بالمصادفة ونحن نعيش وباء كورونا المنتشر في لبنان.. وردني مقطع من قصيدة أرسله لي زميل وصديق مثقف جداً.. القصيدة مكتوبة سنة 565 هجري ونحن اليوم بالعام الهجري 1442.. أي أن القصيدة كتبت قبل 977 عاماً.. وهي منشورة في كتاب: «عظائم الدهور لأبي علي الدبيزي».. تقول القصيدة في مطلعها:
عندما تحين العشرون... قرون وقرون وقرون
يجتاح الدنيا كورون... من فعل البشر الضالون
فيُميت كبارهم... ويستحيي صغارهم
يخشاه الأقوياء... ولا يتعافى منه الضعفاء
يقتل ساكني القصور... ولا يسلم منه ولات الأمور
يتطاير بينهم كالكرات... ويلتهم الحلقوم والرئات
وتؤكد القصيدة أن مبدأ الوباء من خفاش الصين وأوّل مَنْ يستقبله الروم بالأنين إلخ.
وينتهي المقطع الذي وصلني: «ثم تنكشف الغمّة عن الأمة.. بالرجوع إلى الله تأتي التتمة».
نعم اليوم أصبح وباء كورونا مستشرياً في لبنان .. والمسؤولية تقع على الجانبين في لبنان.. المسؤولية الأولى تقع على الدولة منذ عام.. لأنها لم تتحضر لاستشراء الوباء.. بل كان يحدثنا وزير الصحة بالإرشادات دون أن يوجه لتحضير المستشفيات الميدانية الموهوبة للبنان بعد انفجار المرفأ والتي يتحاصص عليها النافذون وهناك مستشفيان في المدينة الرياضية سيتلفان كما تلف الدقيق الذي وهبنا إياه العراق.. المسؤولية الثانية تقع على المواطن الذي لم يتبع سُبُل الوقاية في زمن الضيقة وشبه الجوع.. فيقول المواطن أنا ميت ميت أموت من كورونا ولا يموت أولادي أمام عيني جوعى..
الآن المرضى على أبواب المستشفيات بالمئات.. والطواقم الطبية بعضهم مصاب بكورونا غير الذين رحمهم الله.. ماذا أنت فاعل أيها المواطن اللبناني؟
القدر مكتوب والوعد بكورونا وارد في العام 565 هجري.. أعرف أن شعبنا لا يقرأ لكنه مهتم بالفيسبوك.. فهل نتعظ ونعود إلى الله؟