حذّر الديمقراطيون مرشّحهم
للانتخابات الرئاسيّة جو بايدن من خسارة مؤكدة قد يواجهها، والسبب يكمن في رسائل منافسه
الجمهوريّ، الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب، حول وقف تمويل الشرطة وعدم إدانة العنف،
والتي تصيب بايدن في مقتل!
فقد يواجه بايدن خسارة مؤكدة
إذا لم يعالج هذه القضايا، بل إنّ المحيطين به قالوا إنّه قد تأخر فعلًا في هذا الملف.
هذه المخاوف فجّرها استطلاع
للرأي أجرته "نيويورك تايمز"، أظهر أنّ الأغلبيّة يهتمون بالأمن والاستقرار
ومكافحة الجريمة أكثر من وباء "كورونا"، وأنّ الأفضلية في هذا الاستطلاع
اتجهت بالأغلبية لصالح ترامب حتى بين الناخبين الديمقراطيين.
إذ أظهر أحدث استطلاع أجرته New York Times / Siena College أنّ جو بايدن يقود الرئيس ترامب في أربع ولايات متأرجحة مهمّة، لكن
الاستطلاع أظهر أيضًا كيف يمكن أن يخسر بايدن الانتخابات.
وإذا كانت الحملة عبارة عن استفتاء على فيروس "كورونا"،
فمن المحتمل أن يخسر ترامب. فقد عانت الولايات المتحدة أكثر من أيّ دولة غنيّة
أخرى تقريبًا. وعند بداية تفشّي المرض الجديد هذا الصيف ارتفع تقدّم بايدن إلى ما
يقرب من 10 نقاط مئوية. لكنّ القضية
الأخرى التي هيمنت على الأخبار في الأشهر الأخيرة أكثر تعقيدًا من الناحية السياسيّة،
وهي مزيج من عنف الشرطة والظلم العنصريّ والاحتجاجات العنيفة وتزايد الجريمة في
العديد من المدن.
هذه القضايا لديها القدرة على إيذاء كلّ من ترامب
وبايدن، بطرق مختلفة، وحتى الآن لم ينجح بايدن في إرسال رسالة مقنعة للناخبين تحمي
نقاط ضعفه.
ربما كانت النتيجة الأكثر إثارة للدهشة من الاستطلاع
هي ما يلي: في الولايات الأربع المتأرجحة - مينيسوتا ونيفادا ونيوهامبشاير
وويسكونسن- قال عدد أكبر من الناخبين، إنّ "معالجة القانون والنظام"
كانت قضيّة أكثر أهمية بالنسبة لهم من معالجة جائحة فيروس "كورونا".
للوهلة الأولى قد يبدو أنّ مخاوف النظام والقانون
هذه تساعد بايدن، حيث يثق عدد أكبر من الناخبين في أنّه يقوم بعمل أفضل في العديد
من القضايا ذات الصلة - بما في ذلك جرائم العنف وتوحيد البلاد والتعامل مع الاحتجاجات
- لكنّ الأمر ليس بهذه البساطة.
تقول الصحيفة: لقد اتّخذ معظم الأميركيين قراراتهم
بالفعل بشأن الانتخابات وإجاباتهم عن أسئلة الاستطلاع حول المرشح الذي يثقون فيه
في قضايا محدّدة تكاد تكون بلا معنى في هذه المرحلة، لكنّ القضية الأكبر هي كيف
يشعر الناخبون المترددون وغير الملتزمين.
تتابع: هنا تكمن مشكلة بايدن خصوصًا فيما يتعلق
بالقضايا العامة للجريمة والشرطة، ويبدو أنّ لديه مجموعة أكبر من المؤيدين
الناعمين وهم الأشخاص الذين يمكن أن يغيّروا رأيهم وينقلبوا لصالح ترامب، حيث هناك
بالتأكيد الكثير من الداعمين لبايدن والذين يشعرون بقلق بشأن الجريمة. وهذه
المخاوف تشمل الفئة التي يعتمد عليها وهم الناخبون السود واللاتينيون والبيض.
في الواقع، لدى بايدن طرق محتملة لمعالجة نقاط الضعف
هذه، حيث يقول أغلبيّة المستطلعين إنّهم يعتقدون أنّه يدعم وقف تمويل الشرطة - وهو
موقف رفضه بايدن، لكن من الواضح أنّه لم يكن واضحًا بما فيه الكفاية.
بدا أنّ الغموض في "وقف تمويل الشرطة"،
وما إذا كان ذلك يعني إلغاء أو تقليل تمويل الشرطة، هو جزء من التحدي الذي يواجهه
حاليًا. كما قال غالبية المشاركين في الاستطلاع إنّ بايدن "لم يفعل ما يكفي
لإدانة أعمال الشغب العنيفة"، حتى إنّ 27 في المئة من مؤيديه قدموا هذه
الإجابة.
في الانتخابات، كلّ حملة سياسيّة هي مزيج من الهجوم
والدفاع. بالنسبة لبايدن، هناك طرق واضحة لمواصلة الهجوم - حول الفيروس، وجدول
أعمال بايدن الاقتصادي، وإثارة ترامب للعنصريّة وتحريضه على الفوضى أثناء
الاحتجاجات.
لكن دوامة القضايا المعقدة حول تلك الاحتجاجات، بما
في ذلك العنف ومستقبل الشرطة، تخلق أيضًا المشاكل لبايدن ولم يقم بحلّها بعد، وهذه
أحد أسباب عدم تحوّل الحملة إلى مسار كان يبدو ممكنًا هذا الصيف. فهل تأخّر بايدن
في إدانة العنف؟
المصدر: العربيّة + اللواء