بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 شباط 2020 08:28م نازك رفيق الحريري في الذكرى الخامسة عشرة للإستشهاد: " اننا على العهد والوعد باقون"

حجم الخط
"الدبلوماسية الناعمة" هو عنوان المباراة المدرسية التي نظّمتها مؤسسة رفيق الحريري، والتي أرادت من خلالها التذكير بما آمن به الشهيد رفيق الحريري، وعمل به من أجل لبنان وترسيخ مفاهيم السلام بين الطلاب، ولهذه الغاية أحيت المؤسسة الذكرى الخامسة عشرة لإستشهاد الرئيس المؤسس الشهيد رفيق الحريري خلال اللقاء السنوي الذي نظمته لإعلان نتائج المبارة المدرسية لعام 2020 في ثانوية الحريري الثانية ، برعاية رئيسة المؤسسة السيدة نازك رفيق الحريري ممثلة بهدى طبارة، بحضور النائب رلى طبش ممثلة الرئيس سعد الحريري، رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ، الوزير السابق أحمد فتفت ، المديرة العامة لمؤسسة رفيق الحريري سلوى السنيورة بعاصيري، رئيس جامعة رفيق الحريري الدكتور مكرم سويدان ومدراء مدارس ثانويتي الحريري الثانية والثالثة والليسيه عبد القادر والبروفسور هنري عويس من جامعة القديس يوسف ، والسيدتان لبنى جان عبيد وعفت محمود عمّار وأفراد الهيئتين الإدارية والتعليمية وأهالي الطلاب

بعدها إستهل الإحتفال الذي قدمته من المؤسسة ثريا غطمي عواد ، بدقيقة صمت لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، ثم بالنشيد الوطني من عزف كورال مدارس "مؤسسة رفيق الحريري" من إشراف المؤلفة الموسيقية السوبرانو هبة القواس بقيادة الكورال تاتيانا فوروبيوفا ثم كلمة المديرة العامة لـ "مؤسسة رفيق الحريري" سلوى السنيورة بعاصيري نقلت في مستهلها تحيات السيدة الحريري للحضور.

السنيورة بعاصيري

خمسة عشر عاماً انقضت على استشهاد الرئيس رفيق الحريري وما تزداد الأمور في لبنان الذي أودعنا اياه أمانة غالية، الا إرباكاً وتعقيداً، ولنستفيق على لبنان وقد أضحى في الممر الضيق وعلى جميع المستويات حيث لا مسافة ولا اتساع يسمحان بمزيد من سوء تقدير واعتباط وتهور.

خمسة عشر عاماً انقضت وما تزال أدواتُ الحوار تُعطل وسبلُ التفاهم تُغلق، وجسورُ التواصل تُهدم، وأسسُ الإحترام تُنسف، وعناصرُ الثقة تُبدد وثراءُ التنوع يهدر، وزئبقيةُ السياسة تتعمق، وازدواجيةُ القيم والمصالح تتعاظم

نتطلع من حولنا فنرى ان لا اتزان هناك ولا توازن، بعد ان اصبحت مقدرات الوطن في قبضة رجال سلطة لا رجال دولة

أين نحن من قيم تصالح لا عزلة، ومبادئ حقوق لا تبعية، وأين نحن من خزين ثقافة وحداثة وسائر ما أنجزته الإنسانية على مدى العصور

أين نحن من دبلوماسية ناعمة تتطلب و يا للمفارقة، صلابة وحزماً وابداعاً وشجاعة وقيادة وبصيرة، ليس فقط في نسج علاقات متينة مع الخارج المتعدد والمتنوع لتحديد مصالح الأفرقاء في ظروف متغيرة، بل أيضاً في نسج العلاقات مع الداخل بمختلف مكوناته وخياراته وأحلامه، دبلوماسية ناعمة تستظل حكم القانون وليس سطوة القوة، وتنتهج الموضوعية وليس المزاجية وردود الفعل المتناقضة.

لقد أدرك الرئيس الشهيد رفيق الحريري بفطرته المتوقدة أن الدبلوماسية اذ ما تحولت الى مشاحنات خشنة، قائمة على التعالي والفرض وأحادية النظرة، لا تولد إلا الخيبة والعدائية والفوضى. فاختار الدبلوماسية الناعمة في مد جسور التواصل مع الداخل والخارج، وهو مدركٌ للتنوع دون عقد، وللتعدد بلا تناقض، وهو متيقن بأن التقاء البشر يقتضيه الإيفاء بمصالح الحياة، على أساس الثقة المتبادلة والمصارحة البناءة.

