بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

27 شباط 2020 12:44ص أردوغان «لن يتراجع» في إدلب... وكفرنبّل أيقونة الثورة تسقط

أطفال سوريون يحاولون تسلق الجدار الحدودي التركي في مخيم للنازحين في قرية كفر لوزين في محافظة إدلب (أ ف ب) أطفال سوريون يحاولون تسلق الجدار الحدودي التركي في مخيم للنازحين في قرية كفر لوزين في محافظة إدلب (أ ف ب)
حجم الخط
أكد الرئيس رجب طيب أردوغان امس أن تركيا «لن تتراجع قيد أنملة» في إدلب، في شمال غرب سوريا، حيث تتصاعد المواجهات بين الجيش التركي من جهة وقوات النظام السوري وروسيا من جهة أخرى.

ويتوقع أن يُعقد اجتماع بين أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وفق ما أعلن وزير الخارجية التركي، قبيل قمة محتملة تضم ألمانيا وفرنسا في مسعى للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في إدلب.

وقال أردوغان في كلمة أمام نواب من كتلة «العدالة والتنمية» في البرلمان في أنقرة «لن نتراجع قيد أنملة في إدلب، وسندفع بالتأكيد النظام (السوري) خارج الحدود التي وضعناها، ونضمن عودة الناس إلى ديارهم».

وفي إطار اتفاقات مع روسيا - إحدى أكبر داعمي الرئيس بشار الأسد - أقامت تركيا الداعمة لفصائل معارضة، 12 موقع مراقبة في إدلب لكن العديد منها تعرضت لإطلاق نار من جانب قوات النظام السوري.

ودعا أردوغان النظام السوري إلى «وقف هجماته في أقرب وقت» والانسحاب قبل نهاية شباط الحالي.

وقال أردوغان «المهلة التي أعطيناها للذين قاموا بتطويق مواقع المراقبة التابعة لنا، شارفت على الانتهاء».

وأضاف «نحن بصدد التخطيط لتحرير مواقع المراقبة تلك من الذين يطوقونها، بشكل أو بآخر بحلول نهاية شباط».

وأضاف الرئيس التركي أن «مشكلتنا الأكبر حاليا هي أنه لا يمكننا استخدام المجال الجوي» فوق إدلب والذي تسيطر عليه روسيا.

وبعد وقت قصير من هذه التصريحات، ذكرت تقارير إعلامية أن عسكريين ودبلوماسيين من روسيا وصلوا الى أنقرة لمزيد من المحادثات مع نظرائهم الأتراك، والتي بدأت في وقت متأخر بعد الظهر.

وفي وقت يتعرض فيه الغرب لانتقادات بسبب عدم قدرته على التأثير على الاوضاع في إدلب، حض وزراء خارجية 14 دولة أوروبية أنقرة وموسكو أمس على «خفض التصعيد»، وذلك في مقال نشرته صحيفة لوموند الفرنسية.

وقال الوزراء في عمود نشر في صحيفة لو موند الفرنسية اليومية «ندعو النظام السوري وداعميه، خاصة الروس، لإنهاء هذا الهجوم والعودة لترتيبات وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها في خريف 2018».

وأضافوا «ندعوهم لوقف العمليات القتالية على الفور واحترام التزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي، ولا سيما حماية العاملين في الشؤون الإنسانية والعاملين الطبيين الذين يغامرون بأرواحهم من أجل المدنيين».

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أمس أن أنقرة ستطلب خلال المحادثات مع الوفد الروسي بشكل ملح «وضع حد لهجمات النظام بشكل دائم» في إدلب.

وقال الوزير التركي إن أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قد «وافقا على الالتقاء» قبل قمة رباعية محتملة مع فرنسا وألمانيا.

وكان الكرملين اشار الثلاثاء إلى أن اجتماعا بين أردوغان وبوتين ليس مطروحا، واضاف أن قمة ثلاثية مع إيران، يمكن أن يتم التخطيط لها بدلا من اجتماع متعدد الأطراف مع فرنسا وألمانيا.

من جهة اخرى، نقلت الصحف التركية عن أردوغان قوله إن تركيا لم تتلق بعد المساعدات التي «وعدت بها» الولايات المتحدة في إدلب، مؤكدًا أن أنقرة ستحصل على منظومة دفاعية أميركية من طراز باتريوت إذا وافقت واشنطن على بيعها.

في غضون ذلك، تواصل قوات دمشق التقدم ميدانيا مدعومة بضربات جوية روسيا، لاستعادة المناطق التي لا يزال يسيطر عليها الجهاديون والفصائل المقاتلة المدعومة من تركيا في إدلب.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية قوله إن روسيا تتوقع نتائج إيجابية للمحادثات مع تركيا.

وأعلن الجيش السوري في بيان بثه التلفزيون الرسمي أنه «استعاد السيطرة» على العديد من البلدات والمناطق في الأيام القليلة الماضية من بينها كفرنبل في جنوب إدلب، البلدة التي كانت من بين أولى البلدات التي تظاهرت ضد دمشق.

وتعهد الجيش «تحرير جميع أراضي الجمهورية العربية السورية من دنس الإرهاب وداعميه».

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري إن الهدف المباشر للقوات الحكومية هو الوصول إلى بلدة كفر عويد التي ستجبر السيطرة عليها مقاتلي المعارضة على الانسحاب من قطاع أكبر من الأراضي منها آخر موطئ قدم لهم في محافظة حماة.

وقال النظام السوري إنه سيطر على عدد من القرى والبلدات في الأيام القليلة الماضية إلى الجنوب من إدلب ووصف الأراضي التي سيطر عليها بأنها مفارق طرق بين مناطق تسيطر عليها المعارضة.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام استعادت الثلاثاء السيطرة على بلدة كفرنبل جنوب محافظة إدلب.

وقبل نحو تسع سنوات، استقطبت كفرنبل أنظار العالم عبر شعاراتها الجريئة ضد النظام السوري والساخرة من المجتمع الدولي وإهماله، فتحولت إلى رمز لحركة الاحتجاجات. 

ومع سيطرة قوات النظام عليها، تفقد «الثورة» أو ما تبقى منها البلدة المتحدثة باسمها.

شارك إبراهيم سويد (31 عاماً) في أول تظاهرة خرجت في بلدة كفرنبل في جنوب محافظة إدلب (شمال غرب) مطلع نيسان 2011، بعد أسبوعين من بدء حركة الاحتجاجات ضد النظام.

ويصف  بلدته بـ«أيقونة الثورة وعودها الرنان، وشرارة الثورة في الشمال السوري».

لكن هذه «الأيقونة» سقطت أمس أمام هجوم عنيف من قوات النظام التي سيطرت عليها بعد حملة من القصف العنيف الذي خلف دمارا واسعا، زار المدينة قبل فترة قصيرة من دخول قوات النظام اليها، ووجدها خالية تماماً إلا من الكلاب والقطط الشاردة.

(ا.ف.ب - رويترز)