على أصوات المعتصمين امام القصر البلدي الرافضة لمشروع المحرقة، عقد مجلس بلدية بيروت جلسة مكتملة النصاب برئاسة المهندس جمال عيتاني، كان اللافت فيها حضور 22 عضواً بينهم أعضاء دائمو الاشغال والتغيب وغياب عضو المجلس ماتيلدا خوري.
وعلى عكس المتوقع، الجلسة كانت هادئة والمجلس البلدي بحث في بنود جدول أعماله واستثنى البنود الرئيسية الأولى المتعلقة بإقرار دفتر شروط معالجة النفايات عبر التفكك الحراري وكذلك لم يبحث بند قطع الحساب للعام 2017.
مصادر بلدية أكّدت لـ«اللواء» ان هذا الهدوء وتأجيل البنود المتعلقة بملف النفايات فرضته الظروف والأجواء المتشنجة التي سبقت انعقاد الجلسة وتجنباً لحصول تباين في وجهات النظر بين الأعضاء وخصوصاً الأعضاء الموافقين على مبدأ إنشاء معمل التفكك الحراري ولكن لهم ملاحظاتهم وهذا يعتبر موافقة مشروطة ولن تؤدي إلى إقرار دفتر الشروط في هذه الجلسة بصيغتها المطروحة مما استوجب التأجيل.
ونتيجة لتجنب المجلس السخونة التي كانت متوقعة بحث المجلس البلدي في بقية بنود جدول الأعمال والتي كان أبرزها تلزيم الموقف العمومي للسيارات في الحمرا والذي رسا على شركة شداد غروب لإنشاء مواقف ابنية، كما اكد المجلس البلدي على قرارات سابقة ادرجت بطلب من وزارة الداخلية والبلديات لمرور المهل ومنها مساعدات مخصصة للجمعيات بالإضافة إلى شؤون إدارية وإنمائية مختلفة.
اثر الجلسة أكّد رئيس المجلس البلدي المهندس جمال عيتاني لوسائل الإعلام انه جرى تأجيل البنود المتعلقة بدفتر الشروط كملف معالجة النفايات بتقنية التفكك الحراري بناءً لطلب التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لمزيد من الدرس.
الاعتصام أمام القصر البلدي
وتزامناً مع جلسة المجلس البلدي نفذ ناشطون من المجتمع المدني و«حزب سبعة» وحزب «الحوار الوطني» اعتصاماً امام القصر البلدي بحضور النواب: نديم الجميل، الياس حنكش وبولا يعقوبيان، والامينة العامة لحزب سبعة غادة عيد وعضو مجلس بلدية بيروت غابي فرنيني وفاعليات.
وتخلل الاعتصام كلمة للنائب الجميل أكّد فيها رفضه لإقامة محرقة في الكرنتينا وفي أي منطقة في العاصمة أكان في قصقص أو المصيطبة، لأن أبناء بيروت أبناء مدينة واحدة.
بدورها يعقوبيان قالت: أينما ستكون المحاولة لإقامة المحرقة سنكون نحن كأهل بيروت ضدها.
النائب حنكش أكّد ان هناك 9000 حالة إصابة بالسرطان سنوياً في لبنان وتواجدنا اليوم هو منعاً لتزايد هذا العدد وللحفاظ على صحة اجيالنا المقبلة.
من جهتها، الأمينة العامة لحزب سبعة غادة عيد قالت: من يضع القوى الأمنية بينه وبين الشعب لا يحق له تمثيل الشعب البيروتي واللبناني، داعية لفتح مدخل المجلس البلدي ليدخل الناشطون ويحضروا الجلسة.
كما كانت كلمة لعضو المجلس البلدي غابي فرنيني عرض فيها للنسخة التي تتضمن الاعتراض الذي ينوي الأعضاء تقديمه للمجلس البلدي.
وفي الإطار ذاته أصدر حزب الحوار بياناً أكّد فيه مشاركته في الوقفة الاحتجاجية ضد إقامة المحرقة، لافتاً ان رئيس الحزب النائب فؤاد مخزومي نشر فيديو على صفحاته الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي عبر في خلاله عن رأيه الرافض للمحرقة وللمشروع ككل، وعدد البيان لأبرز المخاوف المثارة والتي تشكّل خطراً كبيراً على صحة الإنسان والبيئة.
الجدير ذكره ان الاعتصام لم يخلُ من تدافع بسيط حصل بين الناشطين المعتصمين والقوى الأمنية المتواجدة في مكان الاعتصام.
المعتصمون أمام القصر البلدي