صحيح أن هناك من يزعم أنه في الأوقات العصيبة يسير الوقت بأسرع من قدرة الشعوب على التعلم منها فتصل بأزماتها إلى حافة الهاوية، ولكننا نميل إلى مقولة تشرشل: لا تدع أزمة حقيقية تذهب سدى.

فلنحول أزمتنا إلى فرصة للتغيير ولنقدم مصلحة الوطن على ما عداها، وشبابنا الذي لا تزال روحه نقية وأحلامه صافية هو الأقدر بفكره الإبداعي وديناميته الخلاقة وآماله المحصنة بمنافذ الرؤية ان يخرج لبناننا من عنق الزجاجة الى الفضاء الرحب.

ولا مغالاة في ذلك، فاليوم سنشهد معاً على إبداعات شبابنا وعلى فهمهم العميق لحاضرهم، ورؤيتهم لغدهم الذي سيصنعونه بأيديهم.

ولكن وما قبل الاستماع الى آرائهم الصادقة، ومشاهدة تعبيراتهم المبدعة، أدعوكم إلى أن نصغي معاً الى رئيسة مؤسسة رفيق الحريري السيدة نازك رفيق الحريري وهي تحملنا معها الى عالم رفيق الحريري الإنسان، الذي لم تحجب التحديات عنه وضوح الرؤية، ولا صلابة العزيمة، ولا إرادة التغيير. عالم رفيق الحريري الذي لعبت فيه السيدة نازك الحريري دور السند الأكبر في تحقيق إنجازاته، والمشجع الأقرب في ترجمة عطاءاته، والمؤتمنة من بعده على رسالته الخيرة وأحلامه الوردية.

كلمة السيدة نازك رفيق الحريري

وللمناسبة القت السيدة نازك رفيق الحريري كلمة مسجلة واكبها وثائقي خاص عن الرئيس المؤسس من اعداد الزميل حسين الصانع جاء فيها:

أيّها الأحبّة ،

تجمعنا اليوم كما في كل عام الذكرى الخامسة عشر لاستشهاد الرّئيس رفيق الحريري لنتذكّر مسيرة عطاءٍ ومحبّة وحكاية نجاحٍ تتناقلها الأجيال.

مرةً أخرى يجمعنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري على ذكراه الطيبة. ولعلّها تكون مناسبةً لنجددّ التمسّك بقواعد الحوار وبجميع خيارات الرئيس رفيق الحريري الوطنية. إنها خياراتٌ لا غنى عنها لأنها السبيل الوحيد إلى الدفاع عن الوطن وصون وحدته، وكرامة أهله. فالحوار يرسخ الوحدة الوطنية، ويحفظ لبنان من كل تهديدٍ لأمنه واستقراره.

وفي حضرة الشوق يرجع بنا صدى الذكريات إلى ذلك الزمن الجميل، عهد الرئيس رفيق الحريري، لينســـــــج صورة لبنان كما رآه شــــــهيدنا الكبير؛ كيف لا وقد أرسى قواعده بنفسه، فكرسه أيقونة الشرق الحضاريّة والثقافية، وحلمًا وهّاجًا متألّقًا، بذل من أجله عمره حتى الشهادة.

رفيق عمري ودربي ،

وفي ثنايا الذكرى ، الشوق لهيبٌ يشتعل في النفس نارًا طورًا، ونورًا نستضيء به ويعيننا على تحمّل ألم الفراق تارةً.

أناجيك أيّها الحاضر الغائب، والألم يعتصر الفؤاد، ودمع العين منسكبٌ على من سكن القلب وتربع على عرشه.

عامٌ جديدٌ يا رفيق العمر يمر علينا من دونك، والقلب مثقلٌ بالحزن والحسرة على رحيل صديقك وأخيك الـمخلص والـمحب الرئيس جاك شيراك الذي وقف الى جانبنا ودعم قضايانا . رجلٌ عظيمٌ سوف يظل راسخاً في قلوبنا وذاكرتنا. برحيلكما خسرنا خيرة الرجال الذين لن يتكرروا على مر الزمن.

