صيدا – سامر زعيتر:
تواصل الحراك الطلابي في عاصمة الجنوب، مدينة صيدا، حيث استهل نشاطه بتظاهرات قادها الطلاب باتجاه عدد من المرافق في المدينة بهدف إقفالها للضغط من اجل تحقيق مطالب الحراك والإسراع في تشكيل حكومة وطنية انتقالية.
ونفّذت مجموعة من المحتجين، ومن الطلاب وقفة احتجاجية أمام مصرف لبنان في صيدا تحت عنوان «الغلا اكلنا»، وفي كليات الجامعة اللبنانية، رفع المشاركون لافتات تدعو لمواصلة الحراك وتحقيق المطالب، فيما حصل تلاسن بين طلاب الجامعة بين مؤيد ومعارض للحراك.
وتوجّهت مجموعة من الطلاب باتجاه مبنى «أوجيرو» وشركة الكهرباء، وعدد من المصارف وعمدوا الى إقفالها، كذلك أجبر المحتجون العاملين في «نقابة المهندسين» في صيدا على التوقف عن العمل.
وشهد تقاطع حسام الدين الحريري «إيليا» حضوراً لطلاب ومعلمي عدد من المدارس والمعاهد والجامعات، الذين حملوا الاعلام اللبنانية ولافتات تطالب بحقوقهم، فيما أطلق سائقو السيارات العنان لأبواق سياراتهم إستجابة للافتات التي حملها الطلاب «إذا كنت مع الثورة.. زمر».
وأطلق العديد من المواطنين شكوى من ارتفاع الأسعار، وخصوصاً إشتراكات الولدات الكهربائية، فطالبوا بوضع حد لبعض أصحاب المولدات للتوقف عن رفع التسعيرة دون الرجوع الى التسعيرة الرسمية لوزارة الاقتصاد، حيث تداخلت الاسعار ببعضها لاسيما وان كثيرا من المواطنين لم يمارسوا اعمالهم في ظل تردي الاوضاع الاقتصادية، فعاد الامر بهم إلى فوضى كما كان منذ سنوات، داعين البلديات ووزارة الاقتصاد والاجهزة الامنية إلى ملاحقة اصحاب المولدات ووضع حد لهم.
المفتي سوسان
وفي المواقف الداعمة، توجه مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان بـ «التحية للشباب المتواجدين في الساحات الوطنية لوقفتهم الصابرة المتطلعة الى وطن واحد موحد تسوده الحرية وتحكمه العدالة والحقوق والمساواة بين الناس بدون تمييز او تفريق بسبب مذهب او طائفة او منطقة او وساطة او وزعيم. لم يعد من المستطاع السكوت على هذا الفساد والافساد والمحاصصة والتسويات على حساب المواطنين العاديين، وقد انعدمت الثقة بين المواطن وبين دولته وسقط هذا النظام الطائفي الذي اعتمد على تقسيم وتوزيع المصالح والغنائم على النافذين من اهل السياسة والمواقع في هذا النظام الطائفي المذهبي البغيض».
وقال: «نحن مع شبابنا في وقفتهم الوطنية، مع هذا الحراك الشعبي الوطني المحق من اجل غد افضل وهنا ينبغي ان نحرص على وحدتنا الوطنية وعلى عيشنا المشترك بعيدا عن الفتن الطائفية والمذهبية التي تدمر وتخرب ولا تعمر، نحيي الشباب في مطالبهم الاجتماعية والسياسية والمعيشية ونواكب هذه الانتفاضة الوطنية المباركة فالناس قد جاعت وهي مأزومة من هذا النظام الفاسد وتحية للحيش اللبناني الوطني لتحليه بالحكمة في تعامله مع المتظاهرين، فلعل هذا الوطن يولد من رحم المعاناة والبطولة والرجولة ومن ساحاته وطنا يحمل معاني الحق والعدالة وقيم الحرية والمساواة لأبنائه المخلصين الأبرار.
المطران الراعي
من ناحيته، اعتبر راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد «أنه وقد بلغت الثورة طلاب لبنان فلا خوف على مستقبله».
ووجه تحية الى الطلاب بالقول: ثورة وأية ثورة. إنها لبنانية بامتياز. شعب يثور، وأثبت أنه وإن أمهل فلا يهمل.اليوم إذ بلغت الثورة طلابنا فلن أعود خائفاً على مستقبل لبنان.
وقال: الثورة على الفساد هي فصل جديد يضمّه طلابنا إلى كتاب التربية المدنية وكتاب التاريخ. صفحات جديدة تؤلّف جهاز مراقبة على أداء الحكام تتخطى الأنظمة الرئاسية والبرلمانية وسواها: إنه الشعب، فإلى الأمام يا طلابنا الأعزاء، نحن معكم في حملة النظافة والأخلاق والعلم والفضيلة والإيمان، ألا بارك الله خطاكم.