نظم المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، الأحد الفائت، المؤتمر الافتراضي «مبادرات تصحيح صورة المرأة المسلمة في الإعلام»، بمشاركة نخبة من النساء المسلمات الرائدات من مختلف دول العالم، اللواتي بحثن سبل تعزيز دور المرأة وتمكينها في المجتمع وتفعيل المبادرات التي تساهم في تنمية المجتمع وتطويره واستقراره من خلالهن، وذلك تمام الساعة 9 صباحاً بتوقيت غرينيتش، على تطبيق زووم ومواقع التواصل الاجتماعي للمجلس.
النعيمي
وفي كلمته الافتتاحية للمؤتمر، قال الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، إن المرأة المسلمة، عبر التاريخ، لم تحظَ بالصورة التي تستحقها أو بالتغطية التي تعبّر عن دورها الحقيقي في المجتمع، مؤكداً في الوقت ذاته أن التاريخ الإسلامي يزخر بإنجازات نساء مسلمات عالمات في مجال العلم الشرعي والعلوم الأخرى، إلا أننا نعاني من خطاب يذكر المرأة من باب المظلومية والمقارنة مع الرجل، وهذا ظلمٌ لها وهضمٌ لإنجازاتها وأدوارها.
وشدد على ضرورة الاهتمام بحملات التوعية لإبراز إنجازات المرأة بشكل عام، وليس المرأة المسلمة فقط، معبّراً عن ذلك بمثال عن الفائزات بجائزة نوبل اللواتي يعتبرن نموذجاً للمرأة عموماً وللمرأة المسلمة خصوصاً، مؤكداً أنه لا يوجد ما يعيق المرأة المسلمة أن تتميّز وتقتدي بتلك الفائزات وتقديم إنجازات تفتخر بها هي ومجتمعها.
ودعا النعيمي إلى إبراز أدوار النساء الناجحات في المجتمعات المسلمة، وكذلك خلق مبادرات لتكوين قاعدة بيانات عن المرأة المسلمة في كل مكان وقطاع لتكون النموذج للأجيال القادمة، وبالتالي فتح آفاق جديدة للمرأة المسلمة التي تساهم بشكل خلّاق في بناء المجتمعات وتنميتها وتطويرها.
البشاري
وقال الدكتور محمد البشاري، إن المرأة المسلمة من الشرائح التي شُوّهت صورتها خدمةً لنظرية الاحتدام بغرض تحميل المسلمين أخطاء الماضي والجماعات المتطرفة، كما عانت المرأة من القراءة الذكورية من أجل تكريس الصورة النمطية والدونية عنها، فضلاً عن الممارسات السلبية وجرائم الشرف ضد المرأة والتي كرّستها المسلسلات التلفزيونية والمقولات والصور السلبية ضد المرأة الشرقية.
ودعا إلى العمل على تصحيح الوعي بالخطاب الديني والنظام القبلي، وتعزيز دور المرأة ومكانتها، وتكثيف العمل على مراجعة الصور النمطية، وتصحيح صورة المرأة في المناهج الدراسية، فضلاً عن ضرورة إعداد دليل لأفضل الممارسات لتمكين المرأة، وتفعيل مبادرات الحوار لمصلحة المرأة.
وكانت جلسات المؤتمر قد بدأت بإدارة الأستاذة السيدة فلافيا مارتينيلي دي ميديروس، خبير قانوني مساعد في قانون الضرائب ومحلل العقود في مكاتب النائب العام في البرازيل، حيث قدمت ورقة علمية بعنوان (هل قانون التمييز على أساس ديني قادر أن يكفّ عن التناول الإعلامي السلبي لصورة المرأة المسلمة؟)، حيث دعت فيها لاستغلال الفرصة لمشاركة المرأة الفاعلة في الأنشطة والخدمة المجتمعية بهدف الإسهام في تكوينها وتمكينها وتغيير الصورة السلبية عنها في المجتمع والإعلام، وبالتالي تعزيز التسامح والاحترام والقيم في المجتمع.