بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 نيسان 2021 12:00ص شكري يدعو إلى حكومة اختصاصيين لتفتح باب الدعم الدولي ومساعدة لبنان

نقل رسالة من السيسي وجال على المسؤولين مستثنياً دياب وباسيل و«حزب الله»

حجم الخط
أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري «ان مصر مستمرة ببذل كل الجهود للتواصل مع كل الجهات للخروج من الازمة»، مشددا على ان تشكيل حكومة أختصاصيين يفتح الباب للدعم الدولي، ولفت الى ان استقرار لبنان مهم لمصر والمنطقة.

جال الوزير شكري على رأس وفد ضم: السفير ياسر علوي، مساعد وزير الخارجية السفير نزيه النجاري، المستشار في مكتب الوزير محمد عاطف والمستشار في السفارة في بيروت عبد الله زهدي، على كبار المسؤولين واستهل لقاءاته بزيارة قصر بعبدا، حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حضور وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه، الوزير السابق سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير، والمستشارين رفيق شلالا وانطوان قسطنطين واسامة خشاب. 

وفي خلال اللقاء أعرب رئيس الجمهورية عن تقديره وامتنانه «للدور الذي تقوم به جمهورية مصر العربية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لمساعدة لبنان في مواجهة الازمات المختلفة التي يعاني منها، لا سيما الازمة الحكومية»، متمنيا ان «تثمر هذه الجهود نتائج إيجابية، لا سيما اذا ما توافرت إرادة حقيقية للخروج من هذه الازمة، من خلال اعتماد القواعد الدستورية والميثاقية التي يقوم عليها النظام اللبناني وبالتعاون مع جميع الأطراف اللبنانيين من دون اقصاء او تمييز».

وشدد عون على «دقة المهمات التي ستلقى على عاتق الحكومة الجديدة، لا سيما في مجال الإصلاحات الضرورية التي يلتقي اللبنانيون والمجتمع الدولي في المناداة بها والعمل على تحقيقها، وفي مقدمها التدقيق المالي الجنائي لمحاسبة الذين سرقوا أموال اللبنانيين والدولة على حد سواء».

بعد اللقاء، تحدث الوزير شكري الى الصحافيين فقال: «تشرفت بزيارة رئيس الجمهورية لأنقل اليه رسالة تضامن من أخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي كلفني بان آتي الى لبنان في ضوء الحرص الذي يوليه سيادته لاستمرار بذل مصر لكل الجهود في اطار التواصل مع المكونات السياسية اللبنانية كافة من اجل الخروج من الازمة الراهنة».

أضاف: «لقد كانت آخر زيارة لي الى لبنان منذ ثمانية اشهر بعد انفجار مرفأ بيروت، وكانت هناك مؤازرة على المستوى الإقليمي والدولي، وتطلع بأن ينهض لبنان للتعامل مع التحديات، سواء السياسية منها او المرتبطة بجائحة كورونا وتأثير ذلك المباشر على مصلحة الشعب اللبناني الشقيق. وللاسف بعد ثمانية اشهر، لا يزال هناك انسداد سياسي ولا تزال الجهود تبذل لتشكيل حكومة من الاختصاصيين القادرين على الوفاء باحتياجات الشعب اللبناني الشقيق وتحقيق الاستقرار المهم ليس فقط للبنان بل للمنطقة ومصر للارتباط الوثيق القائم على المستوى السياسي والشعبي بين لبنان ومصر».

وقال: «سألتقي مع المكونات السياسية المختلفة في لبنان لأنقل رسالة مماثلة بتضامن مصر وتوفيرها لكل الدعم للخروج من هذه الازمة لتشكيل الحكومة، بما يفتح الباب للدعم الإقليمي والدولي ويؤدي الى تحقيق المصلحة المشتركة لدول المنطقة، ولكن في المقام الأول للشعب اللبناني الشقيق».

وختم: «بالتأكيد، فإن الاطار السياسي يحكمه الدستور واتفاق الطائف واهمية الالتزام الكامل بهذه الدعائم الرئيسية للاستقرار، ومصر لن تدخر جهدا في مواصلة دعمها للبنان في خلال هذه المرحلة الدقيقة». 

