طرابلس - لا شيء يكسر القاعدة، الشتاء الذي كان يتباهى به الناس باعتباره «بشرة خير» صار عبئاً ثقيلاً بسبب الاهمال المستفحل سنة بعد سنة، فكل شتوة مهما بلغ معدّلها، وكل رياح مهما بلغت سرعتها، وكل انخفاض في درجات الحرارة، ستتسبب بأزمة: عائلات بلا تدفئة، مزارعون بلا تعويضات، طرقات مغمورة بالمياه، زحمة سير خانقة وأضرار مادية فادحة، هكذا هو موسم الشتاء في لبنان، فكيف الحال في مدينة طرابلس والتي تحولت شوارعها منذ ما يقارب السنة الى حفرة كبيرة بفعل أعمال تأهيل البنى التحتية.
مصدر مطلع في بلدية طرابلس أشار الى انه «حتى الساعة ما من أعمال تنظيف أو استعدادات لاستقبال الأمطار، والسبب في ذلك يعود بالدرجة الأولى الى النقص الحاد في أعداد العمال، ذلك ان العدد الحالي 390 عاملاً منهم 100 مفصولين على الادارة (حاجب)، و290 موزعين بين أعمار متوسطة وشباب، وهنا أشار المصدر الى استقدام البلدية 26 آلية جديدة من دون تأمين عمال جدد، مما قد يضطرها الى استخدام عدد من العمال الحاليين كسائقين، الأمر الذي من شأنه أن ينعكس سلباً على تقديم الخدمات، والى جانب كل ذلك تبرز قضية سلسلة الرتب والرواتب وما رافقها من أعطال ( السبت والأحد)، اضافة الى الغاء الساعات الاضافية والتي كانت في السابق تساعد البلدية في تخصيص دوامين للعمال.
وعن الوضع المرتقب مع أول «شتوة» يقول المصدر: «أتوقع ما هو مأساوي بالفعل نظراً للأوساخ المنتشرة في كل مكان والتي تسد المسبعات، فضلاً عن أعمال الحفريات القائمة في كل شارع والتي بالرغم من أهميتها الا انها ستشكل كارثة حقيقية في القريب العاجل».
هذا بالنسبة للبلدية فماذا عن المواطن المفجوع في مدينته جراء أزمات السير الخانقة يومياً!!! مواطن يطرح التساؤلات ماذا سيكون عليه الوضع مع قدوم الأمطار؟؟؟ وكيف يمكن للناس اجتياز مرحلة صعبة لم تدخلها البلدية في حساباتها كما هو واضح تماماً من خلال الاهمال الذي يترافق وأعمال الحفريات القائمة، مما يصيبهم «بالهلع»، جراء انعدام الثقة بـ»الدولة»، التي يُعرّيها طقسٌ ماطر أو حار. فالمشهد المذلّ نفسه يتكرر عند كل «شتوة»، تطوف الطرقات بالمياه والمجارير وتنقطع الكهرباء والاتصالات وتُعزل قرى بأكملها لعدم وجود الجرافات الكافية وتتضرر المزروعات من دون أي تعويض للمزارعين الفقراء.
أخيراً، يبقى المطر «نعمة» لا يجوز أن يتحول الى «نقمة» كما في كل سنة، من هنا فان المطلوب من جميع المعنيين تدارك الأمر قبل فوات الأوان، وذلك من خلال تجنيد العمال وحث الشركات المتعهدة لأعمال تأهيل البنى التحتية الاسراع في مهماتها رفعاً للضررالذي قد يلحق بها قبل غيرها كون المواطن في مدينة طرابلس لم يعد قادراً على تحمل المزيد من الضغوطات يومياً.