شهيدنا الغالي ،

يواجه لبناننا الـمخاطر والتحديات فأين نهجك الـمعتدل ورؤيتك الصائبة ليبتكرا حلولاً لهذه التـجاذبات والاصطفافات السـياسـية التي تــقودنا نحو الهــلاك ؟ وأيـن نحن اليـوم من دولـة الـمؤسّـسات والعيـش الـمشـترك والـوحدة الوطــنية والعدالة الإجتماعية؟ أين مسيرة الإنماء والإعمار التي أطلقتها، في ظلّ العدالة وفي جنح القانون؟

وبصوت الرئيس الشهيد رفيق الحريري استمع الحضور الى الفقرة التالية من كلمة سابقة له

"الرئيس الشهيد رفيق الحريري: ليس الوقت وقت التهرّب من المسؤولية، ولا وضعها على عاتق فئةٍ دون فئة. نحن جميعاً مسؤولون، كلٌّ في موقعه. وعندنا ثوابتنا للانتماء والسيادة والاستقلال ووحدة الأرض والناس والمصير

. ويكون علينا بالحوار وبالتشخيص للمشكلات، وبالقرارات الصائبة أن نصون وجودنا ومصالحنا، وأن نفتح مع شبابنا أفقاً مستقبلية"

وتابعت السيدة الحريري فقالت "

أيها الأحبة،

لقد بذل الرئيس الشهيد رفيق الحريري جهده في ســـــبيل تطوير بلدنا الحبيب لبنان حتى يــــــصبح نموذجًا من النجاح الديمقراطي والـــــنموّ الاقتصاديّ وواحة اســــــتقرارٍ وازدهارٍ، مــــتوكّلاً عـــــــلى الله عز وجــــلّ ومــــــلتزمًا بالـمبادئ الإنسانية والأخلاقية والوطنية. لم يفقد الأمل يومًا في شــــعبنا الطيب، بل اعتمد على الـــــثقة التي منحه إيّاها اللبنانيون واللبنانيات، إضافةً إلى دعم الـمحفلين الإقليمي والدولي ليقود لبناننا نحو مستقبلٍ أفضل.

أعزائي الأحباء ،

الـمطلوب منا اليوم أن نتحلّى بروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري القــــــيادية ونـــــــتعلم منه كـــــيف نــــحوّل الرؤيـــة إلى حقيقة، أن نتمسك بنهج شهيدنا الغالي وبإرثه الكبير. أن ننــــــــشد العيش الـمــــــشترك ونعتصم بلغة الحوار وحبل التفاهم ضمن مفهوم الشـــــــراكة الحقيقية حــــــــتى نصل إلــــى بـــــــرّ الأمان. فلنتســــــلح بالـمــــحبة والتســــــامح، ولنتزود بالعزيمة والانفتاح والتضامن، ولنحم مقومات السلم الأهليّ والوحدة الوطنية فهما الضمانة الأكيدة لبناء دولة القانون.

شهيدنا الغالي ،

إننا على العهد والوعد باقون. سنواصل بعون الله تــــعالى مســـيرة الإنماء والإعـــــمار الــــــتي خـــــــطّت ســــــــطورها بدمك ودم ســــــائر شــــــهدائنا الأبــــــــــرار. وســـــنلتزم جـــــميعًا بــــــالقيم والأفكار الــــــتي دافعت عـــنها حـــــــــتّى الشــــــــــهادة، واضعين الـمــــصلحة الوطــــــنية نـــصب أعيننا حـــــتى يـــــــكون لبناننا عـــــلى قـــــدر

طـــــموحاتك وطموحـــــات شــــــــــعبنا الــــــكريم، وطنًا لجميع أبنائه، ومهدًا للأمن والاستقرار والعيش الكريم، وأيقونةً أسطوريةً خالدة ، فيد الله دومًا مع الجماعة.

رحم الله الرئيس المؤسس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء الوطن الأبرار، وتغمّدهم بواسع الرحمة والـمغفرة، وحفظ لبناننا سيداً حراً مستقلاً .

بعدها إفتتح برنامج الحفل فقدم الطلاب مجموعة من الأعمال نفذوها للمناسبة،كانت عبارة عن لوحات جسدت معنى ومفهوم "الدبلوماسية الناعمة "الذي أرساه الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

وقدم طلاب المدارس الثلاث مجموعات من الأفلام الممثلة بشخصياتهم تحدثت عن رفيق الحريري .

إختتم الإحتفال بأغنية "سلام حرية" قدمها كورال مدارس المؤسسة بقيادة تاتيانا أندريا وإشراف المؤلفة قواس وبالتقاط صور تذكارية على خشبة المسرح للمناسبة .