بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 تشرين الأول 2019 12:12ص صيدا: المُعتصمون عادوا إلى حراكهم ليلاً.. «المستقبل»: إستقالة الحريري أنهت «التسوية»

المُعتصمون عادوا إلى تقاطع إيليا ليلاً المُعتصمون عادوا إلى تقاطع إيليا ليلاً
حجم الخط
صيدا - سامر زعيتر:

تلبية للدعوات التي وُجِّهَتْ في عدّة مناطق لبنانية لمواصلة قطع الطُرُقات، وصولاً حتى تنفيذ باقي مطالب الحراك الشعبي، استجاب المعتصمون في عاصمة الجنوب، مدينة صيدا للنداء، وعادوا إلى قطع الطريق، عند تقاطع حسام الدين الحريري «إيليا»، ليتوافد المئات إلى المنطقة، رافعين العلم اللبناني، ومُرددين هتافاتهم الأولى المُطالبة بحقوقهم المهدورة، وسط انتشار كثيف لوحدات من الجيش اللبناني، فيما أعلنت مدارس المدينة عن إغلاق أبوابها اليوم (الخميس) بعدما كانت أعلنت في وقت سابق عن فتحها. وعلى الأثر، أجرى مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان اتصالا هاتفياً برئيس مكتب مخابرات الجيش في صيدا العقيد سعيد مشموشي، وتشاور معه في أوضاع المدينة، في ظل الحراك المستمر. 

وأكد المفتي سوسان على ضرورة التعاطي مع هذا الحراك بحكمة عالية، لأن المتظاهرين يعبّرون سلمياً عن مطالب محقة، مؤكداً الحرص على الجيش اللبناني، وعلى حرية التعبير السلمي.

فتح الطرق نهاراً

هذا، وكان المُعتصمون قد فتحوا طرقات المدينة نهاراً، وعمدوا إلى إزالة الخيم في الاعتصام المركزي عند تقاطع حسام الدين الحريري «إيليا» مع الإبقاء على مظاهر الاعتصام، بنقله الى الأرصفة والساحة الوسطية - حديقة محمد الناتوت (أبو مازن)، لافتين إلى أن «ما قبل 17 تشرين ليس كما بعده وإنهم جاهزون وسيبقون بانتظار تشكيل حكومة تلبي طموحاتهم وإلا فالعودة الى قطع الطريق».

وكان قد سُجِّلَ انقسام بين المعتصمين، ففي الوقت الذي أيّد بعضهم فتح الطريق رفض آخرون الخروج من الساحة، إلا أنّ الجيش والقوى الأمنية توصلوا الى اتفاق أفضى الى فتح الطرقات.

إلى ذلك، شهدت شوارع صيدا الرئيسية والفرعية صباحاً حركة سير طبيعية باستثناء ساحة الاعتصام عند تقاطع حسام الدين الحريري، التي أعيد فتحها لاحقاً، فيما فتحت الإدارات والمؤسسات الرسمية في سراي صيدا الحكومي أبوابها لاستقبال معاملات المواطنين، كما عادت الحركة التجارية إلى المحال في السوق التجارية في المدينة، بينما واصلت المصارف والمدارس والجامعات والمعاهد إقفال أبوابها. وكان الجيش اللبناني قد أصدر بياناً دعا فيه المتظاهرين إلى المبادرة لفتح ما تبقَّى من طرق مقفلة لإعادة الحياة إلى طبيعتها ووصل جميع المناطق بعضها ببعض تنفيذاً للقانون والنظام العام، مع التأكيد على حق التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي.

بالتزامن، أوقفت دورية من المديرية الاقليمية في أمن الدولة في منطقة حارة صيدا اللبناني «خليل ز.» على أثر إقدامه على شهر سكين على المارة، ولدى محاولة توقيفه قام المذكور بالتهجم على عناصر الدورية، حيث تم اقتياده إلى مركز المديرية الإقليمية ليتبين أنه يتعاطى حبوباً مخدرة، فتقرر بناء لإشارة مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية إحالته إلى مكتب مكافحة المخدرات في الجنوب.


الجيش خلال فتح الطريق عند تقاطع حسام الدين الحريري «إيليا» في صيدا



سعد

وفي المواقف السياسية، رأى النائب أسامة سعد أن «لبنان أمام مرحلة انتقالية وهي تعبير عن رأي الشعب اللبناني وعلى الحكومة التي استقالت أن تُسلّم بهذا الواقع الجديد وأن تقبل بالحكومة الانتقالية على أن يكون الحراك جاهزا للمراقبة، والمطلوب انتخابات على أساس قانون متفق عليه، وأدانت الطبقة السياسية وتحميلها مسؤولية الانهيار المالي والاقتصادي وتداعياته على الأسر اللبنانية، فهؤلاء الشباب الذين خرجوا إلى الطرقات، لا يريدون حلاً تقليدياً، بل يجب تموضعهم في السلطة لبناء دولة عصرية، تعبر عن إرادة الشعب اللبناني الذي لا يريد فقط استبدال حكومة بأخرى، بل استبدال السياسة الحالية بسياسات أفضل، واستقلال القضاء لملاحقة الفساد بعيداً عن نفوذ السلطة السياسية، مع جهوزية الحراك وممثلي المتظاهرين لمراقبة هذا الوضع». وأضاف: «المطلوب العبور من الواقع المأزوم إلى واقع جديد، والمسألة ليست قبول أشخاص جدد مقابل آخرين، بل الانتقال إلى حياة سياسية سليمة لتحقيق الإنجازات ورسم مستقبل أفضل لبناء دولة عصرية تشبه شباب الحراك المطلبي».

