بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 تشرين الأول 2018 12:58ص ندوة حول محمّد شامل الكاتب المسرحي الممثل.. الأديب.. الشاعر.. الفنان المربي

حجم الخط
كتب محمّد خليل السباعي:

أقامت «دار الندوة»، و«دار نلسن للنشر»، ندوة عن الفنان الراحل محمّد شامل، (1909 - 1999)، تحت عنوان: «لنتذكر محمّد شامل»، والذي توزع نتاجه بين برامج اذاعية وتلفزيونية ومسرحيات واعمال ادبية نقدية وشعرية، اشترك فيها الدكتور نادر سراج، الكاتب والمؤلف د. أمين فرشوخ، ناجي محمّد  شامل، المخرج محمّد كريم، في قاعة الأحتفالات في مقر دار الندوة في الحمرا، بحضور الوزير والنائب السابق بشارة مرهج، بالإضافة إلى حشد من الشخصيات الثقافية والأدبية والفكرية والجامعية والأكاديمية والنقابية والعلمية والتربوية وجمهور من المهتمين.
بداية الأفتتاح بالنشيد الوطني اللبناني، ثم تحدث ناشر «دار نلسن للنشر»، سليمان بختي فقال: «لقد مضى على رحيل محمّد شامل قرابة عشرين عاماً، وهو الذي عاش 90 عاماً، فكان علماً من أعلام النهضة الأدبية والفنية في لبنان، فهو الكاتب والمسرحي والممثل والاديب والشاعر والفنان والمربي ومكتشف المواهب، والرائد المؤسس الذي كان له دور في كل حركة أو انطلاقة فنية في لبنان، على مدى ستة عقود أعطى وكتب عشرات ومئات النصوص، بلغت بحسب نجله ناجي كريم، حوالى 30 ألف نص وعمل طوال حياته ليكون لدينا فن في لبنان يشبهنا وله هويتنا واصالتنا».
وختم بختي: «نتذكر محمّد شامل صفحة عزيزة من تاريخ لبنان الفن والابداع، وهو الذي كان صادقاً مع نفسه ومجتمعه، وكرمه لبنان الرسمي عام 1973، بوسام الأرز الوطني، ووسام المعارف وجائزة المسرح، واطلق اسمه على مدرسة بعد وفاته، واليوم نطالب بتسمية مسرح باسم محمّد شامل وشارع باسمه وجائزة باسمه وإصدار طابع تذكاري يحمل صورته».
فرشوخ
{ ثم تحدث د. فرشوخ فقال: «ان الفنان الشامل محمّد، ليس صدفة ان يكون شاملاً، حيث بحثت في تاريخه وتاريخ المسرح والاذاعة، تاريخ النص الموضوع والمترجم، وتاريخ لبنان والفن فيه، وتأملت في مسيرته الفنية تأكدت انه شامل في ثقافته وخبرته وشامل فيما قاربه من مسارات فنية، وعليه اقول ان المسرح هو فن شامل، فيه الحركة، الحوار، الرقص، الأسلوب الايمائي، الموسيقى، الألوان، التراجيديا، الهزل، كوميديا العادات، كوميديا الشخصيات، كل هذه العناوين والفروع عالجها محمّد شامل، على تفاوت في كل عمل له، كأنه أراد ان يرضي الجميع وجميع المشاهدين أو المستمعين، وحين بدأ عمله في الأذاعة والمسرح، لم تكن قد اتضحت بعد مسارات الكتابة المسرحية أو الاذاعية، ولم تكن الدراسات قد ظهرت، فجمع شامل كل هذه العناصر، في كل عمل فني قدمه».
