اعتبر الرئيس الاميركي دونالد ترامب امس أن مساعي عزله في الكونغرس الاميركي «سخيفة تماما» وتتسبب بـ«غضب هائل»، فيما تتزايد المخاوف من وقوع أعمال عنف جديدة خلال حفل تنصيب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة في 20 الجاري في واشنطن، مع إعلان وزير الأمن الداخلي بالوكالة تشاد وولف امس الاول استقالته في خطوة مفاجئة.
وقال ترامب الذي كان يتحدث لدى مغادرته البيت الأبيض على متن المروحية مارين وان في زيارة إلى تكساس، إن إجراءات عزله المحتملة في مجلس النواب اليوم هي «استمرار لأكبر حملة مطاردة في تاريخ السياسة».
ووصف ترامب قبل يوم من تصويت المشرعين في أميركا على عزله للمرة الثانية، العملية بـ«الخطرة» وحذر من أنها ستتسبب بـ«غضب واسع»، حسب قوله.
وتابع ترامب قائلا: «من أجل أن تُكمل نانسي بيلوسي وتشك تشومر الطريق، أعتقد أن الأمر يتسبب بغضب واسع لبلادنا، يتسبب بغضب واسع، ولا أريد العنف»، حسب قوله.
ورأى الرئيس الأميركي أنّ خطابه الأسبوع الماضي أمام أنصاره قبيل الاعتداء على مقرّ الكونغرس كان «مناسبا تماما».
وأشار إلى خطابه في ذاك اليوم وبالأخص «الجملة الأخيرة» منه، معتبراً أنّها «مناسبة تماماً».
وقال إنّ قرار وسائل تواصل اجتماعي على غرار تويتر بوقف حسابه «خطأ كارثي».
الى ذلك، ازدادت المخاوف من وقوع أعمال عنف جديدة خلال حفل تنصيب بايدن، مع إعلان وزير الأمن الداخلي بالوكالة تشاد وولف امس الاول استقالته في خطوة مفاجئة.
ويغادر وولف منصبه بعد خمسة أيام على قيام حشد من أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب باقتحام مبنى الكابيتول لمقاطعة جلسة المصادقة على فوز بايدن في الانتخابات.
ووصف الوزير بالوكالة الهجوم الذي تسبب بمقتل خمسة أشخاص بأنه «مأساوي» و«مثير للاشمئزاز»، في وقت يكثف المسؤولون المحليون وقوات الأمن الجهود لمنع وقوع أعمال عنف جديدة.
وتشرف وزارة الأمن الداخلي على عدد من قوات إنفاذ القانون ومن بينه الجهاز السري المكلف ضمان أمن البيت الابيض والرئيس.
وأوضح وولف أنه يستقيل لأسباب إجرائية، وعين مدير الوكالة الفدرالية للأوضاع الطارئة بيت غاينور ليحل محله.
غير أن هذه الخطوة لم تضع حدا للتساؤلات بشأن أمن العاصمة الفدرالية خلال الاسبوع المقبل.
وحذر مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) في وثيقة داخلية بأن أنصارا لترامب يخططون للقيام بتظاهرات مسلحة في الولايات الخمسين خلال الفترة الممتدة من نهاية الاسبوع إلى موعد أداء بايدن اليمين الدستورية، وفق ما كشفت وسائل إعلام.
وأعلن البيت الأبيض في بيان أن ترامب «أعلن حال طوارئ في واشنطن دي سي وأمر بمساعدة فدرالية لمساندة جهود واشنطن للاستجابة للظروف الطارئة الناتجة عن مراسم تنصيب الرئيس التاسع والأربعين من 11 الجاري إلى 24 كانون الثاني 2021».
وجاء في البيان أن الأمر أعطى وزارة الأمن الداخلي الصلاحية للتحرك «من أجل إنقاذ أرواح وحماية الممتلكات والصحة والسلامة العامة وخفض أو تفادي مخاطر وقوع كارثة في قطاع كولومبيا».
في هذه الأثناء واصل المسؤولون الفدراليون والمحليون تبادل الاتهامات بشأن مسؤولية الأحداث التي شهدتها واشنطن الأربعاء، حين فشلت الشرطة في صد آلاف المتظاهرين.
وأعلن البنتاغون الإثنين أنه سمح بنشر 15 ألف عنصر من الحرس الوطني خلال مراسم تنصيب بايدن.
وقال رئيس مكتب الحرس الوطني في وزارة الدفاع الجنرال دانيال هوكانسون أنه إضافة إلى 6200 عنصر ينتشرون حاليا في واشنطن، سيتم إرسال تعزيزات من حوالى عشرة آلاف عنصر بحلول نهاية الأسبوع.
وقبل إعلان استقالته، أمر وولف بتسريع تحضيرات الجهاز السري، محذرا من «أحداث الأسبوع الماضي والمشهد الأمني المتبدل».
وتتقدم التحضيرات للمراسم بوتيرة سريعة، ولا سيما مع إقامة سياج أمني حول محيط مبنى الكابيتول حث سيؤدي بايدن اليمين الدستورية خلفا لترامب.
ويتقاطر مئات آلاف الأميركيين عادة إلى واشنطن كل أربع سنوات لحضور تنصب رئيس جديد.
وقالت باوزر «نطلب من الأميركيين عدم القدوم إلى واشنطن لحفل تنصيب الرئيس التاسع والأربعين في 20 كانون الثاني وعوضا عن ذلك، المشاركة عبر الإنترنت».
وسيؤدي بايدن اليمين الدستورية عند مبنى الكابيتول أمام جادة «ناشونال مول» التي ستمتلئ بالأعلام الأميركية بدلا من الحشود التي تتجمع فيها عادة.
وبعد ذلك يتوجه بايدن مع ثلاثة من أسلافه هم باراك أوباما وبيل كلينتون وجورج بوش إلى مقبرة آرلينغتون الوطنية ليضع إكليلا من الزهر على قبر الجندي المجهول.
(ا.ف.ب - رويترز)