بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 تشرين الثاني 2019 12:02ص صيدا: الطلاب فرضوا حضورهم ومعادلة باسيل - الحريري تُشعل الشارع

طلاب المدارس يحشدون للحراك الشعبي في ساحات صيدا طلاب المدارس يحشدون للحراك الشعبي في ساحات صيدا
حجم الخط
صيدا – سامر زعيتر:

استجابة لدعوات مندوبي ​طلاب المدارس​ الخاصة والرسمية في عاصمة الجنوب، مدينة صيدا، بإعلان الاضراب العام في جميع المدارس الى يوم الأحد، واصل طلاب المدينة لليوم الثالث على التوالي تحركاتهم الإحتجاجية للضغط من أجل تأليف ​حكومة​ وطنية انتقالية تلبي مطالب الحراك الشعبي.

وخرج طلاب معظم المدارس الرسمية والخاصة، لا سيما من المرحلة الثانوية في مدينة صيدا بتظاهرات حاشدة توزعت على العديد من الشوارع والساحات الرئيسية، فيما استمرت الدروس للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة في المدارس ضمن دوام استثنائي.

وشهدت كافة المؤسسات التربوية في المدينة حالة من الارباك في مواجهة طلابها ومعلميها، حيث أبلغ بعضها الأهالي الطلاب الراغبين في المشاركة في التظاهرات بعدم إرسالهم الى المدرسة رفعاً للمسؤولية. 

شل المرافق والمؤسسات

وشل الحراك المطلبي معظم المرافق في المدينة، فمنذ ساعات الصباح الأولى بدأ الطلاب بإغلاق بعض المصالح والمؤسسات الرسمية، وكان اللافت، تجمع عدد من المحتجين أمام مصلحة تسجيل السيارات في النافعة للمرة الأولى منذ بداية التحركات المطلبية، حيث جابت تظاهرة مشتركة للحراك والطلاب شوارع المدينة وعملوا على اغلاق عدد من المصارف والمؤسسات في شارع رياض الصلح والسوق التجاري ومكاتب «ليبان بوست»، إضافة إلى «مؤسسة كهرباء لبنان» وسنترال المدينة، وذلك وسط انتشار كثيف للجيش وقوى الأمن الداخلي.

وجاءت انطلاقة الطلاب من أمام مدارسهم ومنازلهم باتجاه كليات ومعاهد «الجامعة اللبنانية» التي انضم طلابها إليهم، حيث جرى إغلاق فروع بعض الجامعات الخاصة، لينطلق طلاب «الجامعة اللبنانية» وجامعات «LIU» و«AUST» و«اليسوعية» بتظاهرة حاشدة بمشاركة طلاب المدارس باتجاه تقاطع حسام الدين الحريري «إيليا»، رفضا لقرار معاودة الدراسة ودعما لمطالب الحراك وحقوقهم كطلاب، حيث نفذ مئات الطلاب والمعلمين اعتصاما هو الأول من نوعه وحجمه منذ بدء الحراك امام سراي صيدا الحكومي، رافعين لافتة كتب عليها عبارة «الثورة شهادتها أحلى».

ثم إلتحق المحتجون بساحة تقاطع «إيليا» الذي اغلقت مساربه الأربعة بفعل الحشود المشاركة، حيث ألقى الطالب أحمد خليل كلمة باسم الطلاب اكد فيها على دعم الحراك الشعبي لتحقيق المطالب، داعياً بإسم طلاب «كلية التكنولوجيا» في «الجامعة اللبنانية» بإدخال حملة الماجستير في الهندسة إلى نقابة المهندسين، الغاء القرار المجحف الصادر عن وزارة التربية والتعليم العالي تاريخ 7 آب 2019 والذي يطيح بسنة دراسية كاملة ويلزم الطلاب بـ 6 سنوات للحصول على شهادة الهندسة بدلاً من 5 سنوات المعمول به منذ نشأة الكلية عام 1997.

كما احتشدت ساحة «إيليا» بمئات السيدات والفتيات اللواتي حملن الشموع، تحت شعار «ثوري فالثورة أنثى»، للتأكيد على حقوق المرأة بإعطاء الجنسية لأولادها ومساواتها في الحقوق الوظيفية واقرار قوانين تحميها من التعنيف، وإنضم إلى الحراك عريسان شاركا بالنشاطات الثورية في ساحة «ايليا»، وسط مباركة المشاركين في الإعتصام.

سعد

وفي المواقف السياسية، رأى الأمين العام لـ «التنظيم الشعبي الناصري» النائب الدكتور أسامة سعد أن «من أولى انجازات الانتفاضة في لبنان أنها جمّعت الناس وحطمت القيود التي فرضها الحكام على اللبنانيين وهم من كان همهم تقاسم المكاسسب وسرقة أموال الشعب وربط كل مجموعة من الشعب اللبناني تحت اطار مذهبي، واستغلال الناس بحقوقهم من تعليم ووظائف وصحة وغيرها».

وختم سعد: إن المقاومة في لبنان في دائرة الاستهداف كانت ولا تزال من قبل الانظمة الرجعية العربية وأطراف خارجية وأطراف لبنانية وسيبقى هذا الاستهداف، وان الاستهداف عبر الانتفاضة لا يشكل حالة أساسية اذا كان موجودا، وهناك أطراف داخل الحكومة اللبنانية وهم شركاء مع حزب الله في الحكومة يستهدفون المقاومة ويطعنونها بالظهر وليست هذه الانتفاضة الوطنية من يطعن المقاومة. وأننا كنا ولا زلنا مع خيار المقاومة حتى ولو لم نملك سوى «سكين المطبخ، وما نطرحه من حل هو الحل الأنسب وهو الحل الوطني والسياسي والسلمي لمصلحة كل المكونات اللبنانية ولمصلحة الخيارات الوطنية بما فيها خيار المقاومة.

الجماعة الإسلامية

من ناحيته، رأى نائب رئيس المكتب السياسي لـ «الجماعة الإسلامية» الدكتور بسام حمّود أنّ «ما يحصل على أرض الواقع من تطور لآليات عمل الحراك هو دليل ايجابي حيث بات هذا الحراك يُبدع بأشكال تحركاته في سبيل الضغط على السلطة للرضوخ إلى مطالبه المحقة، مشيراً إلى أنّه حتى الآن ما زالت القوى السياسية تعيش بنفس العقلية والأسلوب السابق لانطلاق هذه الإنتفاضة، وهذا ما يؤكد أنّ السطلة حتى اليوم ما زالت تعيش في واد والشارع بواد آخر.»

وحول معادلة باسيل مقابل الحريري، قال: إنّ هذا الأسلوب إن استمر فإنّه يؤدي إلى اشعال الشارع أكثر بكثير، لأنّ الشارع اللبناني وفق حمّود «بات يشعر بنوع من الإستخفاف من قبل السلطة تجاه تحركاته، مشيراً إلى أنّ السلطة لا تدرك حتى الآن أنّ ما يحصل في لبنان اليوم يختلف كلياً عن سابقاته».


الطلاب يقودون التحرّكات المطلبية في صيدا


عروسان يشاركان المحتجين عند تقاطع «إيليا» في صيدا