نظّم
مركز "رشاد" للحوكمة الثقافيّة في مؤسسة أديان ورشة عمل نقاشيّة ضمن
مشروع "مواطنون مختلفون لوطنٍ واحد" لإطلاق تقرير الدراسة الميدانية
التي أجراها المركز حول "تأثير الطائفيّة على الخيار الانتخابي للشباب في
لبنان" بهِبة من حكومة الولايات المتحدة الأميركية في فندق لانكستر بلازا –
بيروت، بحضور ممثلين عن المجتمع المدني وإعلاميين.
ففي سياق
الانتخابات النيابيّة اللبنانيّة المقبلة في أيّار/مايو
2018، ينظّم مركز رشاد للحوكمة الثقافية في مؤسسة أديان مشروع "ناخبون مختلفون
لوطنٍ واحد"، الذي يهدف إلى ضمان بيئة مدنيّة وسياسيّة تؤول إلى انتخابات
نزيهة وشفافة، من خلال العمل
على
تقليص تأثير الخطاب الطائفي على سلوك الناخبين وتحويله إلى سلوكٍ قائمٍ على
المواطنة الحاضنة للتنوع والصالح العام.
في كلمة
ترحيبيّة قال رئيس مؤسسة أديان الأب فادي ضو أن مؤسسة أديان أخذت المبادرة في هذا
الوقت الحسّاس "في وقت لم نكن نعرف إن كانت ستجري الإنتخابات ومتى"،
وتابع أن حوالي
نصف مليون ناخب جديد في لبنان سيدخلون للمرة الأولى إلى ممارسة الحياة السياسيّة
من خلال الانتخاب، والدراسة تظهر أن الشباب واقعيّون في مقاربتهم للأمور، وإن
الشعور بالغبن يعزز التمسك بالخيار الطائفي كحماية أو ردّة فعل.
قام منسّق
مشروع "مواطنون مختلفون لوطن واحد" طلال زيدان بعرض نتائج تقرير للدراسة
الميدانية التي شملت عينة من 1000 شاب وشابة ممن سيمارسون حقهم الانتخابي للمرة
الأولى، مركّزًا على نقاط رئيسية ولافتة فيه مثل اعتبار 51.7% من المستطلَعين أن
قانون الانتخاب الحالي هو أفضل من القانون السابق، وعبّر 32.9% أن هذا القانون
يحقق المساواة، ورأت ما نسبته 35.5% أن القانون الحالي يقضي على الشخصيّات المستقلّة.
ورفض 70.1%
من المستطلَعين قانونًا يصوت على أساسه الناخب لنائب من طائفته، وقال 35.3 أنهم
يعطون صوتهم للائحة معينة لدعم حزب سياسي بينما 57.9% يعطون صوتهم التفضيلي للمرشح
على أساس الكفاءة، ورأى 46.1% منهم أن النائب من طائفة الناخب يمثله أفضل من نائب
ينتمي إلى طائفة أخرى وما نسبته 73.7% اعتبرت اللبنانيّين طائفيون بشكل عام.
وفي
إطار تحليلهما لمعطيات الاستبيان كانت مداخلة للدكتور في العلوم السياسيّة إيلي
الهندي عرض فيها تحليله للتقرير مشيرًا إلى اعتبار الأكثرية الساحقة من المستطلَعين
أن اللبنانيين طائفيون. ولكن نصفهم فقط اعتبر أن انتماءه الطائفي يؤثر على خياراته
السياسية، ما يعني أنهم يتّهمون الآخر بالطائفيّة في حين يحاولون إبعاد هذه الصفة
عن أنفسهم.
وقال
الهندي أن الإنطباع العام لدى الشباب هو نفسه لدى الكثير من اللبنانيين، وارتباط
العمل الحزبي بالواقع الطائفي موجود بحد كبير بينما نسبة تأثير رجال الدين منخفضة
في هذا السياق.
وفي المداخلة
التحليليّة للدكتور في العلوم السياسية علي فضل الله رأى أن الشباب الذين يصوّتون
للمرّة الأولى يعكسون واقعهم المجتمعي في اتجاهات التصويت، لكنهم يبدون ميولًا
للتغيّير في الوقت نفسه، ولفت إلى أن عدم الإحاطة بالقانون الانتخابي أمر متوقّع،
وهو ما يلزم بذل جهد أكبر لشرحه، خصوصًا في الأرياف.
مديرة
معهد المواطنة وإدارة التنوع في مؤسسة أديان الدكتورة نايلا طبّارة انطلقت من
مؤشرات التقرير، لتعبّر عن إيمانها بفئة من الشباب ستجازف في خياراتها في
الانتخابات المقبلة. وإن هذه الدراسة التي تظهر أن خيارات الشباب أكثر استقلالية
وأقل طائفية، قد تساعد في تعزيز هذا التوجّه.
ورأت
طبّارة أنه من الضروري تعريف الشباب بأهميّة دورهم في في الحياة العامة وتخفيف
الخوف من طائفيّة الآخر.
مدير
البرامج في جمعيّة التنمية للإنسان والبيئة
رامي شمّا علّق على التقرير وقانون الانتخابات بقوله
عمليًا وبشكل غير مباشر التصويت للطوائف"، والسلطة الحاكمة تقرّر القانون
وتنفذه وتقيّمه. وأشار شمّا إلى أن الورقة البيضاء فقدت دورها الاعتراضي وفق القانون
الجديد، وأشار إلى أهمية قراءة التقرير في ضوء توقيت تنفيذه الذي يشكّل عاملًا
مهمًا في فهم نتائجه.
ثم كان
نقاش بمشاركة من الحضور حول التقرير وقانون الانتخابات وما يحيط بها من تفاصيل تَهُمّ
الجيل الشاب المعني بالانتخاب.
بعد نشر
هذا التقرير ستقدّم خطّة عمل تتبنى مؤسسة أديان تنفيذها ضمن المشروع نفسه والتي
ستشمل تدريب مجموعة من المدربين الفاعلين في هذا الإطار من منظمات المجتمع المدني،
على مفاهيم المواطنة الحاضنة للتنوع والصالح العام ومقاربة الأداء الانتخابي من
هذا المنطلق.
وستجري
دراسة ثانية بعد الانتخابات للمقارنة بين موقف الشباب قبل الانتخابات وممارستهم
لحقهم الانتخابي، وتقييهم لمدى اسهام هذا المشروع في مساعدتهم لبناء خيارتهم
الانتخابيّة على أساس وطني وليس طائفي.