طالب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ايران امس بإرسال الصندوقين الاسودين للطائرة الاوكرانية المنكوبة التي اسقطت «خطأ» في الثامن من كانون الثاني، الى مختبر في فرنسا لتحليلهما.
كذلك، اعلن مساعدة طارئة للكنديين الذين فقدوا افرادا من اسرهم في الكارثة ودعا ايران الى تعويضهم سريعا. وقال ترودو في مؤتمر صحافي إن «بضع دول فقط مثل فرنسا لديها مختبرات قادرة على القيام بذلك»، مضيفا «سيكون المكان السليم الذي يرسل اليه الصندوقان الاسودان للحصول على معلومات مفيدة سريعا، وهذا ما نشجع السلطات الايرانية على الموافقة على القيام به».
ومن اصل 176 شخصا قضوا في هذه الكارثة، هناك 57 كنديا. وكشف ترودو ان 28 آخرين كانوا يحملون اقامة دائمة في كندا.
واضاف ترودو ان «الصندوقين الاسودين تعرضا لاضرار كبيرة ومن الاهمية بمكان (...) ان يتم تحليلهما في اسرع وقت». وتابع ان «الفرنسيين عرضوا بالتأكيد اجراء التحليل، والمجتمع الدولي وبينه الخبراء الكنديون يمكن ان يكونوا حاضرين في هذه العملية».
وفي وقت سابق، اعلن وزير الخارجية الاوكراني فاديم بريستايكو ان ايران مستعدة لنقل الصندوقين الاسودين الى كييف. واوضح ترودو ان عائلات الكنديين الذين قضوا في الكارثة سيتلقون مساعدة حكومية فورية بقيمة 25 الف دولار كندي (17 الف يورو) بهدف مساعدتها في تحمل نفقات السفر والتحضير للجنازات. وقال «ساكون واضحا. نتوقع ان تعوض ايران هذه العائلات. لقد التقيتها، لا يمكنها ان تنتظر اسابيع. انها تحتاج الى مساعدة فورية». ولفت الى ان الجثامين الاولى للكنديين القتلى سيتم نقلها «في الايام المقبلة». وقطعت كندا علاقاتها الدبلوماسية مع ايران في 2012 احتجاجا على دعم طهران لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وفي السياق نفسه، التقى وزير الخارجية الكندي فرنسوا فيليب شامبان نظيره الايراني محمد جواد ظريف للمرة الاولى في سلطنة عمان، وفق ما افاد مكتبه في بيان.
وقالت الخارجية الكندية ان «الوزير ظريف اعرب عن اسفه العميق لهذه المأساة الرهيبة» وقد ابلغه شامبان ان عائلات الضحايا «في حال غضب».
واضافت ان الوزيرين بحثا «ضرورة ان تسهل ايران وصول ممثلي كندا والدول الاخرى المعنية» بهدف التأكد خصوصا من «تحليل شفاف لمعطيات الصندوق الاسود، الامر الذي وافقت عليه ايران». كما بحثا «الواجب» الذي يقع على ايران حيال عائلات الضحايا «بما في ذلك التعويض»، وقد شدد الوزير الكندي على «تعاون» طهران. ونقل شامبان الى نظيره طلبات في هذا الصدد من جانب الدول المتضررة من الكارثة (كندا وبريطانيا واوكرانيا والسويد وافغانستان) بعدما اجتمع ممثلوها الخميس في لندن.
ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس موسوي قوله إنه يجب على كافة الدول المعنية بتحطم الطائرة الأوكرانية في إيران تجنب تحويل الأمر إلى قضية سياسية.
وقالت الوكالة نقلا عن موسوي «نطالب كافة الأطراف بعدم تحويل أمور إنسانية، خاصة هذا الحادث المأساوي، إلى ذريعة لإبداء تلميحات سياسية».
ويوم الخميس ذكرت خمس دول توفي لها مواطنون عندما أسقطت إيران طائرة الركاب الأوكرانية الأسبوع الماضي أنه يتعين على طهران دفع تعويضات لعائلات الضحايا وأن العالم يراقب طريقة تعاملها مع الأمر.
وقال موسوي إن إيران أبدت تعاونا «يفوق التوقعات» مع البلدان التي توفي لها مواطنون في الحادث.
كانت كندا وأوكرانيا والسويد وأفغانستان وبريطانيا قد طالبت في بيان صدر في لندن عقب اجتماع مسؤولين من الدول الخمس إيران بإجراء «تحقيق دولي شامل ومستقل وشفاف يمكن للدول المكلومة الاطلاع عليه».
من جهة ثانية، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى «خفض التصعيد» بين إيران والولايات المتحدة بعدما أسقط الجيش الإيراني خطأ طائرة ركّاب أوكرانية.
وقال لافروف «تشكّل مأساة طائرة الخطوط الأوكرانية (الدولية) إنذاراً جديًا ومؤشراً لبدء العمل على خفض التصعيد بدلاً من التهديدات الدائمة» في المنطقة.
وأضاف أن «زيادة التوتّر بين إيران والولايات المتحدة لن تساعد على تسوية أي أزمة في المنطقة، لأن مستوى التوتر سيزداد».
(ا.ف.ب)