بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 نيسان 2018 12:03ص تدشين جادّة الملك سلمان بن عبد العزيز على الواجهة البحرية للعاصمة

الحريري: بين بيروت والرياض تاريخ لن ينكسر مهما سعوا إلى ذلك سبيلاً

الرئيس الحريري وممثل خادم الحرمين الشريفين المستشار العلولا يتوسّطان من اليسار الرؤساء: سليمان، السنيورة، سلام، وميقاتي، السفير الشامسي، القائم بالأعمال بخاري، المحافظ شبيب، ومن اليمين: ممثل البطريرك الراعي المطران مطر، د. جعجع، الوزير الرياشي في مقدمة ال الرئيس الحريري وممثل خادم الحرمين الشريفين المستشار العلولا يتوسّطان من اليسار الرؤساء: سليمان، السنيورة، سلام، وميقاتي، السفير الشامسي، القائم بالأعمال بخاري، المحافظ شبيب، ومن اليمين: ممثل البطريرك الراعي المطران مطر، د. جعجع، الوزير الرياشي في مقدمة ال
حجم الخط

بخاري: العلاقات السعودية - اللبنانية راسخة وستبقى كالأرز متجذرة وصلبة 
شبيب: السعودية ستظل عنواناً للخير
عيتاني: بادرة شكر من أهل بيروت للمملكة


تأكيداً على عمق العلاقة بين لبنان والمملكة العربية السعودية، وحرصاً على إظهار صورة لبنان الحقيقية كبلد عربي الإنتماء، وامتناناً للمملكة منذ أيام الملك المؤسّس عبد العزيز آل سعود، وصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، صاحب الأيادي البيضاء على لبنان وأهله، كانت العاصمة بيروت على موعد مع الوفاء بحضور مختلف الأطياف اللبنانية، حيث جرى تدشين جادّة الملك سلمان بن عبد العزيز، على الطريق الممتد على مساحة 1.3 كلم طولا و45 م عرضا، في ميناء الحصن - زيتونة باي، أمام فندق «فور سيزن». مع إضاءة سماء المنطقة والواجهة البحرية للعاصمة.
فقد أُقيم حفل التدشين برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وحضور ممثل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت الوزير المفوض وليد بن عبدالله بخاري، الرئيس ميشال سليمان، الرؤساء: نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، وتمام سلام، ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان المدير العام للأوقاف الإسلامية في لبنان الشيخ محمد أنيس الأروادي، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال بشاره بطرس الراعي رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني، وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسبيان، وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون، وزير الإعلام ملحم الرياشي، وزير الاتصالات جمال الجراح، وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري، وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي، ممثل السفارة البابوية إيفان سانتوس، سفراء: فلسطين أشرف دبور، الإمارات حمد سعيد الشامسي، المغرب محمد كرين، اليمن عبدالله الدعيس، وأندونيسا أحمد خازم الخميدي، النواب: وائل أبو فاعور، غازي العريضي، عمار حوري، وزياد القادري، الوزيرين السابقين مستشار رئيس الجمهورية لشؤون التعاون الدولي الياس بو صعب وآلان حكيم، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، رئيس المجلس البلدي لبيروت جمال عيتاني، متروبوليت بيروت للسريان الأرثوذكس المطران دانيال كورية، ممثل شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز الشيخ نعيم حسن القاضي غاندي مكارم، مديرة «الوكالة الوطنية للاعلام» لور سليمان صعب، القاضي الشيخ خلدون عريمط وفاعليات سياسية ودبلوماسية واقتصادية واجتماعية ومرشحي مدينة بيروت للانتخابات النيابية وعدد كبير من المشايخ، ووفود شعبية من مختلف المناطق اللبنانية.
عيتاني
بعد النشيدين اللبناني والسعودي، ألقى رئيس مجلس بلدية بيروت المهندس جمال عيتاني كلمة قال فيها: «أهلا وسهلا بكم في مدينة بيروت وفي قلب العاصمة الذي ينبض دوما وفاء وصداقة وعروبة، فبيروت هي مهد الفكر العربي الذي يكرم قادة يصنعون الفرق ويقودون الشعوب العربية نحو المزيد من الانفتاح والتطور. لا عجب أننا اليوم نطلق اسم الملك سلمان بن عبد العزيز على جادة أساسية وحيوية في مدينتنا بيروت، وهي أولا فكرة ومبادرة وموضوع متابعة من دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري. هذه القامة الوطنية الكبيرة التي كانت دائما وأبدا وفية لانتمائها العربي الراسخ، كما لإرث الرئيس الشهيد رفيق الحريري».