سراج
{ ثم تحدث الدكتور سراج فقال: «لقد واكب الفنان الراحل محمّد شامل، بذكاء وحنكة، تغيرات المجتمع البيروتي في تطوره عبر أجيال، من ثلاثينات هذا القرن حتى تسعيناته، اسكتشاته الفكاهية وتمثيلياته التي أدتها مجموعة من أبرز ممثلي وممثلات لبنان، شكلت مرآة عاكسة للتحولات البنيوية التي طرأت على حارات مدينته بيروت واحوال بلاده منذ شهد الدور أوائل القرن المنصرم (1919) حتى أواخر السبعينيات، في المقابل فأن تجارب العمر والتدريس وما استتبعها من نشاطات فنية انتقلت في مساريه الحياتي والعملي ومكنته من التوجه إلى شرائح عريضة ومتنوعة المنابت والاهتمامات والمصالح، عايشها وقيض له الألتقاء بممثلين لها، فاكتشف في دواخل النّاس وعلى ألسنتهم، ومن خلال طرائق تعاطيهم اليومي مع الآخر، خامات تعبيرية خصبة وصادقة وذات خصوصية، كما تلمس عن قرب حس البلاغة الشعبية لديه».
ناجي شامل
ثم تحدث نجل الفنان الراحل ناجي محمد شامل، فقال: «أريد أن أتحدث عن الفنان محمّد شامل الأب والمعلم، وهو الذي كان يعاملني ليس كأولاد له، بل كأصدقاء له، وتعلمنا منه حب المطالعة والقراءة وكان يعتبر كل من لا يحمل كتاباً ويقرأه بشكل متتابع، لا قيمة له أو وزن، واحب ان نكون من أهل المعرفة والثقافة وهذا ما عممه على أولاده العشرة والأحب إلى قلبه تسميته «بأبو البنات» الذي كان عددهم ثمانية وشابان، ورغم انهماكه في عمله اليومي، فلم يفقدني محبته وعطفه وحنانه ولقد ترك لنا ثروة كبيرة تتجسّد باسمه واعماله.
كريّم
ثم تحدث المخرج محمّد كريّم عن الفنان محمد شامل شارحاً بشكل مسهب عن الأدب الشعبي لديه وطريقة معالجته للمشكلات بشكل بسيط وابداع الحكايات التي تهم العائلة والمجتمع، وكيفية إيصالها إلى قلوب وعقول النّاس، باسلوب هادف ومرن وعقلاني فقال: «ان مكمن الإبداع في برامج محمد شامل ليس فيما كان يقدمه من قصص وحكايات هي مرآة لمجتمعه فحسب بل هي أيضاً في تلك المناخات والأجواء الحميمة التي كانت تجري فيها الأحداث، ان المكان في أعماله يأتي كضرورة لاستقبال الصورة الشعبية وأهميته تكمن في أنه يعمّق الانتماء، فأحداث برامجه الاجتماعية وحتى الكوميدية تدور بمعظمها في الأسرة، أو في المقهى، أو في الحي، أي في الأماكن الأليفة، حيث تشعر الشخصيات بالأمان، نتيجة الانتماء إلى المكان، لأن النّاس في هذه الأماكن يعرف بعضهم بعضاً وتربطهم روابط إنسانية سامية، فيها المحبة والمودة والألفة والتعاضد والتكافل.
بشور
ثم كانت مداخلة «لمنسق عام تجمع اللجان والروابط الشعبية»، معن بشور فقال: «ان محمّد شامل الفنان مبدع من بلادي، الذي كانت مسرحياته الاذاعية مع الراحل المبدع عبدالرحمن مرعي،  جزءاً من الحضور الفني الشعبي الإذاعي الساخر، الذي دخل كل دار، وافرح كل قلب، فشامل الفنان كان كاتباً ساخراً، وصاحب لسان لاذع وفنان قريب من هموم الناس، اشتهر في برنامجه «الدنيا هيك» على شاشة تلفزيون لبنان منذ أكثر من 40 سنة، فكنت تسمع همومك وأوجاعك كما هي.
كان محمّد شامل ابن منطقة البسطة المجاهدة، مدرسة في المسرح الشعبي، تخرج منها مبدعون كبار، ابرزهم حسن علاء الدين (شوشو) الذي بات صهره فيما بعد، كم نحتاج إلى البحث في كنوزنا الإبداعية، فندرك كم أعطت بيروت للبنان، وكم أعطى لبنان لدنيا العرب والتراث الإنساني».