بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 آب 2019 12:01ص دردشة على الهاتف مع سفيرة السلام سهام صعب خضر

سهام صعب خضر سهام صعب خضر
حجم الخط
هي إمرأة عصامية، كتلة من الحيوية و النشاط، مثَّلت المرأة الدرزية واللبنانية خير تمثيل في عدّة مؤتمرات، وقلّدت وسام المرأة العربية في البحر المتوسط عام 2016.

أسّست وتسلّمت رئاسة أكثر من مؤسسة وجمعية إنسانية. وما زالت تشارك النّاس همومها، وتنشط في العمل الإنساني منذ 54 عاماً.

حول بدايتها في العمل الإجتماعي والإنساني تقول السيدة سهام صعب خضر:

- عام 1961 كنت في مقتبل العمر، وكان شغفي ينصب حول تنسيق الأزهار والحدائق العالمية واليابانية. فانتسبت إلى الجمعية المسيحية للشابات وتعلّمت هذا الفن على مدى سنتين ثم شاركت ضمن اللجنة الوطنية في معارض الازهار الدولية في الأعوام 1963 -64 و65 وبقيت مع اللجنة لمدة 13 سنة، ثم وقعت الحرب الأهلية في السبعينات ولاحظت أن هناك فرقاء وكل يعمل وحده لطائفته، لذلك توجّهت إلى دار الطائفة الدرزية، وبدأت الاهتمام برعاية المهجرين وما يحيط بهم من هموم وشجون.

وكُلّفت بمسؤولية التواصل مع اللجان الأجنبية التي كانت تعمل على الأراضي اللبنانية وعددها 32 مؤسسة، تقدّم الدعم والمساعدات الطبية والإعانات والتمويل إلى حوالى 16 أو 17 ألف مُهَجَّر. وكان يعمل معي زمرة من الشباب الطيبين، وفي التسعينات بعد دخول إسرائيل لبنان، عشت معاناة الجبل بالشوف وببعقلين، فتجنّدت مع الأخوة والأصدقاء للعمل على تخفيف وطأة الحرب عن الأهالي قدر المستطاع.

{ كيف حصلت على لقب سفيرة السلام في العالم؟

- بحكم مسؤوليتي تعرّفت على كثير من الشخصيات والمسؤولين والسفراء في منظمة الأمم المتحدة، وأخصّ بالذكر الأخت مورين المسؤولة الكبرى في أعلى مركز بالمنظمة لجهة الإعانات على الأرض. وبالتالي رشّحتني لنيل لقب سفيرة سلام ضمن جمعية السلام الدولية في العالم.

{ ما هي مهام سفير السلام؟

- من أولى مهاماتها زيارة المدارس والجامعات والهيئات الفاعلة، نشر التوعية على السلام العالمي والمحبة والتسامح في قلوب الصغار كما الكبار.

{ هل يُمكن التعامل مع السلام وروحيته ولدينا أرض محتلة؟

- عند وجود إرادة السلام تُنفى الكيدية في التعامل السياسي. كنّا عندما نشارك لجنة السلام الدولية في العالم اجتماعاتها ومؤتمراتها الدولية، نتحدث عن السلام مع كل الأقطاب، ولا نتعاطى مع الإسرائيليين أعداء الوطن. همّنا نشر روحية السلام العالمي.

{ كيف تمكّنت من تأسيس أكثر من مركز رعائي؟

- عند وجود النيّة الصادقة والعمل الجاد يوفّر رب العالمين الأسباب ويسهّل الأمر.

وقد تمكّنت من تأسيس «مستوصف الرعاية الصحية الأولية لبيت بعقلين»، بمساعدة كبيرة من الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة نائب رئيس الوليد بن طلال. و هو حالياً يعالج الأطفال وكبار السن على مدار السنة دون شرط أو تحديد، والمعالجة مجانية للسوريين، ويرحّب بالجميع، أبناء الشوف والمناطق المحيطة من كل الأطياف والملل وبأسعار رمزية حسب قوانين وزارة الصحة.

يستقطب المركز حوالى 8 آلاف مريض، ويضمُّ 25 طبيباً مناوباً، ويعالج كافة الأمراض. وقد حصل على عدّة تنويهات من وزارة الصحة واللجان الأجنبية التي قامت بزيارته.

ومن المفارقات الإنسانية الرائعة أن أحد أبناء البلدة الخيّرين زار المركز، وكنت آنذاك رئيسة «جمعية سيدات بيت بعقلين». وفوجئت به يسلّمني شيكاً بقيمة 150 ألف دولار متمنياً عليَِّ أن أسعى لتأسيس مؤسسة إنسانية بإسم والديه، الشاب هو المهندس د. حسن الغصيني، وفعلاً وبعد أن قدّمت «جمعية بيت بعقلين» برئاسة العميد د. سليم أبو إسماعيل، المكان أنشأنا بخلال ستة أشهر «مركز نهاد ونور الغصيني» لذوي الهمم والاحتياجات الخاصة، ولدى زيارته للمركز قدّم لي شيكاً آخر بقيمة 40 ألف دولار لتجهيزه بالاحتياجات الضرورية، والآن نحن نعمل فيه منذ ثلاث سنوات.

{ لم ينل التقدّم بالعمر من نشاطك وطموحك؟

- الحمد للّه، أنا حالياً عضو عامل منذ 26 سنة في جمعية «بيت بعقلين»، ولجنة «بيت اليتيم الدرزي» التي ترأسها الأميرة خولة أرسلان. كما أنني عضو في «بيروت متروبوليتان كلوب» الليونزي منذ 33 سنة وتدرّجت فيه بجميع المراكز. وأحد الأعضاء المؤسّسين لجمعية «سيدات الصداقة» التي تُعنى بالتعليم المهني للطلاب منذ 33 عاماً.

ناهيك عن مساعدتي لباقي المؤسسات التي تعمل على الأرض وبينها مؤسسات ثقافية وإنسانية واجتماعية، كذلك أنا مع مهى شلبي ومشروعها في المحافظة على تراث صور والبلاد البونية المندثرة منذ أيام الفينيقيين.

{ كلمة أخيرة؟

- شكراً لـ «اللواء» التي أضاءت علي جهودي، وأتمنى أن يمنّ الله عليّ بالصحة وطول العمر لأكمل المسيرة، مع فريق من أهالي بعقلين، والسيدة وفاء الأعور المصري، لإنشاء نادي لكبار السن، حيث قدّم أحد الشباب أرضاً كبيرة لبناء المشروع الذي يهدف إلى الترفيه عن المسنين. كما أننا بصدد إنشاء ملاعب للأطفال في جانب من الأرض.

وأرجو من صديقاتي السيدات اللواتي يتابعن المسيرة معي، أن يدعمن المراكز التي أسّستها بأفكار جديدة لتغطية وتلبية المتطلّبات التي تحتاجها المنطقة وأهاليها.



حاورتها: هيفاء جارودي