بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 تشرين الأول 2018 06:32ص الإضراب الشامل عمَّ فلسطين التاريخية رفضاً للقانون العنصري

عشرات الجرحى الفلسطينيِّين في مواجهات عنيفة ضد الإحتلال

الإضراب مشهد تكرّر في مدن وبلدات فلسطين التاريخية الإضراب مشهد تكرّر في مدن وبلدات فلسطين التاريخية
حجم الخط
وجّه الفلسطينيون رسالة متعدّدة الاتجاهات، بوحدتهم في مواجهة الأخطار المحدقة، وفي طليعتها «قانون يهودية الدولة» العنصري، الذي أقرّه «الكنيست» الإسرائيلي (19 تموز 2018)، واعتبر أنّ «أرض إسرائيل هي الوطن التاريخي لليهود»، بما يُشكّل إعلان حرب على المواطنين الفلسطينيين، أصحاب الأرض الحقيقيين، وحقوقهم الأساسية.
فقد نفّذ الفلسطينيون أمس (الإثنين)، إضراباً عامّاً، شمل أراضي فلسطين التاريخية المحتلة منذ العام 1948، وفي العام 1967 - أي القدس والضفّة الغربية وقطاع غزّة، وفي أماكن تواجد اللاجئين في الشتات، في إضراب عام شامل هو الأوّل منذ ثورة العام 1936، وذلك تلبية لدعوة القوى والفصائل ولجنة المتابعة العربية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وشمل الإضراب المؤسّسات الرسمية والخاصة، حيث شُلّت الحركة، وأقفلت المحال التجارية أبوابها، مع انطلاق مسيرات وتظاهرات داخل المناطق المحتلة في العام 1948، وفي مختلف المناطق الفلسطينية.
وقد سُجّلت مواجهات عدّة بين شبّان فلسطينيين وجنود الإحتلال في القدس والضفّة الغربية وعند حدود قطاع غزّة، ما أدّى إلى سقوط أكثر من 100 جريح، بالرصاص الحي والمغلّف بالمطاط والقنابل الدخانية والغاز السام والمسيّل للدموع، التي أطلقها جنود الإحتلال، وتعمّد فيها الإصابات، مستهدفاً الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف والإعلاميين بشكل مباشر.
وردَّ المتظاهرون السلميون، بإلقاء الحجارة، والزجاجات الحارقة، والألعاب النارية، وإشعال الإطارات المطاطية، وإغلاق الطرقات.
وكان لافتاً الإضراب الشامل، الذي شهدته الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1948، حيث رُفِعَتْ الأعلام الفلسطينية، وصور الشهداء، الذي سقطوا فداءً في هبّة القدس والأقصى بداية شهر تشرين الأوّل 2000، إثر اقتحام آرييل شارون باحات المسجد الأقصى، والشهداء الـ 13، ويافطات أكدت أنّنا «باقون ما بقي الزعتر والزيتون»، و«لا لقانون القومية»، فيما رفع رئيس «القائمة العربية المشتركة للتغيير» الدكتور أحمد الطيبي لافتة كُتِبَ عليها «القدس عربية حرة».
وأكد أنّ «شعبنا الفلسطيني توحّد لرفض قانون القومية وصفقة ترامب»، مضيفاً: «أكدنا أنّنا نرفض أي محاولة للتآمر على قضيتنا العادلة، أو أي قانون عنصري، لأنّنا أصحاب البلد وأبناء الوطن، وأحيا الفلسطينيون ذكرى الشهداء، الذين سقطوا في هبّة القدس والأقصى، تأكيداً على أنّ الفلسطينيين لن ينسوا المجرمين الذين قتلوا أبناءنا».
وسبق ذلك زيارة أضرحة شهداء هبة القدس والأقصى.
في غضون ذلك، اعتدت سلطات الإحتلال على مقدسيين مساء أمس، أثناء تواجدهم في ساحة باب العامود في المدينة المقدّسة، حيث قام عناصرها بدفعهم وضربهم دون سبب، فيما قام عناصر آخرون برش غاز الفلفل بصورة عشوائية باتجاههم، ما أدّى إلى إصابتهم بحروق شديدة في الوجوه ورضوض مختلفة.
وفي إطار ممارسة سلطات الإحتلال التضييق على المقدسيين، استدعت عدداً من الناشطين بعد خروجهم من المسجد الأقصى، وسلّمتهم الاستدعاءات، إذ بات واضحاً ارتفاع وتيرة تلك الممارسات من خلال إصدار قرارات اعتقال أو إبعاد عن المسجد الأقصى والمدينة المقدّسة، في وقت تؤمن فيه الحماية لقطعان المستوطنين للعربدة وممارسة طقوسهم التلمودية التوراتية داخل مسجد الأقصى المبارك.
إلى ذلك، شيّع آلاف الفلسطينيين جثمان الشهيد محمّد زغلول الريماوي (24 عاماً)، إلى مثواه الأخير في مدافن بلدة بيت ريما - شمال رام الله، بعدما سلّمت قوّات الإحتلال جثمانه إلى ذويه، مساء أمس الأوّل، بالقرب من سلفيت، بعد احتجازه لمدة 13 يوماً، إثر استشهاده جرّاء تعرّضه للضرب المبرح على أيدي وحدات إسرائيلية خاصة، اقتحمت غرفة نومه في بيت ريما، وحاولت اعتقاله (18 أيلول 2018).
وقد حُمِلَ جثمان الشهيد على الأكف، بعدما لُفَّ بالعلم والكوفية الفلسطينيين وراية حركة «فتح».