بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 أيلول 2019 12:04ص 5 حكواتية عرب إستعرضوا أساليبهم في رواية القصص وتجسيدها

«سامية صلاح جاهين» فيها الكثير من روح والدها وفطنته..

ملصق مهرجان حكاياتنا ملصق مهرجان حكاياتنا
حجم الخط
نحن شعوب حكايات. نعم تربّينا على الحكايات وأبطالها وبات عنترة يحضر معنا في كل وقت، ونتصوّر أن خالداً بن الوليد سيتدخّل في معاركنا ضد الكفار، وأن أمهر السيّافين في تاريخنا لن يتأخّروا عن نجدتنا في الملمّات. هكذا رووا لنا مواجهاتهم وبطولاتهم فصدّقنا وأحببنا وحفظنا الدرس جيداً.

للسنة الثامنة على التوالي تقام إحتفاليات مكثّفة لإحياء هذا الجانب من صور الأمس وإسقاطاته، خصوصاً وأن الأمة تحتاج إلى قوة دفع مضاعفة في وقفتها أمام التحدّيات التي تواجهها مع تكاثر المؤامرات وتتالي الإحباطات، عن طريق التذكير ببعض ما كان عليه أجدادنا من بطولات ردّت أعداء الأمة على أعقابهم دائماً، لكن الذي يُؤخذ على النسخ المتتالية من المهرجان أنه لم ينعقد تحت عناوين واضحة تخدم مسار الوقفات المشرّفة في وجه أعداء الأمة حتى يكون للحكايات المروية هدف وفائدة.

وتحت عنوان «حكايات شعبية للكبار» شهدت «دار النمر للفن والثقافة» أمسية حكايات ليل السبت في 31 آب/ أغسطس المنصرم تضمنت 5 حكواتية من 5 جنسيات عربية وتصدّرت المشهد المصرية السيدة سامية صلاح جاهين، إبنة شاعر العامية الكبير صلاح جاهين الذي ترك أثراً عميقاً في ضمير الأمة العربية مع كل الأغاني الوطنية خصوصاً التي صاغها لحنجرة العندليب الراحل عبد الحليم حافظ خلال وبعد حرب العام 67 إبان عصر الرئيس جمال عبد الناصر. السيدة سامية قدّمت حكاية الديب والحمل، إستناداً إلى قصة قصيرة لوالدها، وأخرى لـ أبو الأراجوز «فؤاد حداد»، ورأينا في كل ما قالته ومع كل حركة لها وفي أسلوب كلامها، رأينا صلاح جاهين – عجبي، الكلمة قالها عدد من الحاضرين تذكيراً بالشاعر الكبير الراحل.

كما لفتتنا الحكواتية التونسية «إمتنان كراي» التي كان ترتيبها الثاني بين المجموعة، وهي رَوَتْ حكاية بنت السلطان التي وقعت في غرام جندي عادي كشف لاحقاً عن شخصيته إنه فتاة فقيرة لم تجد عملاً تعتاش منه فقررت أن تكون شاباً وتلتحق بسلاح الفرسان، وأن تُعجب بها الأميرة وأن تصرّ على الزواج منها لكنها بعدما عرفت الحقيقة أفسدت الزواج وحَمَتْها من أي تبعات عند والدها السلطان.

الأردنية سالي شلبي، رَوتْ حكاية الصديقين عمر ونوح، وكيف أن كليهما طردا من قبل الوالد، وكان ذنب الأول أنه سمع صوت السمكة الضخمة التي إصطادها وهي تطلب منه أن يعيدها إلى المياه ففعل، وبعدما عاش الصديقان أياماً صعبة عرفا بأمر ما أشاعه ملك البلاد من أنه سيجزي من يساعد إبنته على الكلام بعدما فقدت النطق، وإذا بـ نوح يجعلها ناطقة من جديد، وحين صدور رغبة ملكية في مكافاته فضّل أن يستفيد منها صديقه عمر.

اللبنانية سارة قصير رَوَتْ حكاية عن الملك والصياد، وإستندت إلى المثل القائل «ما بيهز العروش إلاّ المرأة والقروش» وراحت تحيك خيوط الرواية لتصل إلى هذه الخلاصة التي صفّق لها الجميع، وظهر الفلسطيني خالد النعنع بملابس تراثية وحكى عن رجل أراد أن يكون الأقوى في العالم وكلما تمّت الإستجابة لطلبه عاد وبدّل رأيه وإختار طلباً جديداً من الجنيّة التي لبّت كل طلباته وساعدته لكي يعرف نفسه جيدا ويتصرّف لاحقاً على اٍساس جديد.

5 حكايات أمّنت سهرة جاذبة وناجحة أسعدتنا وأدخلتنا في عالم الفانتازيا صناعة الأيام الخوالي لأمتنا.