بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 نيسان 2018 01:24ص معرض الفنان شارل بيل: مهارة التناقض الفني

حجم الخط
تتنفس الألوان في اعمال «شارل بيل» ( CHARLES BELLE) من طبيعة خام او من جزئيات الاشكال عبر تأملات الابعاد النباتية الممتزجة مع الضوء المتحرر في لحظات يستجمعها، لاستخراج خطوطها بدقة بصرية ذات حركة غير مرئية، بل! محسوسة ضوئيا، وبتفاصيل تتشكل من عناصر الحياة، الماء، والهواء، والتربة، والحس الجمالي المرافق لكل ذلك. وبتنوع التقنيات المتكيفة مع حركة الريشة وتوازنها الحسي مع القيم الفنية والسمات الجمالية المثيرة للتذوق. ولاظهار مهارة التناقض الفني بين الطبيعي واللاطبيعي او بالاحرى بين اللون البكر واللون الممتزج مع الطبيعة الاساسية دون تربة تنمو فيها الرسومات التي يتركها على قماش تتكافأ عليه الخطوط الداخلية والخارجية تبعا للادراك الفني ومعاييره التشكيلية. وبشكل يظهر حساسية العناصر الحياتية التي تتجسد بالالوان وتمازجها على سطح اللوحة. لجعلها قادرة على الجذب البصري، وبحدس تخيلي يمثل طبيعة الاشياء من حولنا، وما ورائيتها وقواها الحياتية التي تجعل من مادة اللون قوة عقلانية وتخيلية. لمفاهيم الحياة البكر للطبيعة ونقاط قوتها لمقاومة وجودها من خلال طاقات الالوان التي تبثها بفلسفة يسعى» شارل بيل « الى منحها روحية تشكيلية، هي ابتكارات تساهم في خلق الوضوح الحسي الذي ينبثق من زهرة او ضوء او لون احادي يشتد كلما توغلت معه الريشة نحو عمق البؤرة اللونية وتوهجها المستفز للحواس. 
تربة خصبة لالوان تتشكل مع طبيعة فنية يمتلكها «شارل بيل» من طبيعة احتضنها، لتزهر على اقمشته شتى الالوان والانواع، والرؤى، والابعاد، والتخيلات ذات الوجود المختزل لحقيقة الطبيعة ومادتها الساخنة والباردة، ليؤنس خطوطه التي يحرثها بتؤدة، وكأنه يضع بذور نباتاته بين فراغات تتكافأ معها الاشكال البكر، المولودة في لوحات لم تطأها الاقدام، وفي امكنة لم تسكنها البشر، وانما هي تشكيل لتربة بيولوجية تنتج ثمارها فنيا، وضمن التخطيط الفني الجميل الذي يقودنا الى الخلق والابداع، والاستمتاع بالعلاقات بين الطبيعة وحقيقتها، والخيال المتمرد على واقع الطبيعة وبيئتها. ليربط بين الفن والواقع وكيفية ترجمة كل ذلك من خلال المحسوس والملموس، والفروقات الحياتية والفنية بينهما باسلوب نقدي تحتل جماليات الاشياء فيه ميزة تشكيلية تتميز عن الطبيعة بمساحتها وحجمها وقوتها على مقاومة عناصر البقاء. لانها لا تحتاج للماء والهواء وانما للتفاعل الحسي والبصري مع التشابه الغريزي والفعلي ما بين اللوحة ومحفزات الطبيعة من حولنا، وتأثير كل ذلك على الانسان او المتذوق والفنان التشكيلي واللوحة معا. فهل لايمكن ادراك قوة المعرفة في طبيعة النباتات، وطبيعة مراحل ولادة لوحات شارل بيل؟ 
مزيج فني في لوحة تتألف من عدة عناصر فنية هي أولا قوة الاسلوب الخلاق في تشكيل طبيعة اخرى تتماثل مع الواقع، وبتماسك ذي قواعد محكمة المعادلات، وبعفوية الالهام النابع من سلسلة تأملات لعناصر الحياة وخصوبة الالوان ضمن الانعكاسات القائمة على مبدأ المراقبة والاختبار، والتنفيذ والخلق الاخر المتمرد على طبيعة تمثل متغيراتها نوعا من الفناء والبقاء، وبهذا ينتقل «شارل بيل « من تربة الى تربة بأدوات مختلفة. ليختبر الحس الانساني البيولوجي القادر على توليد خلايا طبيعية على تربة هي لوحة تشكيلية ترتبط بالخيال والابداع والتمرد والحرية، والالهام المعتمد على اسس الطبيعة ومحتوياتها من اشجار وزهور ونباتات مختلفة هي اشكال انبثقت من مادة لونية،  واختراعات فنية ابتكرها حرفي تشكيلي جذبته ميكانيكية الزهور في حركتها وتغيراتها وحياتها من خلال المراقبة الممتدة، والاستنتاج النابع من حقيقة متخيلة لشكل طبيعي وآخر متخيل او بالاحرى مستوحى من الاول ويعتمد على حقيقة الاشياء والالهام النابع منها. لتحقيق لوحة هي من زراعة» شارل بيل» للالوان ضمن طبيعة تشكيلية. 
أعمال الفنان الفرنسي «شارل بيل»  (CHARLES BELLE) في غاليري  «اليس مغبغب» (Galerie Alice Mogabgab) ويستمر حتى 18 أيار 


dohamol@hotmail.com