عين التينة 

ومن بعبدا، انتقل الوزير المصري الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وتركز البحث وبشكل مكثف على الشأن الحكومي.

وفي خلال اللقاء شكر الرئيس بري جمهورية مصر العربية على «المساعدات التي قدمتها وتقدمها على الدوام للبنان وخصوصا منذ انفجار المرفأ مرورا بكورونا وانشاء المستشفى الميداني وصولا إلى سعيها لإنقاذ لبنان من المأزق الراهن».

وبعد اللقاء، قال الوزير شكري: «تشرفت بلقاء الرئيس بري ونقلت له تحيات الرئيس السيسي ورسالة تضامن من مصر مع لبنان في هذه الآونة والقلق الذي يراودنا في مصر وعلى المستوى الاقليمي والدولي لاستمرار الازمة السياسية ولأهمية العمل بكل اجتهاد وبكل سرعة لتشكيل حكومة اختصاصيين للخروج من هذه الازمة واضطلاعها بمسؤولياتها كاملة لتوفير الخدمات لاجراء الاصلاح المطلوب لمواجهة التحديات الراهنة من ضمنها التحديات المتصلة بوباء كورونا وتحديات الاوضاع الاقتصادية».

أضاف: «نقلت أيضا، تثمين مصر الكبير لجهود دولته ومبادراته التي يطلقها للعمل من اجل الخروج من هذه الازمة في اطار الحفاظ على الارضية الراسخة السياسية والقانونية المتمثلة في تطبيق الدستور اللبناني واتفاق الطائف واستعداد مصر لتقديم كل ما في وسعها لمعاونة الاشقاء لتجاوز هذه الازمة والانتقال الى مرحلة يستعيد فيها لبنان عافيته الكاملة. واننا نرى أهمية للاسراع في ذلك».

وقال: «ان مصر تهتم بالشان اللبناني بحكم العلاقة الوثيقة على المستوى السياسي والرباط القوي بين الشعبين ولكن ايضا استقرار لبنان حيوي بالنسبة الى المنطقة واستقرار المنطقة حيوي بالنسبة لمصلحتنا المشتركة، وايضا عدم التأثر من قبل لبنان بالاضطراب الذي تشهده المنطقة. اننا نتطلع في هذا الوقت الى لقاءات مع الاطياف السياسية كي انقل ذات رسالة التضامن والتكاتف والحرص على تجاوز هذه الازمة في أقرب وقت ممكن». 

في بكركي

ومن عين التينة توجه وزير الخارجية المصرية الى بكركي، حيث التقى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، في حضور السفير في لبنان ياسر علوي ومساعد وزير الخارجية المصرية السفير نزيه النجاري.



في مستهل اللقاء نقل الوزير شكري الى البطريرك «تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي»، معربا عن «الرغبة الدائمة لدى المصريين حكومة وشعبا، أن يكرر البطريرك زيارته الى مصر».

وتم في خلال اللقاء عرض للعلاقات التاريخية بين مصر ولبنان وللمستجدات على الساحة اللبنانية والعناوين المشتركة.

وشكر البطريرك الراعي الوزير شكري على «وقوف مصر الى جانب لبنان وشعبه خاصة أثناء الأزمات والمحن وآخرها تفجير مرفأ بيروت».

كما كان توافق على ضرورة الاسراع في تشكيل حكومة تتمكن من العمل على الاصلاحات المطلوبة والتي ستفتح مجالات الدعم الاقليمي والدولي للبنان.

في كليمنصو

ثم زار الوزير شكري كليمنصو، حيث اجتمع مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط في حضور الوزير السابق غازي العريضي ونائب رئيس الحزب للشؤون الخارجية دريد ياغي، حيث تم البحث في آخر المستجدات اللبنانية والعربية.



