بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

9 كانون الثاني 2019 06:16ص تصاعُد التوتّر بين واشنطن وأنقرة وأردوغان يرفض لقاء بولتون

داعش يكثّف هجماته على القوّات الكردية.. والنُصرة تتقدّم في ريف إدلب

حجم الخط
انتقد الرئيس التركي طيب رجب أردوغان بشدة امس تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون والتي دافع فيها عن شركاء بلاده الأكراد في سوريا والذين أدرجتهم أنقرة على لائحة «الارهاب». 
واعتبر أردوغان في كلمة ألقاها في انقرة ان تصريحات بولتون التي اعلنها الأحد خلال زيارة لإسرائيل «غير مقبولة بالنسبة لنا ولا يمكن التساهل معها»، وذلك بعد لقاء جمع بين مستشار الرئيس الأميركي ومسؤول تركي رفيع في العاصمة التركية. 
وأضاف «لقد أرتكب جون بولتون خطأ فادحا». 
وصرح بولتون للصحافيين الذين يرافقونه إلى إسرائيل أنه يجب توافر شروط من بينها ضمان سلامة الحلفاء الأكراد، قبل انسحاب القوات الأميركية من سوريا، الذي أعلن عنه ترامب بحسب شبكة «إن بي سي» الإخبارية. 
وقال الرئيس التركي «في حين ان هؤلاء الناس هم أرهابيون، البعض يقول «لا تقتربوا منهم، إنهم أكراد». (...) قد يكونوا أيضا أتراك أو تركمان أو عرب. 
واكد أردوغان إن تركيا توصلت لتفاهم مع ترامب بشأن خطط الانسحاب لكن «أصواتا مختلفة بدأت تصدر من قطاعات مختلفة في الإدارة».
وقال مسؤول تركي كبير إن بولتون طلب مقابلة أردوغان وإن تصريحاته السابقة ربما كانت عاملا في عدم عقد الاجتماع. 
وقال أردوغان للصحفيين إنه لا توجد ضرورة للاجتماع مع بولتون.
وأمس قال مسؤول أميركي كبير إن بولتون أبلغ نظيره التركي بأن الولايات المتحدة ستعارض أي معاملة سيئة من القوات التركية لحلفاء واشنطن الأكراد في سوريا.
وأبلغ المسؤول الصحفيين المسافرين مع بولتون بأن مستشار الأمن القومي لم يعتبر أن رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقابلته خلال زيارة لتركيا تجاهلا له لأن خطط إجراء محادثات بينهما لم يتم تأكيدها.
وقبيل محادثات الامس قالت صحيفة حريت التركية إن من المتوقع أن تطلب أنقرة من مسؤولين أميركيين تسليم القواعد العسكرية الأميريية في سوريا لتركيا أو تدميرها. 
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تحددها قولها إن تركيا لن تقبل أن تسلم واشنطن هذه القواعد البالغ عددها 22 إلى وحدات حماية الشعب الكردية.
من جهته قال إبراهيم كالين المتحدث باسم أردوغان إنه ليس هناك تباطؤ في انسحاب القوات الأميركية من سوريا مضيفا أن أنقرة تركز على ما سيحدث للقواعد الأميركية والأسلحة التي حصل عليها المقاتلون الأكراد.
وأدلى كالين بتصريحاته في مؤتمر صحفي بعد أن التقى بمستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون.
في غضون ذلك قال مسؤول من المعارضة السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن متشددين أحرزوا تقدما امس في هجومهم على مقاتلي المعارضة الذين تدعمهم تركيا في شمال غرب سوريا ليقتربوا من جبهات القتال مع قوات الحكومة.
وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الرائد يوسف حمود إن المتشددين انتزعوا السيطرة على أربع قرى في سهل الغاب من مقاتلي معارضة منافسين امس.
وقال «نطلب بدء العمل من قبل مكونات الجبهة الوطنية للتحرير في إدلب حتى نحاول فتح محور جديد ونخفف الضغط عنهم بالمنطقة».
وذكر أن متشددي هيئة تحرير الشام النصرة سابقا، الذين بدأوا هجومهم الأسبوع الماضي، يستعدون للتقدم صوب بلدتي أريحا ومعرة النعمان في إدلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن معارك شرسة دارت في سهل الغاب. 
وأضاف أنه إذا سيطرت هيئة تحرير الشام على أريحا ومعرة النعمان وبعض القرى بينهما، فستكون قد سيطرت فعليا على كل إدلب.
على صعيد اخر، شن تنظيم داعش هجمات مضادة دامية في شرق سوريا ضد قوات سوريا الديموقراطية أدت الى مقتل 32 شخصا، ليؤكد هذا التنظيم قدرته على إلحاق الأذى رغم انحسار قواته في جيب ضيق.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الهجمات المضادة التي نفذها التنظيم  مستفيدا من عاصفة رملية وسوء الاحوال الجوية أدت الى سقوط 23 مقاتلا من قوات سوريا الديموقراطية فيما قتل تسعة جهاديين.
وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن  أن داعش شن ليل الاحد «هجمات معاكسة مستفيدا من الاحوال الجوية وعاصفة رملية» مشيرا الى ان «الهجمات حصلت على ثلاثة محاور بشكل متزامن» في شرق الفرات. 
واوضح مدير المرصد ان المواجهات استمرت طيلة الليل حتى فجر الإثنين حين شنت قوات سوريا الديموقراطية هجوما معاكسا تمكنت بفضله من استعادة كافة النقاط التي انسحبت منها. 
وعزا مدير المرصد ذلك الى أن «قلة أعداد عناصر التنظيم منعته من تثبيت سيطرته على النقاط التي هاجمها». 
وبموازراة ذلك، بدأت الشرطة العسكرية الروسية دوريات في محيط مدينة منبج السورية التي كانت تخضع في السابق لسيطرة المقاتلين الأكراد الذين تدعمهم الولايات المتحدة، بحسب ما أعلن متحدث باسم الجيش الروسي امس.
وقال المتحدث يوسوب ماماتوف لقناة «روسيا 24» إن «الهدف هو ضمان أمن المنطقة ومراقبة الوضع وتحركات المجموعات المسلحة» مضيفاً أن الشرطة العسكرية الروسية انتشرت «في محيط منبج» لكن ليس داخل المدينة. 
وبحسب «روسيا 24»، ستنتشر الشرطة العسكرية الروسية في المنطقة «بشكل منتظم». 
وبثّت القناة مشاهد تُظهر مجموعة مؤلفة من نحو عشرة عناصر من هذه القوة تعبر بلدات مستخدمة آليات مخصصة للمناطق الوعرة وشاحنات ترفع العلم الروسي. 
وتدعم روسيا منذ أيلول 2015 القوات الحكومية السورية التي انتشرت مؤخراً في منطقة منبج الواقعة في محافظ حلب في شمال البلاد قرب الحدود مع تركيا. 
من جانب اخر أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية امس  أنها أرسلت فريقا إلى سوريا للتحقيق في هجوم محتمل بغاز الكلور قيل إنه وقع في مدينة حلب في تشرين الثاني  الماضي. 
وحصلت المنظمة على معلومات مرتبطة بالهجوم المفترض والذي دفع روسيا إلى تنفيذ ضربات جوية انتقامية بعيد وقوعه في 24 تشرين الثاني . 
وأضافت المنظمة الدولية في بيانها أن «بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أرسلت (إلى سوريا) مطلع كانون الثاني لوقوف بشكل إضافي على الحقائق المرتبطة بالاشتباه». 
(ا.ف.ب-رويترز)