بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 تشرين الأول 2020 12:00ص تحرّكات ميدانية واستنكار واسع للإساءة الفرنسية للرسول الأكرم

دريان: سيبقى المسلمون في العالم متمسّكين بحبهم لنبي الرحمة

من المسيرات المستنكرة للإساءة الفرنسية في طرابلس من المسيرات المستنكرة للإساءة الفرنسية في طرابلس
حجم الخط
شهد عدد من المناطق اللبنانية تحرّكات رافضة ومندّدة للإساءة الفرنسية على أعلى مستوى بحق خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وعليه فقد شهدت عاصمة الشمال مدينة طرابلس مسيرة راجلة للعشرات من الشباب الرافضين والمستنكريم للتطاول الفرنسي على نبينا الأكرم، فجابت المسيرة شوارع طرابلس لاسيما منطقة الميناء، مرّددين هتافات تندّد بما فعلته فرنسا. 

والمشهد لم يختلف جنوباً، فقد نفذ محتجون على الإساءة للنبي محمد، اعتصاما في ساحة النجمة في صيدا، رفعوا خلاله لافتات كتب عليها «إلا رسول الله»، وأخرى تندد بمواقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وبعد كلمة مندّدة، أحرق المعتصمون العلم الفرنسي كـ «رسالة احتجاج وادانة»، ثم انطلقوا بمسيرة جابت شوارع المدينة، رددوا خلالها هتافات النصرة للنبي ورفض التعرض للدين الاسلامي. والصورة تكرّرت في عدد من المناطق.

الموافق المستنكرة

وفي إطار الاستنكار، أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أن «الإساءة لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم الصادرة بين الحين والآخر عن أفراد موتورين يستغلون مفهوم الحرية في بلدانهم تشكل عدوانا مستمرا على جميع المسلمين في العالم، وتستفز مشاعرهم مما يتطلب من المسؤولين في هذه الدول وضع حد نهائي ومعالجة هذا الأمر حتى لا تكون له تداعيات سيئة وخطيرة نرفض الوصول إليها».

وشدّد في بيان، على أن «حرية الرأي والكلمة والتعبير على اختلاف وسائله لا تعني التطاول على عقائد الآخرين ورموزهم وهذا يتطلب إعادة النظر بمفهوم الحرية المطلقة، التي ليس لها حدود، والعودة الى المفاهيم الحقيقية لحرية التعبير».

وإذ أعرب عن خشيته من «تفاقم هذا الأمر وتصاعد وتيرته بحيث يخرج عن سيطرة الحكماء ويؤثر سلبا على التعايش السلمي بين شعوب العالم بأطيافها وانتماءاتها».. ختم: «سيبقى المسلمون في العالم متمسكين بحبهم لنبي الرحمة نور الهدى محمد صلى الله عليه وسلم الشعلة التي لا يخبو ضياؤها، ولا ينضب معينها، مهما حاول الحاقدون حجب نورها الذي سيبقى وهاجا الى يوم الدين.. وعد الله تعالى في القرآن الكريم إنا كفيناك المستهزئين».

الصلح

من جهته، استنكر مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد الصلح «الإصرار الفرنسي واستمرار الهجوم المنظم على مشاعر المسلمين بالإساءة إلى الرموز الدينية ولشخص الرسول محمد»، وقال في بيان: «إن رسل الله وأنبياءه هم صفوة الخلق، وأحبهم إلى الله عز وجل، وأكرمهم عنده، أرسلهم هداية للبشرية ورحمة للناس أجمعين، وإن الإساءة لأي رسول أو نبي هي إساءة لجميع الرسل».

وأضاف: «نحذر من مغبة دعم تلك الإساءات واستمرارها سواء للاديان السماوية كافة أو الرسل من قبل بعض الخطابات السياسية الرسمية التي تشعل روح الكراهية والعداء والعنف. كما أن تبني بعض الأنظمة لهذه الإساءات وعدم محاسبة فاعليها تقوض الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي في إشاعة ثقافة التسامح والسلام بين شعوب العالم ومختلف الأديان».