وأضاف: «نلتقي في هذه المناسبة الاستثنائية لنؤكد تكامل وتناغم الرؤية بين لبنان والمملكة العربية السعودية، في ضرورة حفظ الهوية العربية وتحقيق آمال شعبينا بالتطور الاقتصادي والرفاه الاجتماعي، فالمنطقة التي تحتضن جادة الملك سلمان هي ذات أهمية استراتيجية لوسط بيروت، وهي شريان حيوي يضخ الحياة في عروق الاقتصاد ويمثل نقطة التقاء سياحي وثقافي متميز لجميع السكان والزائرين على السواء. إننا إذ نحتفي بتسمية جادة الملك سلمان بن عبد العزيز على هذا الشارع الرئيسي في بيروت، لا بد أن نتذكر العلاقة الأخوية الممتدة لعقود بين لبنان والمملكة العربية السعودية، مملكة الخير والاعتدال».
وتابع: «لقد لعبت السعودية أدوارا حاسمة في مساعدة لبنان الوطن والاقتصاد للعودة إلى شغل مكانته الرائدة في المنطقة كمنارة انفتاح وتنوع. اليوم، للسعودية دورها الريادي الذي يزداد أهمية بفعل القيادة الحكيمة لجلالة الملك سلمان وتبنيه رؤية للعمل المستقبلي للمملكة والمنطقة بأسرها ومن ضمنها لبنان الذي يشكل شريكا مميزا للسعودية في العمل العربي الجماعي والتعاون الخير لمصلحة الإنسان في هذا الإقليم».
وختم: «ننوّه بأنّ إطلاق اسم الملك سلمان بن عبد العزيز على هذه الجادة، لا يعدو كونه بادرة متواضعة من أهل بيروت للتعبير عن شكرهم العميق لكل ما قامت به المملكة العربية السعودية لأجل لبنان، عشتم وعاشت الصداقة اللبنانية - السعودية».
شبيب
وألقى المحافظ شبيب كلمة قال فيها: «احتفالنا تكريم للمملكة العربية السعودية، تكريم يعبر عن تاريخ من العلاقات التي لم تكن يوما إلا عميقة أخوية مميزة، قائمة على دعم لا متناه للدولة اللبنانية وللشعب اللبناني بجميع فئاته يقابله من الجانب اللبناني محبة واحترام وعرفان وتقدير. كيف لا؟ وعلى رأس الحكومة اللبنانية خير من عرف أهمية العلاقات اللبنانية - السعودية وخير من صانها ودافع عنها وحصنها وعمل على تعميقها وتوسيعها في شتى المجالات. دولة الرئيس سعد الحريري شكرا لكم على كل ما بذلتموه وتبذلون، ووفق الله مسعاكم لما فيه خير هذا الوطن الحبيب وخير اشقائه».
وأضاف: «أن نطلق على هذه الجادة القائمة على شرق البحر الأبيض المتوسط، اسم جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز، إنما هي رسالة الى العالم بأن بيروت متمسكة بعمقها العربي كما كانت دائما طوال تاريخها الحديث منارة للفكر العربي منذ القرن التاسع عشر وخلال القرن العشرين».
وتابع: «لبنان عربي الهوية والانتماء، عبارة تأسيسية تتصدر مقدمة الدستور اللبناني، كتبت في اتفاق الطائف في المملكة العربية السعودية. والهوية العربية كانت خيارا واعيا ناضجا انتهجه المسيحيون المشرقيون مع اخوتهم المسلمين، منذ عصر النهضة منتصف القرن التاسع عشر، تلك النهضة التي أسست لحركات التحرر العربي. تاريخ طويل من الأخوة والانفتاح على الجميع بين المملكة ولبنان، كثيرة هي الشواهد والمحطات. تعود الى الذاكرة الزيارة التاريخية التي قام بها في عام 1975 بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس الياس الرابع معوض الى المملكة في عهد الملك خالد بن عبد العزيز، بطريرك العرب، كما لقب في مؤتمر القمة الاسلامية في لاهور، المدافع عن القدس حتى الشهادة».
وأردف: «منذ عهد الأب المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آلِ سعود الذي استقبل الرئيس كميل شمعون في أولى زياراته الى الخارج، كان ولا يزال هم المملكة صون وحدة لبنان واستقراره. وبالأمس، حين قام فخامة الرئيس ميشال عون بزيارته الاولى الى المملكة قلتم له يا جلالة الملك، وبعبارة لا تزال محفورة في وجدان اللبنانيين انه «لا بديل عن لبنان» ونحن اليوم نقول لكم بأنه ليس لنا بديل عنكم». 
وختم المحافظ شبيب: «ستظل المملكة العربية السعودية عنوانا للخير محفورا في قلوب وعقول جميع اللبنانيين، وما هذه الجادة التي تشرفت بحمل اسمكم، إلا أحد وجوه التعبير عن ذلك».
بخاري
وألقى القائم بأعمال السفارة السعودية وليد بخاري كلمة قال فيها: «يسعدني ويشرفني أن أقف هنا بينكم، بين أهلنا، أهل لبنان، أهل بيروت، درة الشرق ومنارة الإنسان، والتي تزداد اليوم بهجة وجمالا باسم سيدي ومولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله. ويشرفني أن أكون شاهدا على أصالتكم ومحبتكم وعمق مشاعركم تجاه بلادي، بلاد الحرمين الشريفين، موئل الرسالة وراعية الاعتدال والسلام. إن تدشين جادة الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله، على هذه الواجهة البحرية، عروس البحر وعروس المتوسط، لدلالة جامعة بين عروبة البحر ومداه وبين حضارة الجبل وصداه».
