هددت الصين بالرد في حال أقر الكونغرس الأميركي تشريعا يعد بفرض عقوبات على الصين على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد، الذي تجاوز عدد المصابين به 5 ملايين في العالم، أغلبهم في أوروبا التي تواصل رفع الحجر رغم وجود خشية من حصول طفرة وبائية.
وارتفع منسوب التوتر بين القوتين العظميين في الأسابيع الأخيرة مع انخراطهما في سجال بشأن الوباء. وانتقدت واشنطن طريقة تعاطي بكين مع بدايات انتشار الفيروس في مدينة ووهان الصينية أواخر العام الماضي قبل تفشّيه حول العالم.
وقال المتحدّث باسم البرلمان الصيني جانغ يسوي في مؤتمر صحافي عشية انعقاد الجلسة السنوية لمجلس الشعب «نعارض مشاريع القوانين هذه بشدّة وسنرد بحزم وسنتّخذ تدابير مضادة بناء على المناقشات (التي سيجريها البرلمان) بشأن هذه التشريعات».
وافتتحت الفعاليات السنوية البالغة الأهمية للمؤتمر السياسي الاستشاري الشعبي في الصين امس بدقيقة صمت على أرواح ضحايا جائحة كوفيد-19 التي أودت بأكثر من 4600 شخص في البلاد منذ ظهورها أواخر العام الماضي.
وجلس الرئيس شي جينبينغ وبقية أعضاء المكتب السياسي البالغ عددهم 25 عضوا، وهو أعلى هيئة قيادية في الحزب الشيوعي، في وسط القاعة، وكانوا الوحيدين الذين لم يضعوا كمامات بين الحضور.
وقال تشانغ يه سوي المتحدث باسم البرلمان الصيني للصحفيين في إفادة صحفية قبل افتتاح الجلسة السنوية للبرلمان اليوم: «الصين لا تبدأ أي مشكلة لكنها لا تشعر أيضا بالرعب من حدوث مشكلة».
وتابع قائلا إن الولايات المتحدة لديها الكثير الذي ستخسره وإن التعاون هو النهج الحكيم الذي يتعين اتخاذه.
وقال:«التعاون بين الصين والولايات المتحدة يفيد الطرفين فحسب في حين أن الصراع سيضر بهما معا... التعاون هو الخيار الوحيد الصحيح».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية زهاو ليجيان «في مكافحتها للوباء كانت الحكومة الصينية دائما منفتحة وشفافة ومسؤولة».
من جهة اخرى، أعلن البرلمان الصيني أنه سيناقش مقترحا لفرض قانون مرتبط بالأمن القومي في هونغ كونغ خلال جلسته السنوية، في خطوة يرجّح أن تثير اضطرابات في المدينة التي تتمتّع بحكم شبه ذاتي.
وسبق أن أكدت الصين أنها تسعى لإقرار قانون أمني جديد بعدما هزّت احتجاجات مدافعة عن الديموقراطية حاشدة وتخللها العنف أحيانا هونغ كونغ على مدى سبعة شهور العام الماضي.
وقال الرئيس الاميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة سترد بقوة إذا واصلت الصين خططها لفرض تشريع جديد للأمن القومي على هونغ كونغ .
وامس ، قالت الحكومة البريطانية إن وزير الدفاع بن والاس ونظيره الأميركي مارك إسبر بحثا الحاجة للتعامل مع المعلومات المضللة القادمة من روسيا والصين.
ورفعت ولاية ميزوري الأميركية دعوى قضائية كذلك بحق القيادة الصينية على خلفية الفيروس، مطالبة بتعويضات على ما اعتبرتها عملية خداع مقصودة وخطوات غير كافية لمنع تفشي الوباء.
في غضون ذلك ، تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد 5 ملايين في العالم، أغلبهم في أوروبا التي تواصل رفع الحجر رغم وجود خشية من حصول طفرة وبائية، ويأتي ذلك في حين تستعد الصين لإعلان «الانتصار» على الوباء.
تضاعف عدد الإصابات المسجلة خلال شهر ليصل إلى 5،01 مليون على الأقل، بينها 328220 وفاة .
ورغم أن هذه الأرقام لا تعكس الواقع كاملا، تظهر المعطيات تسارع انتشار العدوى خاصة خلال الأيام العشر الأخيرة. سجلت أوروبا، القارة الأكثر تضررا، نحو مليوني إصابة بينها 169932 وفاة.
مع ذلك، تواصل الدول الأوروبية تخفيف إجراءات العزل تدريجيا. ويتوقع امس فتح كل شواطئ كورسيكا تقريبا، بينما فتحت قبرص المدارس والمقاهي والمطاعم وصالونات الحلاقة بعد شهرين من تقريبا من الحجر.
ورغم فتح الشواطئ السبت، ستبقى المطارات والفنادق مغلقة، ما سيطيل أزمة القطاع السياحي الحيوي لاقتصاد الجزيرة. وتترافق هذه التطورات مع خشية من حصول طفرة وبائية.
في إسبانيا حيث سجلت وفاة حوالى 28 ألف شخص، أعادت برشلونة فتح شواطئها وحدائقها. لكن الحكومة مددت حالة الإنذار حتى السادس من حزيران ، وفرضت وضع الأقنعة الواقية بدءا من سن الست سنوات في كل الأماكن العامة التي يصعب فيها الإبقاء على مسافات، بما في ذلك في الشوارع.
ويواصل الوباء انتشاره في الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضررا في العالم لناحية الإصابات (1،55 مليون) والوفيات (أكثر من 93400). مع ذلك، يصر الرئيس الأميركي الذي يواجه انتقادات حادة لإدارته الأزمة الصحية، على إعادة الحياة الى طبيعتها. وقد دعا مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى إلى اجتماع بحضور القادة في كامب ديفيد.
وسجّلت الولايات المتّحدة 1561 وفاة جرّاء كورونا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليتجاوز بذلك إجماليّ الوفيّات الناجمة عن وباء كوفيد-19 في هذا البلد 93 ألفاً و400 وفاة .
وصارت أميركا اللاتينية والكاريبي المنطقة التي ينتشر فيها الفيروس بأسرع وتيرة، إذ سجلت نحو 30 ألف إصابة جديدة الأربعاء. وتشهد البرازيل تسارعا في انتشار الوباء بحصيلة يومية ارتفعت إلى 1179 وفاة. لكن الرئيس اليميني المتطرف جاير بولسونارو يواصل التقليل من خطورة فيروس كورونا المستجد وانتقاد إجراءات العزل.
وتحت ضغط رئيس الدولة البرازيلي، أوصت وزارة الصحة الأربعاء باستخدام الكلوروكين وعقار الهيدروكسي كلوروكين لمرضى كوفيد-19 الذين تظهر عليهم عوارض خفيفة. وبانتظار لقاح ودواء، يثير استخدام هذا العقار جدلا لأن تأثيره على الفيروس لم يثبت حتى اليوم. أما في تشيلي، فقد ارتفع عدد الإصابات إلى أكثر من خمسين ألفا، بينما سارت تظاهرة جديدة في أحد الأحياء الشعبية للمطالبة بمساعدات غذائية للتشيليين الأكثر فقرا الذي يعانون من توقف النشاط الاقتصادي.
وحضّت إيران مواطنيها على تجنّب السفر خلال عيد الفطر في وقت أعلنت عن ارتفاع جديد في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد.
(أ.ف.ب-رويترز)