تصدّر اسم "آيا صوفيا" خلال الأيام
القليلة الماضية الاهتمام الإقليميّ، بل والدوليّ، إثر كشف تركيا ورئيسها رجب طيب
أردوغان عن نيّة إعادة تحويل هذا المعلم التاريخيّ العريق إلى مسجد، وتشريع أبوابه
أمام المصلّين. فكيف تغيّرت "آيا صوفيا" عبر العصور؟
"آيا صوفيا" معلم تاريخيّ مشهور في الضفة الأوروبيّة
من مدينة إسطنبول، أنشئ في القرن السادس، وتحديدًا عام 532 م، تحت حكم الإمبراطور
البيزنطيّ جوستنيان الأوّل، وظلّت 916 سنة كاتدرائيّة أرثوذكسيّة شرقيّة، وتعتبر اليوم
واحدة من أهم الآثار الموروثة من العهد البيزنطيّ، وهي مدرجة على قائمة
التراث العالميّ لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو).

(آيا صوفيا بريشة رسام الخرائط الهولندي آدريان ريلاند - 1719 Wikimedia - Public Domain)
إثر فتح القسطنطينيّة، اشترى السلطان محمد الفاتح الكنيسة
ثمّ جعلها وقفًا إسلاميًا، فباتت "آيا صوفيا" مسجدًا، وبقيت كذلك حتى
عام 1934، عندما قرّر رئيس الجمهوريّة التركيّة آنذاك مصطفى كمال أتاتورك، تحويل
المسجد إلى متحف.
هذا التوقيع، بات في السنوات الأخيرة موضع تشكيك من
قبل بعض الأطراف، الذين قالوا إنّ مؤرخين لديهم أدلة بالاستناد إلى التاريخ
والأبحاث العلميّة الحديثة، أنّ توقيع أتاتورك على قرار تحويل المسجد إلى متحف
مزوّر، وسط دعوات أطلقها الرئيس التركيّ رجب طيب أردوغان، لإعادة فتح "آيا
صوفيا" مسجدًا، باعتباره وقفًا إسلاميًا منذ أيام محمد الفاتح.

هذه الدعوات لاقت قبولًا لدى المحكمة الإداريّة التركيّة
العليا، التي أصدرت قرارها الحاسم. إذ أُعلن في العاشر من تموز/ يوليو 2020، إعادة
"آيا صوفيا" مسجدًا، وإلغاء المرسوم الحكوميّ الصادر في عام 1934 بتحويله
إلى متحف.
إثر إعلان التحويل، سارع الرئيس التركيّ رجب طيب
أردوغان، إلى طلب احترام هذا القرار، مؤكدًا أنّه "مثل جميع مساجدنا، ستكون
أبواب "آيا صوفيا" مفتوحة للجميع، مسلمين أو غير مسلمين"، إذ سيبقى السياح
قادرين على دخولها.