بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 تشرين الثاني 2018 12:00ص د. مصطفى علوش لـ «اللواء»: لا حكومة في الوقت الراهن وقد نكون أمام أزمة مفتوحة

حتى الآن لا نعرف خلفيات «العقدة السنية» و «حزب الله» لا يتحرك إلا بفتاوى إيرانية

حجم الخط
«هي لحظات «بيد انها مستمرة منذ سنوات طويلة، لكن الصبر والايمان وحدهما قادران على انهاء الظلمة للوصول الى المستقبل «الجميل» الذي نتمناه، بهذه العبارات وصف عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش المراحل الصعبة التي يمر بها الوطن، مؤكداً على أن عقدة توزير النواب السنة «الاستفزازيين» والتي يشد بها حزب الله في الوقت الراهن، ليست واضحة المعالم، ولا نعرف شيئاً عن أهدافها حتى الساعة، لكن قد يراد من ورائها تعطيل الحكومة والبلد لحين معرفة نتائج العقوبات المفروضة على لبنان.
وأشار الدكتور علوش الى ان النائب فيصل كرامي لم ينل سوى 7% من الأصوات التفضيلية لأبناء المدينة والذين يعتبرون بغالبيتهم «حزب الله» عدواً، فكيف يجاهر بانتمائه للحزب وقبوله بنيل حقيبة وزارية من خلاله؟
وأضاف بأن تشكيل الحكومة لن ينهي الأزمات القائمة وانما هي تساهم فقط في ادارة الأزمة تماماً كما مؤتمر سيدر.
كلام الدكتور علوش جاء خلال اللقاء الذي أجرته معه جريدة «اللواء» في مكتبه اذ قال:«في قضية تشكيل الحكومة عدنا الى نقطة الصفر، وهذا بالفعل ما حذرنا منه على مدار الأشهر الماضية، وحلحلة العقد التي كانت موجودة لا تعني قرب تشكيلها، كون المسألة مرتبطة بمن يطالب وبكيفية المطالبة، والتقية التي مارسها حزب الله خلال مطالبته بتوزير السنة المستقلين أدت الى تفاقم هذه العقدة والتي لا نعرف حتى الآن شيئاً عن خلفياتها ولا أفقها الغامض».
وتابع الدكتور علوش: «إن لم يظهر أي جديد في نهاية الأسبوع ومطلعه فاننا حتماً أمام أزمة مفتوحة لأجل غير مسمى، برأيي أنه ومع حزب الله لا بد من وجود خلفية لكل ما يقوم به اما محلية أو اقليمية وربما الاثنين معاً، هناك منطق يقول بأن حزب الله يريد الوفاء لحلفائه، ومنطق آخر يشير الى ان الحلفاء لن يقفوا الى جانبه ما لم يتم الايفاء بالوعود وهذا ما ظهر بالفعل خلال لقاءاتهم وتصاريحهم، وهناك منطق آخر يقول بأن حزب الله يحتاج للنواب السنة المستقلين، فضلاً عن أن هناك ما يؤكد بأن حزب الله لا يتحرك الا بفتاوى تأتي من ولاية الفقيه ومن قيادته الأساسية، فاذا كان هناك مصلحة من عدم تشكيل الحكومة الا بعد تبيان نتائج العقوبات الأميركية وتأثيرها على لبنان، اضافة الى انتظار نتائج الانتخابات الأميركية، وهنا أقول بأنه من الأفضل أن لا يشارك حزب الله في الحكومة، وبهذه الطريقة قد يساهم في حماية لبنان من العقوبات المباشرة، وحينها يحظى حزب الله بالحماية الاجتماعية اللبنانية والوزراء الثلاثون، هذه تحليلات لأن حزب الله لن يسير بهذه الطريقة».
الحريري قال كلمته
ورداً على سؤال يقول:«لن يتراجع الرئيس سعد الحريري عن قراره الرافض لتوزير أحد النواب السنة «الاستفزازيين»، أما التسوية التي تقول بأن يأخذ رئيس الجمهورية اسماً على عاتقه من خارج اللقاء التشاوري فمن الممكن أن يحل الأزمة القائمة، لكن حزب الله سيرفض الأمر وتبقى الأزمة مفتوحة على كل الاحتمالات، ونحن هنا لا ننتظر حلولاً من الخارج الا اذا أتت من ايران».
