أكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، على إنه ليس هناك علاقة بين انتشار الأوبئة وغضب الله على قوم ما، مضيفا أن الله تعالى قال فيما يتعلق بالأوبئة والكوارث وما شابه ذلك: {وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً}، فهي من سنن الله في الكون، ولا ارتباط بينها وبين إسلام وغير إسلام أو توحيد أو شرك أو كفر وإيمان أو طاعة ومعصية، لأن الواقع يشهد بذلك، مثلما حدث في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، من قحط في إحدى السنوات وأمر النبي الصحابة بعدم ادّخار لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام، وكذلك حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم زلزال وارتقى جبل أحد وكان معه بعض الصحابة منهم سيدنا أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فقال مخاطباً الجبل: اثبت فإن عليك نبيا وصديقا وشهيدين.
وقال كريمة: والأمثلة كثيرة على ذلك، فالنبي نفسه قد مرض بالحمى، وفي عهد سيدنا عمر وقع طاعون بالشام، فلم يدخل عمر المنطقة المصابة بالطاعون حتى قال له أبو عبيدة بن الجراح معاتباً أو مستفهما: أتفرّ من قدر الله؟ فقال: نعم أفرّ من قدر الله إلى قدر الله.
وتابع القول: وفي الأزمنة المعاصرة نجد دولاً إسلامية مثل أندونيسيا بها زلازل وبراكين، وهي أكبر بلد إسلامي من جهة عدد السكان، كما أن هناك دولا لا تؤمن بالإسلام وقد تكون شيوعية أو ملحدة ولا تحدث فيها كوارث ولا زلازل، فالأمور لا تحمل أكثر من هذا وهي لا تؤخذ بالعواطف فهناك أسباب ومسببات.
وذكر أن الأزمة الاقتصادية التي حدثت وذكرها القرآن في سورة يوسف أيضًا قائلًا أننا يجب أن نضع الأمور في نصابها الصحيح ولا نلهث وراء العواطف ونقول انهم عصاة وما إلى ذلك، هذا كلام عاطفي وليس أصل من التأصيل الفقهي الإسلامي الصحيح فهذا بلاء أمرنا فيه أن نصبر وأن نتخذ بالأسباب وأن نتقبّل الأمور بموضوعية ومصداقية.
وحول حديث الرسول لا ينزل البلاء إلا بذنب؟ يقول كريمة أنه يؤخذ على محمل التخويف والترهيب فقط وما ماثله، فهو دعوة أن تكفّ الناس عن المعاصي والسيئات، وضرب مثالا على إسرائيل واحتلالها لأراضي فلسطين قائلًا إنه ليس هناك زلازل ولا أوبئة.. فهل هذا يعني أن الله راضٍ عنهم؟
وقال: أما من يتوفى في الأوبئة والكوارث فأمره مفوض إلى الله، إننا لم نطلّع على الغيب ولا نعرف الجزاءات وهذه عظمة الإسلام، فليس لأحد من كان أن يحكم على شخص أو جماعة، فالله تعالى قال: «إنِ الحكم إلا للّه»، وقال في آية أخرى: «إن الله يفصل بينهم»، فإذا توفي المسلم في وباء أو مثل ذلك، فهو من شهداء الآخرة حسب الحديث، يقول كريمة، وشهداء الآخرة يغسلون ويكفنون ويصلّى عليهم، ومنهم المبطون الذي مات بمرض، والغريق، والذي يموت تحت الهدم وغيره، «وهذا دون أن ننتقص الآخرين، فنحن لسنا حكاماً ولا أوصياء على الناس».