بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 شباط 2019 12:08ص رحيل أمين الباشا شيخ التشكيل اللبناني

حجم الخط
عن 87 عاماً رحل شيخ التشكيليين اللبنانيين أمين الباشا الذي عشق بيروت ورسمها قطعة قطعة بحب ولدمعه في بيئته السابحة في الفن. وكلنا نذكر ذلك المشاء مع دفتره وهو يدور في شوارع المدينة وازقتها ليسجل ما قد يغيب غداً وقبل ان يغيب هو.
ولد في بيروت سنة 1932 في عائلة فنية عريقة بشغفها بالفن، ومن منطقة رأس النبع حيث ولد انطلق وعيه مبكراً ليجعل من المدينة افقاً فنياً لحياته في لوحات تبدو كأغانٍ قصيرة تشكّل بمجملها نشيداً، داعماً ذلك بكتابات تكمل اللوحة التي ارادها لمدينته.
تبدو لوحاته الآن بمثابة شاهد على مدينة تتغير كل يوم لكنه منذ ولادته في منزل رأس النبع ذي البناء العربي والحديقة حوله كان ثمة حلم في خياله حمله معه حتى أثناء دراسته في باريس واقامته فيها لمدة طويلة.
أراد تصوير مدينته كما هي وكما يشتهيها وهذا ما جعله شديد القرب من عالم هنرى مايتس الذي يبدو انه الأقرب إلى قلبه وقد يكون معلمه السري.
بالإضافة إلى رسمه كان الباشا كاتباً محترفاً ففي مجموعاته القصصية (زهراء الاندلس)، (دقات الساعة)، (المنتحر)، (اليس)... إضافة إلى (بيروت أمين الباشا)، إنما كتب ذلك بريشة الرسام كما رسم بقلم الكاتب، وهذه الحالة نادراً ما نعثر عليها في عالم الإبداع وهو في مقصه لم يبتعد عن الرسم وفي رسمه لم يبتعد عن كاتب القصة.
الموسقة في لوحاته نابعة من معايشته لأخيه الموسيقار توفيق الباشا.
المهم ان هذا المبدع الذي رحل والذي كان يقول انه عاش احلى ايامه في باريس لكن الحقيقة ان عشقه لمدينته كان هو العنصر الأساسي في عطائه.. رسماً وكتابة.
رحيل أمين الباشا ليس خسارة لبنانية فقط، إنما هي خسارة فنية عربية لأنه كان من معلمي الحداثة ومؤسسيها التي أثرت في الحركة التشكيلية العربية في كل مكان..
رحمه الله..

سيرة

معلمٌ من كبار فناني الحداثة في لبنان، تميز بالغزارة في الإنتاج، بخامات materials وحوامل Supports متعددة ومتنوعة، لكنه عُرف كأبرع رسام بالمائيات. 
ينتسب الفنان أمين الباشا الى عائلة فنية عريقة بشغفها للفن والموسيقى، فهو من مواليد بيروت (العام 1932) تأثر في نشأته في منطقة رأس النبع، بصنوف الجمال، التي سيّجت طفولته ببراءة العيش في بيت من الطراز العربي المفروش بالزخارف ذي الحديقة التي تضم انواعاً من الأزهار والنبات والأشجار، فكانت نزهاته المبكرة مدعاة لاكتشاف أحياء بيروت وشوارعها التي تمتد الى شاطئ البحر، حيث كان يتأمل أشكال الغيوم وايقاعات حركة الأمواج وألوان المغيب.
جمع منذ بداياته بين الحس الموسيقي والفن، لكنه إختار دراسة الفن في الأكاديمية اللبنانية ALBA (ما بين 1954- 1957). قبل ان يتوجه في العام 1958، للدراسة في باريس في المدرسة العليا للفنون الجميلة والغراند شوميير La grande Chaumière، تحت إشراف الفنان غوتز Goetz. 
بدأت معارضه الفردية في لبنان منذ العام 1959 واستمرت حتى العام 2008 في أبرز الغاليريات المعروفة وصالات العرض والمراكز الثقافية والصروح الجامعية. شغل منصب أستاذ في معهد الفنون الجميلة - الجامعة اللبنانية، وفي الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة ALBA ما بين أعوام 1960- 1980. وهو عضو في جمعية الفنانين اللبنانيين وعضو في الجمعية الدولية للفنانين المحترفين Member of the international Association of professional Artists (AIAP). 
مثّل لبنان في بينالي الأسكندرية العام 1962. شارك في معرض Surindépendants في متحف الفن الحديث في باريس العام 1964، وفي العام الذي تلاه عرض في بينال كونش السادس VI Conches Biennal في فرنسا، ثم في صالون الحقائق الجديدة Salon des réalités nouvelles العام 1966 في متحف الفن الحديث في باريس.