إمام

بدوره، رفض قائم مقام مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، التهجم على النبي محمد، قائلا في بيان: «فوجىء العالم الإسلامي بموجة جديدة، فرنسية هذه المرة، من التهجم على سيد الناس والرحمة الخالصة، نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم».

أضاف: «نقول: تهجم، وليس إساءة لأنه لا يقدر أي أحد أن يسيء إليه صلى الله عليه وسلم. ونقول موجة جديدة لأنها كمثيلاتها جاءت غربية غريبة ممن يرفعون شعار التحضر والحرية والعلم والمنطق، لتتكسر موجتهم مجددا تحت أقدامه صلى الله عليه وسلم. ونقول سيد الناس لأنه كذلك صلى الله عليه وسلم شاؤوا أم أبوا. ونقول الرحمة الخالصة لأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن مع من خالفه وحاربه وتهجم عليه، إلا القلب المتألم عليهم والعين الدامعة عليهم واليد الحانية عليهم، ولكنهم لا يعلمون».


... ومن صيدا «إلا رسول الله»

ريفي

{ وفي السياق، أصدر اللواء أشرف ريفي بياناً، جاء فيه: «الإساءة إلى النبي محمد مس بشعور جميع المسلمين وجميع الديانات التي لا تقبل استهدافها بمقدساتها. سبق أن تمت الإساءة إلى كل المقدسات الإسلامية والمسيحية، وهذا أمر مرفوض لأنه يتجاوز حرية التعبير التي نتمسك بها جميعاً. إن ما يتم نشره من تحقير يؤجج مشاعر الكراهية والعنف، وبقدر رفضنا واستنكارنا الشديد للتطاول على المقدسات، نرفض وبالقوة نفسها، الرد على الإساءة بالجريمة، فالرد لا يكون إلا بالمزيد من الحوار والحوار، ولا نقصد هنا الحوار بين الأديان لأننا لا نعتبر أن الإساءة وجهت من دين لآخر، ولن يكون ما حصل بإذن الله، شرارة لصراع عبثي، بل يجب أن يشكل مقدمة لبحث عميق ومنفتح وصريح، حول كل المفاهيم التي نؤمن بها كبشر متساوين، وأولها مفهوم حرية التعبير، التي لا تحمى إلا بضمان عدم الإساءة للمقدسات مع تأكيد حرية القول والمعتقد في آن وهذا ممكن ومطلوب».

قبلان

كما استنكر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في بيان، «التعنت الفرنسي الرسمي بنشر رسوم مسيئة للنبي محمد، في موقف غير مسؤول يفتقر الى الحكمة ويغذي العنصرية وينافي كل التعاليم الدينية، ويتماهى مع الفكر الصهيوني الذي يختزن العداء لكل الأديان ورموزها، فالإساءة الى شخصية الرسول الأعظم، عدوان موصوف لا يقبله عقل ولا دين، فضلا عن معارضته حرية الرأي والتعبير التي تقف عند احترام حرية معتقدات الآخرين وتقديس رموزهم».

وحمل السلطات الفرنسية «تداعيات موقفها المستفز الذي نعتبره خطيئة ينبغي التراجع عنها لما تمثله من إساءة لكل المؤمنين من أتباع الديانات السماوية، وانتهاك لقدسية الأنبياء ولا سيما النبي محمد، المبعوث رحمة للعالمين».


حزب الله

{ كما أعرب «حزب الله»، في بيان، عن «رفضه المطلق للموقف الرسمي الفرنسي المتمادي بتشجيع هذا التطاول الخطير بحق نبي الرحمة ورسول السلام»، وعبّر عن أسفه «لعودة هذه الإساءات مجددا وما يرافقها من مشاعر الكراهية للإسلام والمسلمين»، معتبرا أن «ما نشر في فرنسا يمس بمشاعر أكثر من ملياري مسلم، ومن بينهم الجالية الإسلامية والعربية التي تعيش في أوروبا وفرنسا منذ عقود»، وداعيا «السلطات الفرنسية للعودة إلى التعقل والحكمة والاحترام الصريح للأديان والقيم الدينية، والمساهمة الإيجابية في منع خلق المزيد من أسباب التوتر على المستوى الدولي».