افتتحت جامعة الروح القدس - الكسليك، مؤتمرا دوليا حول البحوث التطبيقية بعنوان «القوة التحويلية للابتكار والأنظمة البيئية لريادة الأعمال»، منحت خلاله دكتوراه فخرية إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، في حضور الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الرئيس الأعلى للجامعة الأباتي نعمة الله الهاشم ممثلا بالأب المدبر هادي محفوظ.
وأشار مدير مركز «أشير» للابتكار وريادة الأعمال في الجامعة الياس أبو فاضل إلى أن «منح الدكتوراه الفخرية إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة جاء تقديرا لدوره الوطني ومساهمته في الاستقرار النقدي في لبنان ودعم الابتكار اللبناني والأنظمة البيئية لريادة الأعمال».
ثم ألقى عميد كلية إدارة الأعمال في جامعة كليفلاند ستايت الدكتور سانجاي بوتريفو كلمة عرض فيها سير العملية التعليمية في الجامعة، «فهي تقوم على مبدأ ريادة الأعمال وتتخطى فكرة مجرد إعطاء المواد التدريسية في الصفوف. إذ يحظى الطلاب بفرصة المشاركة في ورش عمل ونشاطات ومسابقات متعددة».
بعد ذلك، كانت كلمة لمؤسِّس مركز «أشير» للابتكار وريادة الأعمال في جامعة الروح القدس طوني أشير اعتبر فيها أن «الجامعات هي مكان ولادة المئات من الأفكار الجديدة. ويحتاج لبنان إلى الالتزام بنظام فعال يستند إلى ريادة الإعمال. من هنا، جاءت فكرة تأسيس مركز هدفه خلق فرص عمل للشباب اللبناني».
وأشاد رئيس جامعة الأب حبيقة «بدور مركز أشير للابتكار وريادة الأعمال في نشر وتطوير التعليم القائم على ريادة الأعمال والمهارات العملية التي تساعد طلابنا على تحسين المجتمع المحلي والمباشرة بأعمال جديدة وإطلاق عملية الابتكار وتحفيز فضولهم الذي يعتبر من أهم محفزات النجاح، فكما يقول أينشتاين «أنا لست موهوبا، أنا فضولي»، مضيفاً «نحتفل بمنح دكتوراه فخرية لرجل متألق، لا يمتلك رغبة قوية وصلبة في النجاح فحسب، بل هو حريص أيضا على نشر هذه الرغبة بين الشباب ورواد الأعمال اللبنانيين من خلال جهوده الدؤوبة وتفانيه وشغفه. إنه رياض سلامة، حاكم مصرف لبنان وأحد أفضل حكام المصارف المركزية عالميا».
ثم سلّم الأب حبيقة شهادة الدكتوراه الفخرية إلى سلامة، الذي ألقى كلمة قال فيها: «يشرفني وجودي بينكم وأود أن أشكركم لانضمامي إلى هذا الصرح، متمنيا الإزدهار والنجاح لمركز ASHER للإبتكار وريادة الأعمال. كما تعلمون، يمر لبنان اليوم بأزمة سياسية جديدة. لكن رسالتي لكم هي أن هذه الأزمة هي سياسية، وليست نقدية. لقد استبق مصرف لبنان وقوع أي أزمة محتملة في لبنان. وكما نعلم جميعا، إن التطورات الاقتصادية والنقدية لا تتأثر فقط بالمؤشرات الاقتصادية والمالية، بل كذلك بالأزمات الفجائية التي شهدها لبنان والتي أكسبته مناعة. إن الإمكانيات متوافرة لدى مصرف لبنان لضبط الأوضاع».
وشدّد على «أننا كمصرف مركزي، نعتبر أن المعرفة هي سلعة قيمة، بل الأهم في القرن الحادي والعشرين. إن المعرفة سلعة مؤاتية للبنان باعتبار أنه يملك الموارد البشرية اللازمة لتطوير هذا القطاع. وقد أدرك مصرف لبنان أهمية الاقتصاد الرقمي، رغم تلكؤ لبنان في هذا المجال. ما حملنا على السعي لإبقاء لبنان منخرطا في العولمة المالية والاقتصادية وإصدار التعميم رقم 331 ضمن القوانين النافذة، وذلك بهدف خلق تعاون بين القطاع المالي وقطاع اقتصاد المعرفة الرقمية».
وأشار إلى أن «مصرف لبنان سيتوسع في المجال الرقمي. لدى جهوزية البنية التحتية الرقمية، سيصدر المركزي عملة رقمية تخضع لإشرافه ومراقبته، حفاظا على سلامة المستهلك والثروة الوطنية».
وجمع المؤتمر باحثين وأهل اختصاص وصانعي قرار من كل أنحاء العالم لمناقشة التحديات المستجدة وطرح حلول طويلة الأمد تطال التكنولوجيا والابتكار واستدامة المواهب العالمية وصناعة الأعمال في اقتصاداتنا المعولمة.
ويستمر المؤتمر ليومين حيث يناقش المؤتمرون خلال جلسات العمل مواضيع: الأنظمة البيئية لريادة الأعمال، الإدارة الاستراتيجية لريادة الأعمال، ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، ريادة الأعمال وعلم التربية.