أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امس أن إسرائيل والإمارات اتفقتا على إعفاء مواطني البلدين من تأشيرات السفر، لتكون الإمارات أول دولة عربية يستثنى مواطنوها من هذا الإجراء لدخول الدولة العبرية، ويأتي ذلك خلال زيارة لأول وفد إماراتي رسمي إلى تل أبيب.
وقال نتنياهو بعد استقباله الوفد الذي وصل في زيارة ليوم واحد «نحن نعفي مواطنينا من تأشيرات السفر».
وأضاف رئيس الوزراء مخاطبا رئيس الوفد وزير الدولة لشؤون المالية حميد عبيد الطاير ووزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين «اليوم نصنع التاريخ ليبقى للأجيال القادمة (...) سنتذكر هذا اليوم باعتباره يوما مجيدا للسلام».
ويضم الوفد الرسمي الإماراتي الذي وصل من أبوظبي على متن طائرة تابعة لشركة «الاتحاد للطيران»، الناقل الرسمي لدولة الإمارات، وزير الاقتصاد عبد الله بن طوق المري.
من جهة ثانية، تسلم وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي خلال مأدبة غداء جمعته مع الوفد الإماراتي، رسالة «شخصية» من وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زياد آل نهيان، تضمنت طلبا بفتح سفارة للإمارات في إسرائيل. وجاء في الرسالة «نريد فتح سفارة في تل أبيب في أقرب وقت ممكن».
وختم وزير الخارجية الإماراتي رسالته بالثناء على «كل الجهود التي تبذلونها لتعزيز التعاون بين بلدينا، وأنا واثق تماما من دعمكم المطلق لفتح البعثات الدبلوماسية».
وتوقع آل نهيان في رسالته أن تفتح إسرائيل سفارة لها في أبوظبي قريبا.
وخلال حلقة «حوار استراتيجي» عبر الانترنت امس، بين مسؤولين إماراتيين وأميركيين، قال وزير الخارجية الإماراتي «اليوم، نرى خطوة كبيرة مهمة قد أنجزت في العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل».
وأضاف متوجها إلى نظيره الأميركي مايك بومبيو «بصراحة، لم يكن ذلك ليحصل من دون مساعدة إدارة ترامب، ومن دون مساعدتكم الشخصية، (...) والتزامكم وعملكم من أجل تعميق العلاقة مع الإمارات».
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي كان يضع كمامة واقية، أن الإعفاء من تأشيرات السفر سيوفر دعما كبيرا لقطاع الأعمال والسياحة.
وبالإضافة إلى اتفاقية الإعفاء من تأشيرات السفر، وقع مسؤولو البلدين في مطار بن غوريون على ثلاث اتفاقيات تتعلق بالاستثمار والتعاون العلمي، واتفاقية للطيران تسمح بتسيير 28 رحلة أسبوعيا بين البلدين. وأعلنت شركة الطيران الإسرائيلية (أركياع)، امس عزمها تسيير سبع رحلات أسبوعية إلى دبي بدءا من الثالث من كانون الثاني 2021.
من جهته، أكد وزير الدولة لشؤون المالية حميد عبيد الطاير، على التزام الإمارات بأن تكون من الدول «الرائدة إقليميا في العمل على الإصلاح الاقتصادي (...) التجارة الدولية والاستقرار السياسي وصنع السلام».
وندد الفلسطينيون بما يُسمى «اتفاقيات أبراهام» وتخلّوا عن رئاسة مجلس الجامعة العربية في دورته الحالية احتجاجا على إخفاقها في التوصل إلى مشروع قرار يرفض اتفاقي التطبيع.
واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل ابو يوسف توقيع الاتفاقيات بين الجانبين الإسرائيلي والإماراتي، «طعنات جديدة توجهها الإمارات للشعب الفلسطيني وقضيته».
وأكد أبو يوسف، أن الإمارات تقدم بموجب هذه الاتفاقيات «أوراق الاعتماد لدولة الاحتلال في الوقت الذي تعلن فيه إسرائيل عن مزيد من الاستيطان والضم للأرض الفلسطينية».
وامس أيضا، أعلنت الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات عن إنشاء «صندوق إبراهيم» الاستثماري. وبحسب بيان منشور على الموقع الإلكتروني للسفارة الأميركية في القدس، يعتبر الصندوق جزء لا يتجزأ من اتفاقية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات. ويهدف الصندوق إلى الاستثمار بقيمة ثلاثة مليارات دولار، من أجل تعزيز التجارة الإقليمية، وتمكين مشاريع البنية التحتية الاستراتيجية، وأمن الطاقة، وتحسين الإنتاجية الزراعية، وتسهيل الوصول الموثوق والفعال للمياه النظيفة في المنطقة.
وأشار البيان إلى عزم البلدان الثلاثة على افتتاح مكتب للتنمية في إسرائيل لتحديد وبدء مشاريع استراتيجية ذات تأثير إنمائي كبير.
(أ ف ب)