بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 آب 2019 12:15ص الداعوق وحلاق في كتاب عن «نهضة بيروت المحروسة»

القنصل الداعوق و د. حلاق يوقعان كتابهما القنصل الداعوق و د. حلاق يوقعان كتابهما
حجم الخط
وقَّع القنصل خالد الداعوق والدكتور حسان حلاق كتابهما «النهضة الصناعية والاقتصادية والتجارية في بيروت المحروسة 1840 – 1914»، وذلك في منطقة ميناء الحصن - شارع عمر الداعوق - بيت الداعوق.واقتصر الاحتفال على توقيع الكتاب دون الإدلاء بكلمات، في حضور حشد كبير من المهتمين من سياسيين ورجال دين، وإقتصاديين وإعلاميين، بالإضافة إلى فاعليات ورجال أعمال وعائلة آل الداعوق.
ويؤكد مضمون هذا الكتاب خطأ الاعتقاد بأنّ الحكم  العثماني  كان حكما لا يهتم بتطور بيروت المحروسة والولايات العربية العثمانية كما يؤكد الكتاب أن البيارتة لم يكونوا مزارعين فحسب او حرفيين يعملون في المهن التقليدية فحسب بل أثبتت الوثائق  العثمانية والبيروتية بما فيه وثائق بلدية بيروت وسجلات المحكمة الشرعية ووثائق آل الداعوق ووثائق آل بيهم وآلاف الوثائق الأخرى بأن البيارتة عملوا بالصناعات المتطوّرة وبالتجارة المحلية والعثمانية والاوروبية والاميركية بل تاجروا مع اليابان والصين وروسيا.
ويتضمّن الكتاب هذه الحقائق التي تنشر للمرة الاولى بعد أن ثبت أنّ البيارتة بين اعوام 1840-1914 كانوا روّاداً في الصناعة والمهن والحرف الحديثة بالاضافة الى الحرف التقليدية والزراعة ايضاً ويأتي في مقدمة البيارتة الرواد آل الداعوق وآل بيهم وآل عرداتي وآل سلام  وسواهم الكثير.
لقد أسس محمد ابو عمر الداعوق وشريكه محمد عرداتي مصانع  للحديد والفونت وعدة مصانع اخرى لصناعة القرميد والثلج والموبيليا، وأول ترامواي يسير بواسطة العجلات والدواب على خط السكة في رأس بيروت قبل انشاء الترامواي.
بالاضافة الى ذلك أسسا مدرسة للصنائع لتدريب الفتيان والفتيات والشباب والرجال والنساء من كافة الملل والطوائف مجانا وعلى حساب آل عرداتي وداعوق، وقد خصص لهذا المشروع مبلغ يوازي 9800 ليرة ذهبية انكليزية وذلك قبل انشاء مدرسة الصنائع الشهيرة عام 1907.
لم يكتف محمد عمر الداعوق بذلك بل عمل في تجارة الساعات السويسرية زينيت zenith وتجارة المجوهرات وعمل في تجارة آلات ومعدات بلاكستون التي تعمل على البخار  لتنوير المطاحن  والنواعير والمعامل.
كما شهدت بيروت المحروسة في العهد العثماني تأسيس نادي بيروت والكازينو العثماني كما شهدت بيروت المحروسة تأسيس  شركة الصناعة والتجارة البيروتية.
أما في ما يختص بتجارة بيروت المحروسة فإنّها تتمثّل بالعديد من تجّار بيروت، تأتي في مقدمتهم أمبراطورية آل بيهم التجارية التي لا مثيل لها  قوة وانتشارا وعظمة.
إنّ مَنْ يطلع على فصول الكتاب سيدرك تماما أن بيروت المحروسة شهدت نهضة صناعية واقتصادية وتجارية فضلا عن النهضة الزراعية.
لقد شهدت بيروت المحروسة آلاف الصناعات منها على سبيل المثال وليس الحصر  :
الادوية والمجوهرات والسفن والمستشفيات والبارود والاسلحة وبناء ارقى القصور  والدور والمساجد والكنائس والمدارس والجامعات والسرايات والحرير والمعادن والصخر  والزجاج والالبسة والحديد  والذهب  والموبيليا والثريات والالماس ومصانع الثلج  والمياه الغازية ولقاحات ضد السكري  وبناء الخستة خانات اي المستشفيات العسكرية والمدنية  والفحم الحجري ومعامل الورق والمنسوجات والخيوط والقماش والملاحات ومعامل الافران والحلويات الشرقية  والافرنجية والمياه المعدنية وصناعة الحروف العربية والاجنبية للمطابع وللصحف والكتب وبناء معامل  تعمل  بطاقة البخار  وسواها من صناعات ومصانع وتجارات  مع اقتصاد متطور وعلى غاية من الاهمية تشهد بذلك الحركة الصناعية والتجارية والاقتصادية ممثلة في البنوك ومرفأ بيروت المحروسة والسكة الحديدية ومختلف طرق المواصلات
إن الحديث يطول عن الكتاب المشار اليه لأنه يحمل في طياته المستندات والوثائق  والسجلات  التي أثمرت نتائج جديدة لتصحيح تاريخ بيروت المحروسة الاقتصادي  والتجاري والصناعي بشكل غير مسبوق.