خلال الساعات الـ48 التي سبقت الإقفال كانت حالة من الهيستيريا الشعبية والجنون، تلف البلد، الطوابير البشرية منتشرة أينما كان، من الجنوب إلى العاصمة حتى الشمال، الجبل والبقاع.
والمشهد الأبشع بعيداً عن المصارف، التي اعتادت ذل المواطنين، وأيضاً تجمهر المواطنون على أبوابها، كان اختناق مساحات السوبرماركت بطوابير المواطنين الخائفين من الجوع، دون أي سبب أو مبرر، في ظل استهتار كبير بمسافات التباعد، وعدم وضع الكمامات للحد من تفشي الوباء.
صبرا
ولعل الصورة الأبشع كانت مشهد الزحام المخيف في سوق صبرا، حيث كشفت الصور والفيديوهات التي تمَّ تسريبها من هناك، عن عدم سماع المواطنين بأي نوع من أنواع تفشي الوباء، فلا تدابير ولا إلتزام، ولا تباعد، بل «كلو على كلو»، باعة وزبائن وتزاحم وصراخ و»كورونا يشرح ويمرح»..
والمشهد عينه في التعاونيات الغذائية، على الرغم من تواجد مسؤولين صحيين في بعضها، إلا أنّ هذه الهجمة ورغم تراجع حدته في بيروت، بعدما كانت ذروةتها يوم الإثنين، كانت أمس خارج العاصمة.
صيدا
فمن صيدا، أفادت مراسلة «اللواء» ثريا حسن زعيتر بأنّ محال بيع المواد الغذائية واللحوم والافران في مدينة صيدا شهدت زحمة مواطنين تهافتوا لتأمين احتياجاتهم من المواد الاساسية، عشية بدء سريان قرار الاقفال العام، كما شهدت مراكز تعبئة الغاز في منطقة سينيق جنوبي عاصمة الجنوب صيدا، زحمة مواطنين لتعبئة قوارير منازلهم بشكل غير مبرّر، ما اضطر إدارات المراكز إلى إقفال بواباتها الخارجية أمام السيارات والآليات واقتصار الدخول على الاشخاص، الامر الذي حدا بالمواطنين الى ايقاف سياراتهم امام المراكز وحمل القوارير على الاكتاف ما أسفر عن زحمة مواطنين خانقة في الداخل وزحمة سيارات في الخارج ولوحظ اكثر من مواطن يحمل اكثر من قارورة، في ظل خرق فاضح للتدابير الوقائية، وخصوصا ارتداء الكمامه داخل المراكز.
وتعقيباً، أكد محمد موصلي «صاحب مركز موصلي لتعبئة الغاز: أنّ «مادة الغاز متوفرة، وليست هناك أزمة على الاطلاق، وما تشهده المراكز من زحمة هو بسبب تهافت المواطنين للحصول على مادة الغاز بسبب الاقفال العام الذي سيتم تنفيذه ابتداءً من الخميس المقبل (اليوم)»، لافتا إلى أنّ «مراكز الغاز ستفتح ابوابها طيلة فترة الاقفال من الساعه الخامسة فجرا وحتى الثالثة بعد الظهر»، وداعيا المواطنين الى عدم القلق وخلق اجواء توحي بوجود ازمة.
صور
بدورها، شهدت التعاونيات والسوبرماركات في مدينة صور إقبالا غير مسبوق للمواطنين لشراء حاجياتهم من السلع والمواد الغذائية الأساسية، قبل الإقفال العام، وفاقت قدرة التعاونيات على استيعاب المواطنين كما فقدت فيها بعض المواد الغذائية. في المقابل، شهدت الأفران طوابير من المواطنين عند ابوابها لشراء الخبز، فيما رفعت بعض محطات الوقود خراطيمها بسبب نفاد مادة البنزين. وكانت مداخل صور شهدت زحمة سيارات، وحررت القوى الأمنية عددا من محاضر الضبط بحق المخالفين.
عكار
أما محافظة عكار، فقد شهدت حالة هيستيرية ومقلقة على مدى الايام الثلاثة الماضية، كان ذروتها اليوم، ترافقت مع الاعلان عن موعد تنفيذ قرار الاقفال العام، وخصوصا أمام الصرافات الالية عند ابواب المصارف وفي الافران ومحلات بيع المواد الغذائية واللحوم والاسماك والالبنان والاجبان، الامر الذي تسبب بفقدان الخبز وبعض المواد الغذائية من على رفوف الافران والمحلات التجارية.
وترافق ذلك مع زحمة سير خانقة على مختلف الطرقات الرئيسية من العبدة عند المدخل الجنوبي للمحافظة وصولا الى بلدة الكويخات، وبخاصة عند المداخل الثلاث الرئيسية لبلدة حلبا، حيث تتمركز المؤسسات المصرفية والتجارية والاستشفائية.
النقباء يستنكرون تهافت الناس
وتعقيباً، أكد رئيس نقابة أصحاب السوبرماركت الدكتور نبيل فهد أن «التهافت حصل قبل بدء تطبيق قرار الاقفال العام لان الناس خافوا من عدم حصولهم على المواد الغذائية خلال فترة الاقفال»، ورغم رفضه لقرار خدم التوصيل إلى المنازل خلال فترة الإقفال، حذر من أن «الاكتظاظ سيؤدي الى زيادة اعداد المصابين، مع اننا نتخذ كل الاجراءات المطلوبة».
من جهته، نقيب أصحاب الأفران علي إبراهيم فشدد على أنّه «لا مبرر لتهافت المواطنين على الافران، مع اننا زدنا ساعات العمل، والعمال يعملون فوق طاقتهم لمدة 8 ساعات اضافية، لكن الناس لا يقتنعون،» مشيرا الى ان «الافران مستثناة من قرار الاقفال، وستفتح يوميا من الثامنة صباحا الى الثالثة بعد الظهر».
كما طمأن ممثل موزعي المحروقات فادي ابو شقرا المواطنين الى انه «لن تكون هناك ازمة في توافر مادة البنزين خلال الاقفال العام، ولا داعي للتهافت على محطات البنزين قبل بدء الاقفال، فالمحطات كلها ستفتح وتعمل في الاوقات المحددة لتوفير الطلبات الاكثر الحاحا، والموزعون سيقومون، بدورهم، بالتوزيع على المستشفيات وتلبية اي طارئ، وسنفتح كالعادة وسننفذ قرار التعبئة وسنوزع البنزين على المحطات طبيعيا».