وأضاف: «كم هي رائعة هذه المبادرة التي تحاكي روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، والتي فاضت روحه على مقربة من هذا المكان، لتكون نافذة لبنان الجميل على العرب وعلى العالم جمعاء. نافذة تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي كان للرئيس الشهيد وما زالت له مكانة كبيرة في قلبه وعقله. ولا أخفيكم سرا أنني أشعر بسعادة غامرة برؤية هذا البلد العزيز سالما مطمئنا وسائرا بإذن الله نحو تثبيت استقراره ودوره الريادي، كما عهدناه، باعتباره جوهرة الاعتدال والعيش المشترك وملتقى لأصحاب الرسالات السماوية السمحاء وعلامة من علامات الانفتاح والثقافة والتسامح والحوار».
وختم: «لقد كانت المملكة العربية السعودية، ولا تزال وستبقى بإذن الله، وبتوجيه من القيادة الرشيدة، ضنينة على سلامة لبنان وأمنه واستقراره والمحافظة على وحدته الوطنية ووحدة أبنائه بكل أطيافهم ومذاهبهم. وفي هذا الإطار، لا يسعنا سوى أن نثني على جهود فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون ودولة رئيس مجلس النواب السيد نبيه بري ودولة رئيس مجلس الوزراء السيد سعد الحريري، لتخطي الصعاب وتثبيت دعائم السلام والاستقرار وتحريك عجلة التنمية المستدامة. بعون الله تعالى، العلاقات السعودية - اللبنانية راسخة وستبقى كالأرز متجذرة، صلبة وثابتة، كما هي على مر العصور. عشتم وعاش نبض العروبة في لبنان».
الحريري
بعد ذلك، ألقى الرئيس الحريري كلمة قال فيها: «الكثير من اللبنانيين، والكثير الكثير من أهل هذه العاصمة، يعلمون جيدا المكانة الخاصة لبيروت في قلب وذاكرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ويعلمون مقدار المحبة التي يكنها للبنان وشعبه، وهو من رعيل الكبار في المملكة، الذين عاشوا لبنان، وتعرفوا الى مناطقه، وتركوا فيه شبكة صداقات واسعة، شملت العشرات من أهل السياسة والثقافة والصحافة والمجتمع».
وأضاف: «لم ألتق الملك سلمان يوما، منذ كان أميرا لمدينة الرياض، إلا وكانت في حديثه، رواية مميزة وذكرى طيبة عن لبنان، حتى لتخال، إنك تجلس أمام مؤرخ في الشؤون اللبنانية، يحدثك عن الرؤساء الذين تعاقبوا، وعن الزعماء الذين التقاهم، وعن الحكومات التي تشكلت، وعن المجالس النيابية وصراعات الديوك في الجلسات العامة، وصولا الى شؤون الصحافة اللبنانية ورموزها، ومهرجانات بعلبك، وأسواق بيروت وطرابلس ومطاعم زحلة، ومقاهي المثقفين في الحمرا والروشة، والجيل الذي يشهد لعظمة هذه المدينة ودورها في حياة العرب والقيادات العربية».
وتابع: «بيروت تجتمع اليوم للاحتفال برفع اسم سلمان بن عبد العزيز على واجهتها البحرية. تجتمع بكل أطيافها، لتكريم قامة عربية كبيرة، وقفت إلى جانب لبنان في أصعب الظروف، وتجتمع لتكرِّم من خلاله، المملكة العربية السعودية، التي لها في تاريخ العلاقة مع بلدنا، صفحات مجيدة من الخير والدعم، وهي الشقيقة الكبرى التي ترجمت المعاني الحقيقية للاخوَّة، برعايتها اتفاق الطائف وإنهاء المأساة اللبنانية، ومد يد العون الى لبنان في كافة المراحل والأزمات».
وختم الحريري: «بين لبنان والسعودية تاريخ لن ينكسر مهما سعوا الى ذلك سبيلا. وهذه الأمسية البيروتية، هي رسالة واضحة، بأن عروبة لبنان تتقدم على كل الولاءات والمحاور والمعادلات. وفاء للمملكة وقيادتها وتقديرا لدورها في مساندة لبنان، يسعدني باسمكم جميعا، ان أعلن افتتاح جادة الملك سلمان بن عبد العزيز، هنا على الواجهة البحرية لمدينة بيروت».
وفي ختام الحفل، تمت إزاحة الستارة عن اللوحة التذكارية التي تخلّد المناسبة، وإطلاق البالونات المزدانة بألوان العلمين السعودي واللبناني، كما المفرقعات النارية التي أضاءت سماء العاصمة، وتحية بحرية من المراكب الراسية في «الزيتونة باي».