تواصلت الليالي العاشورائية في يومها التاسع، وجمعت مجالسها العائلة اللبنانية بكل أطيافها، ورأت أنّ التحديات التي تُحدِق بلبنان لا يمكن مواجهتها إلا بالوحدة، وترك الخلافات الشخصية جانباً، مشدّدة على أنّه ما دامت العقلية الفئوية والطائفية تسيطر على تفكيرنا فلن نستطيع بناء وطن، فالمحاسبة أهم ركائز الدولة.
{ وفي هذا الإطار، اختتم رئيس مجلس النواب نبيه بري المجالس العاشورائية التي اقامها في قاعة أدهم خنجر في دارته بالمصيلح، بمجلس عزاء، حضره: رئيس المكتب السياسي لحركة «أمل» جميل حايك ممثلا الرئيس بري، وزير الزراعة حسن اللقيس، الوزير السابق فوزي صلوخ، مفتي صور وجبل عامل المسؤول الثقافي المركزي في الحركة المفتي الشيخ حسن عبدالله، قائد منطقة الجنوب في قوى اﻻمن الداخلي العميد غسان شمس الدين على رأس من ضباط قوى اﻹمن الداخلي، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة محمد صالح، قيادات امنية عدد من الشخصيات، رئيسا اتحاد بلديات ساحل الزهراني وصور علي مطر وحسن دبوق.
المجلس الذي استُهل بآي من الذكر الحكيم للمقرئ السيد حسين موسى، قدّم له عضو المكتب السياسي للحركة محمد غزال، بعدها إلقى المفتي الشيخ عبدالله كلمة تحدث في مستهلها عن اهداف الثورة الحسينية، ﻻفتا الى ان الرقابة والمحاسبة والقانون تشكل ركائز في ثبات الدولة، داعيا الى اﻻقتداء بالسلوك الذي قارب فيه اﻻمام الصدر لثورة اﻻمام الحسين، والتي تقوم على اللحمة الوطنية وعلى وحدة المسلمين ووحدة اللبنانيين مسلمين ومسيحيين .
وقال المفتي عبد الله: «ﻻبد من من الوصول الى نظام سياسي عادل وﻻ بد من تفعيل العمل الرقابي ومحاسبة الفاسدين وﻻيجوز حماية الفاسد تحت اي شعار والمطلوب عدم استغلال الطائفية والطوائف لتحصين وتحصيل مكاسب سياسية ونؤكد على ان المدخل الوحيد للعبور الى الدولة العادلة هو الغاء الطائفية السياسية..»، واختتم المجلس بالسيرة الحسينية.
{ كما اختتمت السيدة رندى عاصي بري المناسبة العاشورائية بمجلس عزاء اقامته في دارتها في المصيلح، حضره مسؤوﻻت من مكتب شؤون المرأة في حركة امل، وعقيلات عدد من النواب والوزراء، ووفود نسائية.
المجلس الشيعي
{ وفي مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى - قاعة الوحدة الوطنية، جرى إحياء الليلة التاسعة من محرم بحضور حشد من علماء الدين وشخصيات، برعاية وحضور رئيس المجلس الشيخ عبد الأمير قبلان، والقى رئيس المحاكم الحعفرية العليا الشيخ محمد كنعان كلمة قال فيها: وما زال أبو عبد الله الحسين عليه السلام يُصارف هذه الأمة ذهباً بما دونه من فضّة بل حصى بل تراب، ولا محل في قاموس نهضته لاستشعار غبن أو غشّ، لأن الحسين عليه السلام كان ولما يزل حمّال لغة السماء».
أضاف: «لقد أدخلت الصدمات تلك الأمة في أمرين خطيرين، الأول: الشلل النفسي حيث فقدت القدرة على الفعل وجلست في موقع المتلقّي تاركة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد عبّر عن ذلك عمار بن ياسر في وداع أبي ذرّ إلى منفاه الأخير الذي لم يودعه إلا القلّة القليلة، .. والثاني: الإزدواجية في التعاطي والتي تستبطن النفاق حتماً»، وفي الختام تلا السيد نصرات قشاقش السيرة الحسينية، وموسى الغول زيارة الامام الحسين.
عاشوراء في المناطق
{ فمن النبطية، أفاد مراسل «اللواء» سامر وهبي أنّ مدينة النبطية ومنطقتها أحيت مراسم اليوم التاسع من محرم «تاسوعاء» بمسيرة حسينية حاشدة انطلقت من أمام باحة النادي الحسيني في المدينة، والتي نظمها النادي الحسيني ولجنة عاشوراء باشراف امام النبطية الشيخ عبد الحسين صادق يتقدمها: الشيخ صادق، والنواب: محمد رعد ، هاني قبيسي و ياسين جابر، رئيس مكتب مخابرات الجيش في النبطية العقيد الركن علي اسماعيل، قائد سرية درك النبطية العقيد توفيق نصرالله، المدير الاقليمي لامن الدولة في النبطية الرائد طالب فرحات، رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل، وفود حزبية من: حركة «أمل»، «حزب الله» ، «البعث العربي الاشتراكي»، علماء دين وشخصيات.
{ وفي قرية زيتون الكسروانية ألقى العلامة السيد علي فضل الله كلمة في المجلس العاشورائي الذي اقيم في حسينية عيسى ابن مريم، في حضور القاضي الشيخ يوسف عمرو، رئيس بلدية المعيصرة زهير عمرو، المختار عدي عمرو، إمام بلدة زيتون الشيخ محمد حيدر، بسام الهاشم وحشد من الأهالي.
بداية، أشاد الشيخ محمد حيدر بمدرسة الوعي التي أسَّسها المرجع السيد محمد حسين فضل الله، واعتير فضل الله: «أننا عندما نستعيد عاشوراء، فإننا لا نستعيد هذا التاريخ لنهرب من واقعنا أو لنتغنى بالماضي، بل نستند إليه لصناعة الحاضر والمستقبل».
أضاف: «ما دامت العقلية الفئوية والطائفية والمذهبية والمناطقية تسيطر على تفكيرنا، وتحركنا الانفعالات والعصبيات والغرائز، ويعيش كل مذهب أو طائفة في إطارهما الخاص، فلن نستطيع بناء وطن».
{ وفي بعلبك، أفاد مراسل «اللواء» محمد أبو إسبر بأنّ حركة «أمل» في بعلبك أحيت ذكرى عاشوراء بمسيرة حاشدة، ومهرجان حضره: النائب غازي زعيتر، راعي أبرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، نائب رئيس الحركة هيثم جمعة، رئيس الهيئة التنفيذية مصطفى الفوعاني، نائب مدير مخابرات الجيش اللبناني العميد علي شريف، رئيس دائرة أمن عام بعلبك الهرمل المقدم غياث زعيتر، رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق، رئيس اتحاد بلديات بعلبك حمد حسن، ورؤساء بلديات قرى المنطقة، وشخصيات.
وبعد كلمة تعريف للمسؤول الإعلامي للحركة في إقليم البقاع حمزة شرف، تحدث الفوعاني باسم قيادة أمل فرأى ان الرئيس نبيه بري أراد أن تتحول كربلاء إلى ساحة مواجهة للمشروع الصهيوني يوم اعتبر أن مقاومتنا للعدو الصهيوني هي استمرار لمعركة الإمام الحسين».