المفتي سوسان

من جهته، استقبل المفتي سوسان في مكتبه بـ «دار الإفتاء» في المدينة، وفداً من منسقية «تيار المستقبل» في الجنوب، تقدّمه منسّق عام الجنوب الدكتور ناصر حمود، ومنسق صيدا أمين الحريري وضم أعضاء مكتب المنسقية: محيي الدين النوام ومازن صباغ وهشام القطب بحضور مستشار أمين عام التيار أحمد الحريري «رمزي مرجان».

وجرى خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة والمستجدات على الساحة الداخلية في ضوء تقديم الرئيس سعد الحريري لاستقالة حكومته وما سبق ذلك ورافقه من تحركات ومطالب شعبية والتطرق إلى  الشأن الصيداوي.  

وإثر اللقاء قال المفتي سوسان: «استمعنا من الإخوة في «تيار المستقبل» الى وجهة نظرهم بعد استقالة الرئيس سعد الحريري وما يدور من اهتمام حقيقي بقضايا الناس وشؤونهم، ونحن منذ اليوم الأول قلنا ونقول اننا حريصون على ابعاد الفتن الطائفية والمذهبية عن المجتمع اللبناني وان يتساوى كل الناس في الحقوق والواجبات أمام القانون، هذا موقف ثابت لدار الفتوى، إنها تقف بوجه كل الفتن المذهبية والطائفية وترفضها وتعمل من اجل أبطالها، لا شك أننا وصلنا الى مرحلة من انعدام الثقة بين المواطن والدولة بسبب هذا النظام الطائفي، نظام الهدر والفساد والمحاصصة والناس مأزومة وموجوعة، لذلك انفجر هذا الحراك الشعبي نتيجة هذه المعاناة، ونحن نؤكد أننا لن نتخلى عن شعبنا ومصلحته وعن لبنان ومصلحته».

وحول استقالة الرئيس الحريري قال: «لقد اثبت الرئيس سعد الحريري انه حريص كل الحرص على لبنان ومصلحة لبنان، ونعتبر ان الاستقالة شكلت بمثابة «صدمة» لعل القائمين على هذا النظام يعودون الى رشدهم والى المسار الأمين على تمثيل الناس ورعايتهم وادارة البلاد من خلال هذه المؤسسات التي يشكك بها هذا الحراك بسبب اسلوبها ومسلكيتها وانعدام الحقوق والعدالة والمساواة بين المواطنين».


المفتي سوسان مستقبلاً وفد «تيار المستقبل»


د. حمود

من جهته قال الدكتور حمود: «الزيارة دورية لكنها تزامنت غداة استقالة الرئيس الحريري، ونحن كتيار بطبيعة الحال نقدر كل ما قام به الرئيس الحريري لإخراج لبنان من أزمته، وهو كان واضحا في مواقفه خلال الأزمة بأنه مع مطالب الناس وهمومهم ويشعر بوجعهم، بالقدر الذي كان ايضا حريصاً على امنهم وسلامتهم وعلى حرية التعبير التي يكفلها الدستور ونحن كتيار نعتبرها من اهم  الحقوق المدنية التي يجب ان نحافظ عليها».  ولفت حمود الى أن «استقالة الرئيس الحريري أنهت التسوية التي اراد منها انهاء الفراغ الرئاسي وانتظام عمل الدولة والمؤسسات، لكنه دفع ثمنها كثيراً من رصيده الشعبي وتحمل تبعاتها لوحده دون الأفرقاء الآخرين فوصلت الأمور الى ما شهدناه من ازمات حياتية واجتماعية بذل الرئيس الحريري جهودا جبارة من اجل ايجاد الحلول لها وحرص على تدوير الزوايا مع كل الأفرقاء واضعاً نصب عينيه دائما مصلحة البلد وما يريده الناس لكنه لم يلق التعاون والتجاوب، فخرج الناس ليعبروا في الشارع عن وجعهم ويطالبوا بالوظائف وبمحاربة الفساد وغيرها من المطالب التي رفعوها».  وأكد د. حمود ان «خطاب الوزير جبران باسيل قبل الحراك استفز اللبنانيين وكان احد الأسباب التي جعلت الناس تنزل وتقول كفى».

وختم حمود: «نقول كلبنانيين وكمسؤول في «تيار المستقبل» اننا مع الرئيس سعد الحريري الذي اثبت ويثبت في كل محطة انه رجل دولة بامتياز وانه قادر على مواجهة كل الصعوبات التي يمكن ان تواجهنا في لبنان».

البزري

من ناحيته، اعتبر الدكتور عبد الرحمن البزري «أن إستقالة الرئيس الحريري خطوة على الطريق الصحيح، وهي خطوة هامة لكنها غير كافية، ويجب أن تتبعها خطوات أخرى على مختلف المستويات سواء منها السياسية أو الإجرائية أو المالية، ونأمل أن تفتح الاستقالة الطريق لتشكيل حكومة إنقاذية، ولإتخاذ المزيد من الإجراءات المالية والإقتصادية لوقف التدهور، واسترداد المال المنهوب، ومعاقبة السارقين».