بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 شباط 2018 12:22ص 6 عازفين في الجامعة اللبنانية الأميركية أمتعوا عزفاً وحضوراً

4 أميركيِّين مع بيانو «صبا» وكلارينيت» «كنان» فاضت أرواحنا سعادة...

حجم الخط
 
ليس جديداً على الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) تقديم نشاطات مسرحية متميزة سواء كانت عروضاً درامية، أو حفلات موسيقية لها طابع النخبوي، كمثل ما عرفه مسرح غولبنكيان في فرع الجامعة ببيروت بعد جبيل، حيث إستقبل فريق رباعي (Apple hill string) والمؤلف من: إيليز خضر، كولين جينينكز (كمان) مايك كيلي (فيولا) روبرت تومبسون (تشيللو) ترافقه صبا علي (مصر) على البيانو، بينما تولى شؤون الفيديو علي زرعداني.
أهمية وجود الرباعي أنه وافد من أميركا، ومعه عازف الترومبيت كنان العظمة حيث كانت حفلة حاشدة ممتعة ومؤثرة إختلطت فيها الموسيقى الجميلة جداً مع مهارة العازفين خصوصاً عندما دخل الخط «كنان» فأضفى نوعاً من القيمة المضافة على المناخ في الحفل الذي كانت فيه مهارة المصرية «صبا علي» على البيانو محط إعجاب وتقدير الحضور، حيث العنوان الجامع هنا هو (Salam)، كجزء من ورشة عمل موسيقية نظمها قسم الفنون والتواصل في الجامعة، شملت القيام بزيارات لتجمعات النازحين السوريين في أكثر من منطقة، وكانت فرصة ظهر خلالها كورال يصل تعداده إلى ستين طفلاً وفتىً من أطفال المخيمات، قدم فقرة على الخشبة دامت 13 دقيقة.
«صبا» ومعها السوري «كنان» حصدا تصفيقاً حاداً لتلك النخوة في طرح أفكار موسيقية عزفية مميزة، أضيفت إلى تلك التي قدمها الرباعي الأميركي فإذا نحن في مناخ عابق بالإبداع والتواصل والثراء الفني المثالي، كما كانت مناسبة للذين يحبون ويقدرون الموسيقى من نخبة وعامة المهتمين من الطلاب، للتدخل في تفاصيل العمل الفني عبر ورشة عمل ونقاش مع الفنانين الستة على المنبر بمشاركة ثلاثة دكاترة: ليونارد داماتر يوسكي، عماد سلامة، وعمر سليم، وتميز الحوار بالمباشرة، والعمق، والشرح المفيد للكثير من المفاصل الأكاديمية في مجال الموسيقى، تعميقاً للفهم التقليدي المتعلق بالانغام على صورة حقيقية يفترض التعاطي معها بكثير من الشفافية.
«سلام» عنوان جعل الحضور مرتاحين في قراراتهم لما يهطل على أسماعهم من ابداع، وأسهمت «صبا» بعزفها في توضيح معنى المهمة المناطة بها في الجامعة كأستاذة في قسم الفنون، ومؤسسة لسلسلة «تخيل» وتعنى بالنازحين في مخيماتهم من خلال ورش موسيقية تشارك فيها طلبة من الجامعة الذين عملوا أيضاً وفي نشاط دؤوب على لصق رسومات أطفال النازحين التي أرسلوها من مخيمات النزوح في لبنان، ومن أميركا كنوع من تجاوز الكثير من العقبات لإثبات جزء، احب من الاحاسيس الصادقة بين أطفال أميركا وسوريا على نحو لافت جداً.
الحضور الكثيف والمنتظم في مسرح غولبنكيان أشعرنا بالفخر، لأن جمهورنا بات يجيد الإصغاء ويعرف متى يصفق، ويصرخ فرحاً، ومتى عليه أن يُصغي وحسب، وكان للمادة المرئية دور في تمكين هذه الاحتفالية من أن تؤثر في جمهور مثقف وواع وغفير، من خلال مصاحبة «صبا علي» على البيانو لأشعار صاغها روجيه عازار، مصحوبة بمؤثرات مشهدية نفذتها ريتا الشويفاتي، تالين بيديكيان، وآليكس الدادا، مع تعليق بصوت الطالب «مجد زيد خيامي».
هي دائرة متكاملة شعرنا معها بالدفء والأمان والإمتاع الروحي بما يُؤكّد أن ناسنا ما عادوا جمهور أغنية، وطقش وفقش ورقص، لا، إنهم جمهور فاهم مقدر ومتنوع، يعرف ماذا يريد، وما الذي يفيده من لعبة الثقافة الموسيقية التي باتت حاضرة في حفلات ولقاءات وأشكال متميزة، سواء في مهرجان البستان الذي يضخ الساحة بقدر مضاعف من الموسيقى مع عازفين ماهرين يُدركون مكامن التجويد مع آلات قادرة على الجذب والتأثير والفاعلية.
ما شهدته الجامعة اللبنانية الأميركية كان حدثاً موسيقياً فنياً حقيقياً، يفترض أن يتكرر ويتعزز وينغرس في ثقافتنا الموغلة منذ سنوات في تكثيف الفعل النوعي عزفاً، وابداعاً في خلق الأنغام، وهي علامة تعني انقلاباً في حاضر الموسيقى بعدما تجاوزنا إزعاج الأغنيات السطحية، إلى عمق الأصالة في الموسيقى الحقيقية.