استفزاز
وعن موقف النائب فيصل كرامي يقول:«أكبر استفزاز لأبناء المدينة أتى منذ لحظة فرض النائب كرامي عليهم من قبل حزب الله، حتى الوزارة حصل عليها من قبله في السابق، لأنه حتى بالأرقام فان فيصل كرامي نال أقل من 7% من الأصوات التفضيلية لأبناء المدينة، وبغض النظر عما ناله فان وصمة عار على الجبين السياسي الطرابلسي تحديداً أن يكون تابعاً لحزب الله نظراً لوجود قاعدة شعبية تعتبر «حزب الله عدواً» ، وبهذه الحالة تعتبر اللعبة في منتهى الخطورة مما يزيد اصرارنا على عدم توزيره كوننا لن نتسبب بالاهانة لقاعدتنا الشعبية ولا لأهلنا في الشمال».
وأشار الدكتور علوش الى ان «كرامي يتبع هذا الأسلوب لأنه لا يملك أي خيار آخر، وهو لولا حزب الله لما وصل للمجلس النيابي، وهذه حقيقة ظاهرة كعين الشمس، وهنا نسأل ماذا لدى النائب كرامي غير ارثه السياسي؟ حتى ان معالجته للأمور غير منطقي ولا قيمة له، ما أنجزه عبد الحميد كرامي أنجزه لوحده تماماً كما الرئيس الشهيد رشيد كرامي، حتى الساعة لم نلمس أي لمحة نباغة في السياسة على الأقل ولا حتى تصرفاته تجاه الوضع القائم جيدة، هو فقط «كورقة توت» للمقاومة وهذا الأمر غير كافٍ لايجاد الموقع الملائم داخل بين أبناء المدينة».
ميقاتي
وعن الرئيس نجيب ميقاتي يقول:» برأيي أن الرئيس ميقاتي بات مدركأً للأمور بشكل جيد، ويعلم بأن الواقع كارثي، لذا هو ينأى بنفسه عن كل ما يجري، طبعاً هو يرفض تكرار تجربة 2011 بالرغم من الظروف المختلفة، فبعكس ما يظن البعض اليوم الضغوطات كبيرة على ايران وحزب الله، كل الدلائل تشير الى اننا لسنا في عصر «الهيجان الايراني» بل اننا في عصر «العقلنة الايرانية».
وتابع: «حزب الله يفضل الهروب الى الأمام بدل التراجع والذي يعني النهاية، هو سيفضل المغامرة كون لبنان ليس الا موقعاً وساحة وليس وطناً، كون رؤية حزب الله هي رؤية أممية، ولبنان ليس الا بقعة أرض بالنسبة له».
لا إيجابيات
وعن ايجابيات تشكيل الحكومة:«أوضاعنا الصعبة لن تنتهي بتشكيل الحكومة والتي مع حزب الله والوضع الاقليمي لن تغير شيئاً من الوضع القائم، هي فقط تساهم بإدارة الأزمة وليس انهائها، ومؤتمر سيدر أيضاً سيساهم في ادارتها، لأن بعض الأفرقاء السياسيين قد لا يقبلون بالشروط التي سيفرضها مؤتمر سيدر».
ونفى الدكتور علوش علمه بالحقيبة التي سينالها في الحكومة المقبلة مؤكداً «على أنه ما من شيء مؤكد، هو فقط عضو ضمن تيار المستقبل والذي إن ارتأى رئيسه اختياري لملف معين فانني حتماً على أتم الجهوزية لذلك».
وختم الدكتور علوش قائلاً:«نحن نعيش لحظات مستمرة من عدة سنوات، وهي مرحلة يمكن تمريرها بصمودنا وصبرنا على الاستمرار من أجل الوصول للمستقبل الذي نتمناه وهو سيكون أفضل بلا شك».