف فإن منطقة عين المريسة كغيرها من المناطق في العاصمة بحاجة لتأهيل الطرقات والأرصفة وأعمدة الكهرباء والإنارة عموما.
باختصار هذا الكورنيش بحاجة لعناية، ومثالا على ذلك كما تعلمين هناك الصيادين الذين يستعملون القريدس والسمك كطعم لاصطياد الأسماك، أنت إن اقتربت من «الدرابزين» بدءا من جامع عين المريسة لغاية نادي الجامعة الأميركية، فأنت لا تجدين «درابزين» بإمكانك أن تضعي يدك عليه...وحدّثي ولا حرج...
هذا بالإضافة إلى الدراجات الهوائية التي تسير على الرصيف والأشجار الميتة التي تحتاج للكثير من العناية.
لكن صدّقيني نحن لن نكلّ ولن نملّ، وسنعارض هذا «المشروع» لأننا لن نتخلّى عن «المتنفّس» الوحيد الباقي لأهالي المنطقة ولأهالي بيروت عموما. وفي الختام، لا بد من أن أقول كلمة حق، نحن نتفق مع رئيس بلدية بيروت في الكثير من المسائل، إلا أننا لا نتفق معه تجاه مشروع «تبليط البحر».
العود
{ المختار أكرم العود لم يود إبداء رأيه في هذا الموضوع كونه لا يملك المعطيات حسب رأيه، يقول: «أنا حتى الساعة لا أملك أية معلومات أو تفاصيل حول هذا «المشروع»، لذلك لا أستطيع أن أعطي رأيا واضحا وصريحا في هذا المجال، وبالتالي أفضّل أن أتريّث إلى حين تتضح الصورة».
الريس
{ المختار بشير عبد الغني الريس كان له رأيا مغايرا بعض الشيء، وقد بادر مؤكدا أنه حتى الساعة لم يتم التوصل لأية نتيجة كما أنه لم يتم اتخاذ أي قرار جديّ تجاه هذا «المشروع»، يقول: «بلدية بيروت ما زالت تحاول أن تجد حلا مناسبا مع أهالي منطقة عين المريسة.
وبرأيي الشخصي أنه لم يعد بإمكاننا أن نلزم الجيل الجديد بالحقبة الماضية، لأن بيروت القديمة مع الأسف انتهت وباتت عبارة عن أبنية من الباطون والإسمنت، وبالتالي نحن علينا أن لا نسبح «عكس التيار» بل علينا أن نواكب التطوّر لما هو أفضل، لكن مع محاولة المحافظة على جزء من التراث وتاريخ بيروت.
هذا بالإضافة، إلى ضرورة اهتمامنا بتأهيل الطرقات والأرصفة وأعمدة الكهرباء والإنارة ليتمكن أهالي عين المريسة وأهالي بيروت من التنزّه مع عائلاتهم بارتياح وسط بيئة نظيفة».