أكدت الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية على تعزيز العلاقات بين البلدين وتأمين استقرار المنطقة في مواجهة القوى التي تهدد أمنها وفي مقدمها إيران.
جاء ذلك خلال الحوار الاستراتيجي السعودي الأميركي الأول الذي انطلق أمس في العاصمة واشنطن
وترأس جلساته وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، وعن الجانب الأميركي مايك بومبيو وزير خارجية الولايات المتحدة.
وفي مؤتمر صحافي مشترك جمع بن فرحان وبومبيو، قال وزير الخارجية الأميركي: «بحثت مع وزير خارجية السعودية الأمن المشترك وتعزيز التعاون العسكري معها مؤكدا أن إيران تهدد أمن المنطقة وأمن السعودية».
وأكد بومبيو إن «السعودية قوة استقرار في المنطقة» وجدد دعمه «برنامج بيع أسلحة متين للسعودية» من أجل «مساعدة المملكة في حماية مواطنيها والحفاظ على الوظائف الأميركية».
من جهته، قال وزير الخارجية السعودي: «نتطلع لتعزيز علاقاتنا مع واشنطن، وبحث تعزيز استقرار المنطقة، مشيراً إلى أن «قوى الإرهاب تواصل تهديد استقرار المنطقة».
وأضاف أن البرنامجين النووي والصاروخي لإيران يمثلان تهديدا كبيرا للمنطقة، مضيفا أن بلاده ستواصل التصدي لزعزعة إيران لأمن المنطقة، مؤكداً أن «نشاطات إيران النووية والصاروخية تمثل تهديدا كبيرا للمنطقة».
وأشار الوزير السعودي إلى أن النظام الإيراني لا يزال يمول الجهات المعادية للمملكة، والحوثيون يمثلون خطرا على إيصال المساعدات إلى اليمن، وسنناقش إيجاد حل سياسي في اليمن.
وأضاف أن المملكة ستعزز التعاون الدفاعي والتجاري مع واشنطن.
وتركز جلسات الحوار على التزامات البلدين لتعزيز الأمن والازدهار الإقليميين والنمو الاقتصادي والتواصل بين الشعبين، وتعزيز العلاقات الاستراتيجية التاريخية الممتدة لعقود بين السعودية والولايات المتحدة.
وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية السعودية على «تويتر»، إن الحوار الاستراتيجي السعودي الأميركي سيناقش جملة من القضايا الاستراتيجية التي تهدف إلى استمرار وتعزيز الشراكة بين السعودية وأميركا في عدد من المجالات.
وقالت إن الحوار يناقش محاربة التطرف والإرهاب وتعزيز التعاون العسكري والأمني والاقتصادي والتعاون في مجال الطاقة.
من جهة ثانية أشار بومبيو إلى أنه جرى تناول اتفاقات التطبيع مع إسرائيل.
وقال الوزير الأميركي إنهما «يساهمان بشكل كبير في أهدافنا المشتركة لتحقيق السلم والأمن الإقليميين».
وأضاف أنهما «يعكسان تغييرات جارية في دينامية المنطقة»، معتبرا أن «هذه الدول تعرف جيدا الحاجة إلى التعاون الاقليمي لمواجهة النفوذ الإيراني وتعزيز الازدهار».
وأردف بومبيو «نأمل أن تدرس السعودية تطبيع علاقاتها أيضا».
ولم يتطرق الوزير السعودي إلى هذا الموضوع، بل تحدث عن «التهديدات المشتركة، بما فيها تواصل السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار».
على صعيد آخر توجّه البيت الابيض بالشكر إلى السعودية وسلطنة عمّان «لجهودهما من أجل السماح بالإفراج» عن أميركيين محتجزين في اليمن.
ويأتي هذا الحدث الذي يصب في خانة حصيلة الرئيس دونالد ترامب في إعادة «رهائن» أميركيين، قبل 20 يوماً من الانتخابات الرئاسية الأميركية التي يتنافس فيها الملياردير الجمهوري سعياً للفوز بولاية ثانية.
وأعلنت الولايات المتحدة الإفراج عن الأميركيين الذين كانا محتجزين في اليمن لدى المتمردين الحوثيين الذين استعادوا في المقابل، في ما بدا أنّه صفقة تبادل، أكثر من 200 من أنصارهم كانوا عالقين في سلطنة عمان.
وقال مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي روبرت اوبراين في بيان إنّ «الولايات المتحدة ترحّب بالإفراج عن المواطنين ساندرا لولي وميكايل جيدادا (...) نتوجه بتعازينا لعائلة بلال فطين الذي سيُعاد جثمانه إلى الوطن ايضاً».
ولم يسبق لواشنطن أن تطرقت رسمياً إلى عملية الاحتجاز.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال التي كشفت نبأ الإفراج عنهما إنّ ساندرا لولي كانت تعمل في مجال المساعدات الإنسانية حين جرى احتجازها قبل نحو ثلاث سنوات. أما جيدادا وهو رجل أعمال، فقد جرى احتجازه قبل نحو عام، وفق ما أفاد مستشار للرئيس دونالد ترامب الصحيفة. وستستعيد واشنطن جثمان بلال فطين، وهو محتجز ثالث لدى الحوثيين ولكن لم تتضح ظروف وفاته.
ووفقاً لـ«وول ستريت جورنال»، فإنّ عملية الإفراج تندرج ضمن صفقة تبادل.
وأكد الحوثيون عودة 240 من مناصريهم إلى صنعاء أمس بعدما كانوا عالقين في سلطنة عمان التي غالبا ما تقوم بدور الوسيط في النزاعات الاقليمية.
(أ ف ب)