بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 حزيران 2019 12:31ص لقاء 5 ساعات بين الحريري وباسيل.. والتعيينات كانت «طبخته» المفضّلة

المكتب الاعلامي: جلسة مصارحة كرّست استمرار التفاهم في إطار التعاون مع المكوِّنات الحكومية

الرئيس الحريري مترئساً اجتماع اللجنة الوزارية للمقالع والكسارات في السراي (تصوير: دالاتي ونهرا) الرئيس الحريري مترئساً اجتماع اللجنة الوزارية للمقالع والكسارات في السراي (تصوير: دالاتي ونهرا)
حجم الخط
بعد هبوب عواصف السجالات البرتقالية والزرقاء والتي خيمت على الساحة السياسية بقوة في الاسابيع الماضية، بدأ الهدوء يعود ليخيم من جديد على هذه الساحة تدريجيا منذ الاجتماع الذي عقد منتصف الاسبوع الماضي بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وهو وكما اصبح معلوماً اتسم بكثير من الصراحة، حيث تحدث كل من الرئيسين من دون اي قفازات، لا سيما ان الاجتماع اتى بعدما ادلى الرئيس الحريري بدلوه في مؤتمره الصحافي الذي عقده عشية اجتماع بعبدا وما تلا هذا الاجتماع من مواقف ايجابية قصد الرئيس الحريري اطلاقها من منبر رئاسة الجمهورية.

من هنا تؤكد مصادر سياسية، انه كان لا بد من ترسيخ اجواء التهدئة في لقاء كان لا بد من عقده بين الرئيس الحريري ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وذلك عشية جلسة مجلس الوزراء التي تعقد قبل ظهر اليوم في السراي.

وكانت الأجواء بدأت تشير منذ صباح الأمس إلى ان اللقاء بين الرجلين سيتم بعد الظهر، وفعلا وصل الوزير باسيل في تمام الساعة الثانية من بعد الظهر الى السراي، الذي كان سبقه اليه حشد من الاعلاميين الذين بادروه لدى دخوله لطرح عدد من الاسئلة حول مواضيع البحث التي  ستثار، واسباب الاجواء السياسية التي سبقت هذا اللقاء، فأكد من دون اي تردد ان الاجتماع يأتي في اطار طبيعي عادي، معتبرا ان هناك من حاول افتعال مشكلة، ولكنه لم يتمكن من ذلك، مشيرا الى ان اللقاء كان متفقا عليه من قبل.

باسيل وقبيل الاجتماع اعلن انه لن يدلي بأي تصريح بعد اللقاء، وفي الوقت عينه لم يشأ الاجابة عن سؤال حول ما اذا ما كان البحث مع الرئيس الحريري سيتطرق الى موضوع التعيينات المنتظرة سوى بابتسامة.

وبعد قرابة الثلث ساعة من بدء اللقاء بين الحريري وباسيل خرجا سويا سيرا على الاقدام وتوجها إلى «بيت الوسط» حيث استكمل البحث على مائدة الغداء وهو امتد لساعات طويلة تحدثت معلومات انه استمر لقرابة الخمس ساعات.

المصادر السياسية المتابعة لاجتماع الحريري باسيل، اكدت على ان الاجواء كانت ايجابية وسادها الكثير من الجدية والصراحة، خصوصا في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة التي يمر بها لبنان.

واعتبرت المصادر ان الاجتماع كان متابعة للقاء الرئيس الحريري مع رئيس الجمهورية, ولفتت الى انه تم التطرق الى كافة الملفات المطروحة، خصوصا ان لدى الرئيس الحريري تصميما على تزخيم وتنشيط العمل الحكومي في المرحلة المقبلة، وتنفيذ الاصلاحات المطلوبة، واعادة تصويب العمل الحكومي في مساره الصحيح، ووضع كافة الامور على السكة، للوصول الى ما هو متوقع من الحكومة من انجازات ووعود، باعتبار ان العمل الحكومي يعكس صورة العهد ونجاح الحكومة هو نجاح للعهد والعكس صحيح. 

واشارت المصادر الى ان الاجتماع طبيعي بين رئيس حكومة ووزير. ولم تستبعد المصادر الى التطرق خلال المباحثات  الى ملف التعيينات، خصوصا ان هناك ضرورة لانجاز هذا الملف الذي سيحدد مسار عمل مجلس الوزراء، لا سيما ان هذه التعيينات تطال مراكز هامة واساسية في الادارة اللبنانية.

ولاحقاً، أفاد المكتب  الإعلامي للرئيس الحريري بأن الاجتماع المطوّل بين رئيس مجلس الوزراء ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير باسيل، خصص لتقييم المرحلة الماضية، في ضوء ما شابها من سجالات ومواقف أرخت بنتائجها على الاستقرار السياسي.

وقال المكتب الإعلامي ان «الاجتماع مناسبة لحوار صريح ومسؤول تناول مختلف أوجه العلاقة وعناوين التباين في وجهات النظر. وكانت فرصة للتأكيد على تقديم المصلحة الوطنية على ما عداها من اعتبارات، وعلى الأهمية التي توجبها مقتضيات المرحلة، لتفعيل العمل الحكومي وتهيئة المناخات الملائمة لإنجاز الموازنة وإعداد العدة اللازمة لوضع البرنامج الاستثماري الحكومي والخطة الاقتصادية وقضايا النفايات والنزوح والمهجرين والتعيينات وكل الملفات المعيشية والملفات التي تعالج الهدر وتكافح الفساد وتؤدّي إلى رفع إنتاجية الحكومة والدولة بشكل عام، لتكون على جدول أعمال المرحلة المقبلة. 

وخلص الاجتماع في ضوء ذلك إلى أن التفاهم الذي حصل قبل حوالى ثلاث سنوات قائم وسيستمر قوياً وفاعلاً بعد جلسة المصارحة، في اطار التعاون مع كافة المكونات الحكومية، لتوفير عوامل الاستقرار المطلوب، وتحقيق أعلى درجات التجانس في العمل الوزاري. 

أما أوساط باسيل فقد أفادت من جهتها بأن اللقاء كان ممتازاً والأجواء إيجابية.

وذكرت محطة OTV الناطقة بلسان «التيار الوطني الحر» ان الاجتماع تضمن مراجعة شاملة للمرحلة السابقة، وقد تمّ التركيز على ضرورة تزخيم عمل الحكومة وزيادة انتاجيتها.

لجنة الكسارات

وكان الرئيس الحريري ترأس قبل الظهر في السراي الحكومي اجتماعاً للجنة الوزارية المكلفة درس موضوع الكسارات، حضره نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني والوزراء ريا الحسن، يوسف فينانوس، فادي جريصاتي والامين العام لمجلس الوزراء محمود مكية.

بعد اللقاء قال الوزير جريصاتي: تأخرت قرارات اللجنة بسبب دراسة مشروع الموازنة، وطلب الرئيس الحريري العمل على الإسراع في وتيرة الاجتماعات لكي نستطيع الانتهاء من الموضوع لا سيما انه وطني بامتياز ونعمل عليه بطريقة علمية وغير سياسية، وليست هناك من خلافات حول هذا الملف المعقد، مشيرا الى ان الاجتماع المقبل سيعقد بعد غد الاربعاء.