حذرت الخارجية الأميركية، أمس في تقريرها السنوي حول «محاربة الإرهاب» عبر العالم خلال عام 2018 المنصرم، من أن تنظيم «داعش» الإرهابي الذي فقد زعيمه أبو بكر البغدادي قبل أيام قليلة، قد أثبت بالفعل مقدرته على التأثير في بعض المؤيدين وتوجيههم عبر الإنترنت، وتطرّق كذلك إلى مواصلة تعقّب «القاعدة» وأنصارها عبر العالم، وإلى الضغوط القصوى التي فرضتها الولايات المتّحدة على «الإرهاب المدعوم من إيران»، التي وصفها بأنها الممول الأكبر له.
وفي الشأن اللبناني قال التقرير أنه «على الرغم من جهود الحكومة اللبنانية الرسمية في النأي بنفسها عن النزاعات الإقليمية، واصل حزب الله دوره العسكري في العراق وسوريا واليمن».
واعتبرت الوزارة في تقريرها أن «إيران ما زالت أسوأ دولة راعية للإرهاب في العالم، من خلال دعم عدة جماعات متشددة»، كاشفة أنّ «النظام الإيراني أنفق نحو مليار دولار لدعم وكلائه من الجماعات الإرهابية».
وأكد التقرير على «أهمية العقوبات التي جرى فرضها على إيران، عقب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، في أيار 2018، بسبب تمادي طهران في سلوكها المزعزع للاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط».
وأشار التقرير في هذا السياق إلى نشاطات إيران «التآمرية» في أوروبا، مستعرضاً «التحقيقات التي أجرتها السلطات الألمانية مع 10 عناصر تابعين لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في كانون الأول من عام 2018، وإحباط السلطات في بلجيكا وفرنسا وألمانيا خطة إيرانية لتفجير قنبلة في تجمع سياسي بالقرب من باريس، وإلقاء القبض على عميل إيراني خطط لعملية اغتيال في الدنمارك في تشرين الأول، وطرد ألبانيا مسؤولين إيرانيين خططا لتنفيذ هجوم إرهابي في كانون الأول»، بحسب التقرير.
وأقرّ التقرير بأنه على الرغم من النجاحات في الحرب ضد «داعش»، فإن هذا الأخير لا يزال يمثّل تهديدًا بالنظر إلى الهجمات التي نفّذها فلول تابعون للتنظيم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق آسيا، وأفريقيا أيضاً. وأشار التقرير بالذات إلى مقاتلي «داعش» الذين عادوا إلى بلدانهم من ساحة الحرب في سورية والعراق، أو انتقلوا إلى بلد ثالث.
وحذّر من أن «القاعدة» ووكلاءه الإقليميين لا يزالون مرنين، ويمثلون تهديدًا للولايات المتحدة وحلفائها، بالنظر إلى أنه يخطط لاستغلال انتكاسة «داعش» لإعادة تأسيس نفسه «في طليعة الحركة الجهادية العالمية»، على حد وصف التقرير.
وفصل التقرير «التهديدات الإرهابية» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ودور دولها في مكافحتها، مشيراً في هذا السياق إلى أن فروع «داعش»، رغم الهزيمة الكبيرة التي لحقت به وخسارته كامل أراضيه تقريبًا في سورية والعراق، لا يزال ينشط في ليبيا والمغرب والسعودية وشبه جزيرة سيناء وتونس واليمن.
وباستثناء تصنيف كلّ من سورية والسودان دولتين مموّلتين للإرهاب، أشاد التقرير بأدوار معظم حكومات المنطقة في «مكافحة الإرهاب»، وفرض التشريعات والقوانين المقيّدة لنشاطه وانتشاره، وتعاونها الدولي في محاربته، والقيود والإجراءات المالية التي تفرضها للحد من تمويله.
(وكالات)