حذّر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله مساء امس من أنه لم يعد لدى حزبه أي خطوط حمراء في مواجهة إسرائيل التي هدّد باستهدافها في العمق في حال شنّت هجوماً ضدّ لبنان.بالمقابل قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل مستعدة لأي احتمالات بعد وقوع اشتباك عبر الحدود مع جماعة حزب الله لكن يبدو أن كلا الطرفين يحرصان على عدم نشوب حرب أخرى.
وأتت تصريحات نصرالله بعد تراجع التوتر الذي شهدته الحدود اللبنانية الإسرائيلية الأحد مع استهداف حزبه آلية عسكرية إسرائيلية على الجهة المقابلة من الحدود، في هجوم قال إنه رد على هجومين «إسرائيليين» قبل أسبوع ضدّه في سوريا ولبنان.
وقال نصرالله في كلمة لمناسبة ذكرى أيام عاشوراء «ما حصل بالأمس أن المقاومة كسرت أكبر خط أحمر إسرائيلي منذ عشرات السنين».
وأضاف «إنّها بداية لمرحلة جديدة عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلّة للدفاع عن لبنان... لم يعد لدينا خطوط حمراء». وتابع الأمين العام لحزب الله «في ما مضى عندما كان يُعتدى علينا، كنّا نردّ في مزارع شبعا» المحتلّة من قبل إسرائيل، أمّا أمس فحصل الرد عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل والتي «كانت منذ عقود من الزمن تشكّل أكبر الخطوط الحمراء بالنسبة للعدو، لا يتوقع أن يمدّ أحد يده» عليها.
وأضاف مخاطبا الإسرائيليين «إذا اعتديتم علينا فإنّ كل حدودكم وجنودكم ومستعمراتكم على الحدود وفي عمق العمق ستكون في دائرة التهديد والاستهداف والردّ».
وأعلن حزب الله الأحد تدمير آلية عسكرية إسرائيلية في منطقة أفيفيم، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنّ الحزب أطلق على قاعدة عسكرية إسرائيلية ثلاثة صواريخ مضادّة للدبّابات، فردّ الجيش بإطلاق نحو مئة قذيفة على أطراف قرى لبنانية حدودية.
وحصل ذلك بعد توعّد حزب الله بالردّ على مقتل اثنين من عناصره ليل 24-25 آب في غارة إسرائيلية قرب دمشق، بحسب ما أعلن، وعلى اتهامه إسرائيل بشنّ هجوم بطائرتين مسيرتين في الضاحية الجنوبية، معقله في بيروت، لكنه قال إنّ الهجوم فشل في تحقيق هدفه.
وأطلق حزب الله على المجموعة التي شنّت الهجوم الأحد اسم عنصريه اللذين قتلا في دمشق. ونشر الإثنين شريط فيديو يظهر استهداف الآلية العسكرية أثناء تحركها بصاروخ من طراز كورنيت، ثم بصاروخ ثان لتأكيد تدميرها.
وأعلن نصرالله في كلمته الإثنين أن الجولة الأولى من الردّ انتهت. وقال «اليوم مقابل قتل إخواننا (في سوريا) والمسيّرتين في الضاحية (...) نحن الآن أمام جولة يمكن أن نقول انتهت بالمعنى التأسيسي»، مؤكّداً نيّة حزبه استهداف الطائرات المسيّرة الإسرائيلية التي عادة ما تحلّق في الأجواء اللبنانية.
ولم تعترف إسرائيل بالهجوم على الضاحية الجنوبية بالطائرتين المسيّرتين، لكنّها أعلنت أنّها نفذت ضربة في سوريا لإحباط ما قالت إنه هجوم كان يخطط له «فيلق القدس» الإيراني بطائرات مسيّرة تحمل متفجرات ضدّ أراضيها.
وتوالت الاتصالات الدولية للحؤول دون التصعيد.
ودعت الأمم المتحدة عبر أمينها العام إلى ضبط النفس، في حين قالت فرنسا إنها «تكثف اتصالاتها في المنطقة منذ 25 آب بهدف تفادي التصعيد».
وأعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن «الولايات المتحدة تدعم بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».
من جهته، قال نتنياهو امس إن إسرائيل مستعدة لأي احتمالات بعد وقوع اشتباك عبر الحدود مع جماعة حزب الله لكن يبدو أن كلا الطرفين يحرصان على عدم نشوب حرب أخرى.
وحرص نتنياهو، الذي كان من شأن اندلاع حرب في شمال بلاده أن يعقد حملته الانتخابية التي يسعى فيها للفوز بولاية جديدة قبل أقل من ثلاثة أسابيع من الاقتراع، على أن يسير كل شيء كالمعتاد بعد اندلاع الاشتباكات على الحدود مع لبنان.
وواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي جدول أعماله العادي وعلق فحسب على الوضع الأمني، بالعبرية فقط، في بداية اجتماع مع رئيس هندوراس الذي يزور بلاده كما أحجم عن تلقي أسئلة من الصحفيين.
وقال نتنياهو:«تعرضنا لهجوم ببعض الصواريخ المضادة للدبابات. شمل الرد 100 قذيفة وقصفا جويا وإجراءات متعددة. نحن نتشاور بشأن الخطوة المقبلة».
وأضاف:«أصدرت توجيهات بالاستعداد لأي احتمال.. سنحدد التحرك المقبل بناء على تطور الأحداث» وهي تصريحات أدلى بها ببساطة مفرطة في مخالفة للغته الحادة المعتادة بشأن أعداء إسرائيل.
وتابع قائلاً:«يمكنني أن أدلي بإعلان مهم.. ليس لدينا ضحايا.. لا مصابين.. ولا حتى بخدش».
وقالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) «عاد الهدوء إلى المنطقة» مساء اليوم الأحد، مضيفة أنها حثت الجانبين على «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لمنع أي تصعيد للوضع».
(ا.ف.ب-رويترز)