الجميل

ومن كليمنصو توجه شكري الى فندق الموفنبيك حيث التقى رئيس حزب الكتائب النائب المستقيل سامي الجميّل الذي أكد أن «موقف المعارضة وموقفنا واضح بتشكيل حكومة مستقلة بالكامل تبدأ المفاوضات مع صندوق النقد لوقف الانهيار التام والاصلاحات الأساسية والانتخابات النيابية».

وختم الجميّل «إن كانوا قادرين على الاجتماع في مجلس النواب للتمديد لأنفسهم فهم مخطئون».




فرنجية

والتقى وزير خارجية مصر ايضا في مقر اقامته في فندق الـ«موفنبيك» رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، في حضور السفير المصري في لبنان الدكتور ياسر علوي، النائب طوني فرنجية والوزير السابق المحامي يوسف فنيانوس.

وتم البحث في مجمل التطورات الراهنة وفي آخر المستجدات على الصعيدين اللبناني والعربي.



الحريري

وزار شكري والوفد المرافق مساء الرئيس المكلف سعد الحريري، في«بيت الوسط»، في حضور الوزير السابق الدكتور غطاس خوري والمستشار الدكتور باسم الشاب. 

وتناول اللقاء آخر المستجدات والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. 



بعد اللقاء قال شكري: تشرفت بلقاء الرئيس سعد الحريري ونقلت له تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي. وتم خلال اللقاء استعراض آخر مستجدات الأزمة الراهنة، واستمعت إلى رؤية دولته حول كيفية خروج لبنان منها في أسرع وقت ممكن، من خلال الإسراع في تشكيل حكومة إنقاذ من أهل الاختصاص والكفاءة ومن خارج منطق المحاصصة، بحيث يمثل ميلادها بداية جديدة للخروج من الأزمة الراهنة وإنهاء تبعاتها القاسية على المواطن اللبناني. وقد أكدت للرئيس الحريري دعم مصر الكامل لجهود تشكيل حكومة منسجمة وقادرة على تنفيذ مهامها الدقيقة والصعبة، وبطريقة غير تقليدية ومختلفة جذريا عن منطلق التعطيل والتجاذب السياسي، باعتبار أن ذلك هو الطريق الوحيد لنجاح حكومة المهمة وحصولها على الدعم المطلوب عربيا ودوليا واستعادة لبنان لموقعه الطبيعي كمنارة عربية عزيزة على قلب كل مصري وعربي».

أضاف: «إن مصر حريصة على أمن لبنان واستقراره، وذلك يقتضي إنهاء حالة الجمود الراهنة واضطلاع الجميع بمسؤولياتهم في تعزيز استقرار لبنان ووحدته، واضطلاع مؤسساته بمسؤولياتها الكاملة تجاه الشعب اللبناني الشقيق». 

وختم: «نتطلع إلى استمرار التنسيق والحوار الوثيق مع كل الأطياف ومع دولة الرئيس وجهوده، من أجل الخروج من هذه الأزمة، بالاعتماد على الأرضية القانونية المتمثلة بالدستور واتفاق الطائف. ونحن نتمنى دائما للبنان كل التوفيق وأن نظل كتفا إلى كتف في مواجهة التحديات والخروج من التداعيات المرتبطة بالأوضاع الاقتصادية وجائحة كورونا».

واجرى شكري اتصالا هاتفيا مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بعدما تعذر اللقاء بينهما في ضوء إصابة الأخير بفيروس كورونا. 

وكان شكري وصل إلى مطار بيروت حيث كان في استقباله نظيره اللبناني وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الإعمال شربل وهبه وسفير مصر ياسر علوي ومديرة المراسم في وزارة الخارجية اللبنانية السفيرة عبير العلي وأعضاء البعثة الديبلوماسية المصرية. 

وتأتي زيارة الوزير شكري، بحسب بيان صادر عن المكتب الاعلامي للسفارة المصرية «في إطار الجهود المصرية الرامية إلى حض الافرقاء السياسيين اللبنانيين على الإسراع في تشكيل الحكومة الإنقاذية، وذلك في ضوء الحرص الكبير لدى القيادة السياسية المصرية على استقرار لبنان وتجاوزه للأزمات التي يمر بها حاليا».