عقد رواق الجامع الأزهر، ندوة تحت عنوان «حقوق الطفل في الإسلام»، حاضر فيها د. عبدالمنعم فؤاد، المشرف على الرواق الأزهري، و د. عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، و د. محمد حسن سبتان أستاذ التفسير وعلوم القرآن، ود. عطا السنباطي عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر، وذلك تحت رعاية د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
في بداية الندوة قال الدكتور عبد المنعم فؤاد، إن الإسلام كفل للطفل العديد من الحقوق من قبل أن يولد، فحثّ على الاختيار السليم للزوجة لتتمكّن من رعاية وتنشئة أطفالها بشكل سليم، بدءاً من كونه جنينا في رحم أمه، وبعد الولادة أقرّ حقه في الرضاعة عامين كاملين؛ وذلك من أجل بناء جسمه بشكل صحيّ وسليم، مؤكدا أن الطفل في عين المسلم الحق؛ لا يواجه مخمصة ولا نصب، ولكن رأفة ورحمة، لافتا إلى أن التأديب في الإسلام بعيد كل البُعد عن العنف والتعذيب، ولكنه تأديب تكسوه الرقّة واللين إعمالا بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «من لا يَرحم لا يُرحم».
وفي السياق نفسه، قال الدكتور محمد حسن سبتان، إن الإسلام عندما جاء وجد العرب في الجاهلية يئدون بناتهم، وقال الله – عزّ وجلّ - في هذه الجريمة البشعة في كتابه العزيز {ألا ساء ما يحكمون}، حتى أن أحد المستشرقين علق على ذلك قائلا: «لو لم يكن في حق الطفولة إلا الحفظ من وأد البنات لكفى بذلك فضلا للإسلام».
من جانبه، أكد الدكتور عبد الفتاح العواري، على أن قتل الآباء لأبنائهم إن كان سببه فقر واقع أو فقر فى المستقبل، نقول لهم: أن الله ضمن رزق الأبناء والآباء فقال تعالى {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا}، مشيرا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب أروع الأمثلة في العطف والرأفة بالطفل، مجسّدا معاني عظيمة يجب أن يتعلّمها الناس، وألا يكونوا قساة غلاظا على أبنائهم، ولو أن كل الأسر نهجت هذا النهج السليم، ما رأينا عنفا يعانيه الأطفال قط.
وأشار الدكتور عطا السنباطي، إلى أنَّ الكثير من ممارسات العنف ضد الأطفال يرجع سببها إلى الطلاق، حيث يفتح الطلاق أبوابا للإهمال، تاركا الأطفال عرضة للعنف، ففقدان الطفل لأحد الوالدين قد يجعله مندفعاً وعدوانياً، وانفصال الوالدين قد يجعلهم أقلّ دعماً وحناناً لأطفالهم، وتكون النتيجة سقوط الطفل ضحية لهذة الحياة المفككة، مُعرّضا للضرب والتعذيب وأحيانا القتل.
واعظات الأزهر يعملن للتوعية بحقوق الطفل
من جهة أخرى، قالت الدكتورة إلهام محمد شاهين مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لشؤون الواعظات، إن واعظات الأزهر الشريف قمن بالمشاركة في حملة تستهدف مقاومة العنف ضد الأطفال بعنوان: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا»، وذلك في إطار تنفيذ توجيهات د. أحمد الطيب شيخ الأزهر وتوصياته بالعناية بالطفل ومقاومة العنف ضد الأطفال ودعم الأعمال التي تساعد على إظهار صحيح الإسلام وروح الإسلام السمحة.
وأضافت أن الحملة انطلقت ضمن الفعاليات التوعوية للواعظات في المساجد والمدارس ومراكز الشباب لتوعية الأسر المختلفة في المجتمع بحقوق الصغار وأسلوب وهدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الأطفال والعناية بهم.
ويذكر أن واعظات الأزهر شاركن بمجموعة من المقالات العلمية المتنوّعة حول محور الحملة تم نشرها على موقع مجمع البحوث الإسلامية وكذلك تنشر مقالات فضلا عن بعض وسائل الإعلام الأخرى، حيث تعرّضت تلك المقالات لحقوق الطفل في الإسلام وبيّنت بشاعة الجرائم التي ترتكب بحق الأطفال كاستخدام العنف في التعامل معهم دون وجود حالة من الحوار والنقاش.