اعتبر رئيس تحرير «اللواء» صلاح سلام ان البيان الوزاري دون مستوى طموح اللبنانيين الذين نزلوا إلى الشارع وشاركوا في الانتفاضة الوطنية الشاملة، مطالبين بالتغيير ومكافحة الفساد، ومعالجة الأزمات المتفاقمة اقتصادياً ومالياً ومعيشياً.
ووصف سلام، في مقابلات مع شاشتي «الجديد» و«ان.بي.ان» وإذاعة «صوت لبنان»، معالجات السلطة للمشاكل التي يتخبط فيها البلد، بمثابة حبة إسبرين في معالجة مرض عضال.
وقال إن البيان الوزاري لم يُحاكِ الأولويات التي تهم اللبنانيين، وفي مقدمتها موضوع الكهرباء، حيث جاء اعتماد خطة الحكومة السابقة بمثابة التسليم بنفوذ الهيمنة على هذا القطاع الحيوي من قبل فريق سياسي مُعيَّن، لم ينجح في تنفيذ الحلول المطلوبة، في حين أن كبريات الشركات العالمية لإنتاج الطاقة أبدت استعدادها للمساهمة في بناء معامل التوليد، على قاعدة الـB.O.T ومن دون أن تُحمّل الخزينة أية أعباء مالية في هذه المرحلة المالية الصعبة للدولة اللبنانية. والتجربة المصرية مع شركة «سيمنس» الألمانية تعتبر نموذجاً رائداً، حيث تم بناء معامل توليد بطاقة إجمالية بلغت ١٥ ألف ميغاوات خلال أقل من سنتين فقط، ومن دون أن تتكلف الخزينة المصرية أية أعباء مالية فورية.
وشدد رئيس تحرير «اللواء» على اعتبار ان النجاح في وضع ملف الكهرباء على سكة الحل، سيكون العنوان الأول لنجاح الحكومة في إطلاق ورشة الإصلاحات الموعودة.
وأشار سلام إلى القصور الحاصل في تنظيم العلاقة المتوترة بين المصارف والمودعين، بسبب التدابير المصرفية التعسفية بحجز أموال أصحاب الودائع، وغياب القرارات الحكومية الحاسمة في وضع حد لقلق الناس على أموالهم في المصارف.
ورداً على سؤال، أكد سلام أن حكومة الرئيس حسان دياب أمام مرحلة اختبار دقيقة، حيث اتفقت دول مؤتمر سيدر والدول الخليجية على إعطاء الحكومة فرصة لثلاثة أشهر على الأقل، قبل الحكم على أعمالها وإتخاذ المواقف النهائية منها. الأمر الذي يُفسّر حالة الترقب والحذر العربي، في التعامل مع الحكومة، وعدم الحماس لتهنئة رئيسها، رغم أنه أعلن رغبته القيام بجولة في الدول الخليجية بعد نيل حكومته الثقة النيابية.
وتابع مستطرداً: وهذا يعني أن لا مساعدات فورية حالياً، قبل أن يظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود في أعمال الحكومة، وخاصة في مجال تحقيق الإصلاحات المالية والإدارية التي التزم فيها لبنان في مؤتمر سيدر عام ٢٠١٨.
ووصف سلام خطة ترامب لحل المشكلة الفلسطينية، بأنها بمثابة صفعة عار على جبين أميركا، التي تدّعي رفع راية الحرية، والدفاع عن حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، والحفاظ على العدالة الدولية، لأن ترامب لم يراع في بنود خطته الحد الأدنى من مبادئ العدالة والحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، وكان همّه الأول والأخير مخاطبة الناخبين في أميركا وإسرائيل، لضمان عودته ونتانياهو إلي السلطة، عشية الانتخابات النيابية الإسرائيلية في آذار المقبل، والانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة في خريف العام الحالي.